معالي الوزير.. ارحل

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢١/ديسمبر/٢٠١٧ ٠١:٥٦ ص
معالي الوزير.. ارحل

عزيزة راشد

تمر الدول بمعضلات ومشكلات، وسوء تخطيط، وترهل إدارة، وبطء تدوير، حالها حال كل دول العالم، كما ذكر ابن خلدون في كتابه المقدمة: إن الدول تمر بثلاث فترات في عمرها هي: الطفولة والشباب والكهولة، ثم تمرض ولكن لا تموت، وبعد المرض تعود طفلة وهكذا في دورة متكاملة في الحياة.

عمان مثل غيرها من الدول تمر بمشكلات عدة، البعض فور ظهور مشكلة ينادي برحيل الوزير، والبعض إن لم يفهم عمل نظام معين يطالب فورا برحيل الوزير، والبعض يطالب برحيل كل الوزراء أجمعين وتصبح الدولة بلا حكومة!!
ترى ما الذي أفقد الثقة بين الوزير والمواطن؟ ولماذا الوزير غير مرضي عنه وهو الذي يقضي نهاره كاملا في مكتبه لا يغادره إلا عند غروب الشمس بشكل يومي معرضا نفسه لشتى الأمراض بحيث يصرف بعد خروجه من منصبه كل أمواله التي كان يحسده الشعب عليها في علاج أمراضه التي أصيب بها بسبب العمل المتواصل!!
المطالبة برحيل الوزير لأنه سبب كل المعضلات والمشكلات وأنه سبب وقف المعونات واختراعه لقوانين جائرة بحق المواطن، وأنه يقف ضد فئة معينة ومع فئات أخرى وأنه فاسد وغيرها من التهم، ترى هل يتمتع الوزير في بلادنا بكل تلك الصلاحيات؟ هل الوزير العماني مخترع للقوانين ويطبقها دون رقيب ويضع الخطط ويرسم الاستراتيجيات دون أن يسأله أحد؟ إذن لماذا توجد وزارة الشؤون القانونية ومجلس الوزراء والمكتب السلطاني؟
الدول تسير على أنظمة وقوانين تطبق على كل عمل وزاري، ويسير الوزير نفسه على تلك القوانين ضمن منظومة عمل موحدة، ولا يستطيع الوزير أن يغرد بنفسه خارج منظومة العمل المؤسساتي المتكامل، لذلك فتحميل الوزير كل المشكلات الناتجة عن سوء التخطيط اتهام ليس في محله، ما ذنب الوزير إن وضع أمام واجهة المدفع والجماهير؟
يجب على الجماهير أن تفهم أن الدولة تسير على عمل متكامل لمصلحة المواطن وأن الحكومة لا تقف إطلاقا ضد مصلحة المواطن، وإن تمت المقارنة بين عمان وغيرها من الدول لوجدنا أننا بخير وكل الخير في هذه البلاد، لذلك الحوار هو الطريق الصحيح دون المطالبة بالرحيل وغيرها من الشعارات التي تريد رحيل الوزير وكأن من يأتي لاحقا سيمتلك عصا موسى فيشق الأرض نصفين لتخرج لنا جنة خضراء!!