«سندريلا» في عرض مختلف بدار الأوبرا السلطانيّة

مزاج الثلاثاء ١٩/ديسمبر/٢٠١٧ ٠٥:٣١ ص
«سندريلا»

في عرض مختلف بدار الأوبرا السلطانيّة

مسقط –
كلّنا نعرف حكاية «سندريلا» الخيالية، ولكنّ جمهور دار الأوبرا السلطانيّة مسقط سيكون على موعد مع الحكاية نفسها، لكنّها تُروى بشكل مختلف وجديد، في عرض جرى خلاله نقل الحكاية الشهيرة إلى عالم من الألعاب تُبث فيه الحياة في دمى بريئة في شكلها بقدر ما هي قاسية في سلوكها، هذا العرض هو باليه «سندريلا» الذي رأى النور للمرّة الأولى في العام 1985م، وجاء ذلك على يد ماغي ماران، ومصمّمة مناظر أعمالها، مونتسيرات كازانوفا، مع الإبقاء على العناصر الخارقة للطبيعة التي تنطوي عليها قصة «سندريلا» الكلاسيكية، والعرّابة الجنية ذات القدرات السحرية، والأمير الوسيم المنطلق على صهوة جواده باحثاً عن صاحبة الحذاء المفقود عند منتصف الليل في الحفل، لكنّهما أضفيا على هذا العالم الحالم أجواءً سوداوية حزينة تُعزى إلى فقدان البراءة.

تدور أحداث هذه النسخة المبتكرة من باليه «سندريلا» الشهيرة برقصاتها، وإخراجها المسرحي المبدع لتجري وقائع العرض في بيت دمية مع استخدام أزياء تلائم هذه الأجواء المبهرة التي يزيدها جمالاً وإبهاراً، موسيقى سيرجي بروكوفييف المتألقة متعددة الاستخدامات، وأوركسترا براغ الفيلهارمونية الشهيرة بقيادة المايسترو الشاب الروسي اللامع الحاصل على الجوائز كونستانتين شودوفسكي.

وقد وُصفت هذه النسخة من قصة «سندريلا» بأنها نصر مسرحي عبقري يتّسم بالتلاعب المدهش بالأحداث، وتقدّم العرض فرقة باليه دار أوبرا ليون، وهي فرقة مدرّبة بشكل كلاسيكي تركّز على الرقص المعاصر، وتربطها بماغي ماران علاقة خاصة تعود إلى العام 1979 بدأت مع إخراج إحدى أولى أعمالها الراقصة المتمرّدة «تناقضات». ولقد كلّفتها فرنسواز أدريه، ومن بعدها يورغوس لوكوس بإخراج معالجة جديدة لعملين كلاسيكيين هما «سندريلا» (1985) الذي كان له الفضل في الشهرة العالمية التي اكتسبتها الفرقة، و»كوبيليا» (1993) بدون أن ننسى الإخراج الساخر لباليه «الخطايا السبع المميتة لدى البورجوازية الصغيرة» لبريخت (1987)، وفي العام 2011، عادت ماغي ماران التي باتت متفرغة أكثر من ذي قبل لفرقة باليه دار أوبرا ليون، لتنتج لها باليه «وجوه»، وهو عمل مصمّم خصيصاً لراقصي الفرقة، وفي عروضها الأخيرة، سخّرت ماغي ماران جميع أدواتها لتجسيد الحياة اليومية على خشبة المسرح محوّلة الإيماءات اليومية للأشخاص العاديين إلى قصص درامية تعكس الحالات الإنسانية المختلفة، وقد وجدت رغبة فعلية في صبغ الأعمال الكلاسيكية بلغة عالمية يفهمها الكلّ، إنّ الأقنعة التي تغطي وجوه الراقصين، والملابس المبطّنة التي تشوّه شكل أجسامهم تتحدى الكمالية الفردية للباليه الكلاسيكي، وتعلن عن عدم تميّز شخصيات العمل، فكلهم متشابهون، وهو الأمر الذي تسعى مصمّمة الرقصات إلى تحقيقه في هذا العرض، ومنذ أن شهد باليه «سندريلا» لماغي ماران النور، وهو يجوب أنحاء العالم، إذ قدّمته فرقة باليه دار أوبرا ليون من طوكيو إلى لوس أنجلوس، ومن موسكو إلى ساو باولو إلى مونتريال.
تقدّم دار الأوبرا السلطانية مسقط هذا العرض يومي 21، و22 ديسمبر الجاري الساعة 7:00 مساء، ويوم 23 في الساعة 4:00 عصراً.