"حداء الصحراء" مغامرة جديدة لرحالة عمانيين

7 أيام الخميس ٢٨/ديسمبر/٢٠١٧ ١٥:٢٥ م
"حداء الصحراء" مغامرة جديدة لرحالة عمانيين

مسقط- خالد عرابي
أنهى مؤخرا الرحال العماني أحمد بن حارب المحروقي برفقة ثلاثة رحالين عمانيين رحلتهم "حداء الصحراء" والتي استمرت خلال الفترة من 15 إلى 18 ديسمبر الجاري وقطعوا خلالها 50 كيلومترا بالإبل انطلاقا من رمال الشرقية وعبر مخيمات ولاية بدية ثم حطوا رحالهم في وزارة السياحة، حيث نظمت وزارة السياحة حفل استقبال لهم برعاية سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية، وكيلة الوزارة.. "7 أيام" التقت أحمد المحروقي ليحدثنا عن تلك الرحلة وأهدافها والمواقف التي واجهتهم.

في البداية أكد المحروقي على أن الرحلة ضمت أربعة رحالين هو "أحمد بن حارب المحروقي"، وحمود النهدي، وعامر الوهيبي، ومحمد الزدجالي.. وقد تم التخطيط لها منذ فترة مع مجلة "عالم الهجن" حيث قمنا بتجهيز متطلبات الرحلة والأشياء الضرورية مثل المياه والطعام الذي يكون في غالب الأمر عبارة عن أشياء مجففة.

وأضاف: قطعنا خلال الرحلة أربعة أيام، حيث انطلقنا من رمال الشرقية من ولاية بدية وسرنا مسافة 50 كيلومترا، حيث أمضينا اليوم الأول منها ثم استرحنا في مخيم العريش، وفي اليوم الثاني أقمنا في خيمة صحراوية ثم في اليوم الثالث استرحنا في مخيم الوصل وفي اليوم الرابع استرحنا في مخيم ليالي الصحراء. وأشار إلى أنه قام بعدة تجارب مختلفة لقطع الصحراء على ظهور الجمال، بدأها منذ العام 2014 ثم في أعوام 2015 و 2016 و 2017، أما هذه الرحلة "حداء الصحراء" فهي الثانية، حيث كانت الأولى في العام 2016، ولذا فأنا لا أجد أية صعوبة في هذا النوع من الرحلات فقد اعتد عليها.

وعن اختيار هذا الاسم للرحلة وهو "حداء الصحراء" قال: جاء من الأثر الذي تتركه الأبل على الرمال، مشيرا إلى أن الرحلة كانت موفقة ولم يواجههم خلالها إية عوائق أو صعوبات، وما يميزها أن بها نوع من الرجوع إلى الأمجاد والماضي والتاريخ والتراث واستحضاره، ومثل هذه الرحلات تذكرنا بالزمان الأول وكيف عاش الآباء والأجداد. كما أنها رحلة اعتبرها نوعا من التعلم، الذي يمثل شيء مهما لنا جميعا.

وعن أهم ملاحظاته على تلك الصحاري التي قطعها قال: الأزمة والإشكالية الكبرى التي أشعر بها هي أن كثيرا ممن يقومون بالتخييم في تلك الصحاري والرمال –بكل أسف- حينما ينتهون من التخييم ويغادرون المكان يتركون فيه المخلفات والقمامة دون أن يقوموا بتنظيف ذلك المكان أو تركه كما كان، لذلك نصيحتي لكل من يذهب إلى مكان للتخييم أو إلى أي منطقة للاستمتاع:

وأكد مخاطبا من يخيمون قائلا: "عليك أن تنظف المكان قبل أن تغادره أو على أقل تقدير أن تتركه كما كان فسيأتي بعدك شخص آخر، وقد تأتي أنت إليه مرة ثانية، فهل تحب أن تأتي إليه وتجد أن القمامة ملقاة ومتعفنة فيه، وهل ستجلس فيه إن وجدته كذلك؟

وأضاف: اتمنى أن تقوم الجهات المسؤولة بوضع لافتات بالنصائح والتعليمات لمرتادي أماكن التخييم وكذلك لافتات تحذيرية ثم تشكل فرق تفتيشية تطبق عقوبات على من يخالف ذلك.

وعنه كرحالة عماني قال: أنا من ولاية أدم وقد عرفت طريق قطع الصحاري في الماضي بالسيارات لفترة طويلة ولكن منذ العام 2014 تحولت إلى قطعها عن طريق الإبل، وذلك كنوع من العودة إلى ماضينا وتراثنا.

وطالب المحروقي بأن تنال مثل هذه القوافل الاهتمام، خاصة وأنها تمثل جزءا مهما من تاريخنا وتراثنا، فقد سافرت إلى مصر وسوريا والأردن وغيرها من الدول ووجدت أن الجِمال "الإبل" تنال الكثير من الاهتمام فيما يتعلق بالسياحة، لأن الأوروبين حينما يأتون إلى بلادنا يحبون أن يطلعوا على الجِمال وأن يجربوا ركوبها لأنهم لديهم تصور مسبق عنها.

وعن رحلاته السابقة قال المحروقي: كانت أكبر رحلة قطعتها بالإبل في الصحاري في "الربع الخالي" وقد كانت أصعب مغامرة قطعتها بحياتي حتى الآن، واستمرت حوالي 10 أيام.

وعن خططه المستقبلية قال: إنني أنوي أن أغير قليلا فبما أنه لي علاقة بإفريقيا -حيث عشنا فيها قديما- فلدي خطة للسفر إلى إفريقيا عن طريق القارب الشراعي من مسقط إلى زنجبار إلى دار السلام وقد وضعنا الخطة ولكن فقط جاري التنسيق مع بعض الجهات لرعاية هذه الرحلة.