خليجي 23 الأحمر

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٨/يناير/٢٠١٨ ٠٥:٠٢ ص
خليجي 23 الأحمر

لميس الكعبي

بعد صبر طويل طالت أشواطه وسط زحام الفرص التي ضاعت أمام مرمى الفريق الإماراتي الشقيق، الفريق العُماني الذي يبلغ عدد أعضائه أحد عشر لاعباً، يلعبون بكرةٍ واحدة، يتوزّع لاعبو كل فريق إلى هجوم ودفاع وحارس مرمى، ضاقت الصدور صبراً وهي تنتظر الهدف المرتقب والذي سيعلن النتيجة النهائية لكلا الفريقين وما زال أبطالنا العُمانيون يلعبون بكل إصرار وعزيمة منذ اللحظات الأولى من بداية الشوط الأول وحتى نهاية الأشواط الإضافية ولحين تقرر الركلات الترجيحية والكل يجلس على أعصابه خوفاً أن يلعب الحظ دوره وأن تدور الكرة لصالح الفريق المقابل رغم أننا مقتنعون قناعة تامة أن من يستحق الفوز هو الفريق العُماني لأنه بالفعل لعب بشكل محترف وأثبت جدارته منذ بداية المباراة.

لكن الأهم من كل ذلك التغيير الأكبر في تشكيلة الفريق العُماني وقوة ظهوره في دوري خليجي 23 حيث ظهر الأحمر ليعلن أمام العالم أجمع بأنه منافس قوي وعنيد ولا يستسلم بسهولة.
عندما ترى اليوم لاعبي المنتخب العُماني وسط الملعب يلعبون بكل ثقة وأنت تشعر بالفخر الكبير، نعم هؤلاء هم أسود قابوس، هؤلاء هم من سيأتون لنا بالكأس، هذا ما نطمح إليه، فريق قوي يلعب بحرفية عالية يستحق أن يمثل السلطنة بكل فخر واعتزاز حتى وإن لم تكن البطولة من نصيبنا إلا أننا واثقون أنهم لاعبوا بشكل مشرّف أمام حشد جماهيري كبير، من هنا وهناك تعالت الصرخات ورفعت الأيادي تدعوا الله «سبحانه وتعالى» أن ينصرنا وأن يفرح قلوبنا التي ضاقت بالأحزان وسط زحام الأحداث غير المستقرة في وطننا العربي. أبناء عُمان وكل من يسكن على هذه الأرض الطاهرة ينتظرون أن يتوَّج صبرهم بالبطولة لأنهم بالفعل يستحقوا أن يُتوَّجوا بالمركز الأول دون منازع وحتى منافس يُذكر في خليجي 23، هنا أتذكر قول رئيس نادي برادفورد سيتي السابق ستافورد هيجينيوثام: «كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً»، وبالفعل أشاهد كل أبناء الوطن العربي يرقصون فرحاً ويهتفوا عشقاً للفريق العُماني، وأرى أبناء بلدي العراق يشجعون الفريق العُماني وينتظرون اللحظة الحاسمة التي تحدد مصير الفريق ويصرخون بأصوات عالية عاش الأحمر عاشوا أسود قابوس، يا رب لا نريد سوى الفرحة وسط الأهل والأصدقاء، هنا يستوقفني الموقف وأجهش بالبكاء لأننا بالفعل ننتظر الفرحة لنغني ونرفع الأعلام بالحب والسلام، رغم أني لا أملك الخبرة الكافية عن كرة القدم لكنني أشعر بمعنى الهدف والفوز في الملعب وسط هتافات الآلاف الذين حضروا من أجل هذا اللقاء ما بين عُمان والإمارات في كرة القدم وبلا منازع ومهما تنوعت الألعاب الأخرى لن يكون هناك أجمل من الكرة التي نركلها بالهدف، هذه اللعبة التي تسعدنا وتبكينا وبالفعل نشعر بتأثيرها الغريب في داخلنا.
عزيمة النّفس والإرادة التي لعب بها الفريق العُماني في نهائي خليجي 23 أثارت ضجة كبيرة وسط الفرق الكروية الأخرى المشاركة، فالأحمر وبكل ثقة جاء ليبلّغ العالم أجمع ها نحن هنا للفوز فقط لا لغيره، وبكل فخر وقوة إرادة لم تضعف ولم تكل بل كانت تزيد إلى الأقوى جاء بطل البطولة العُماني حارس المرمى فايز الرشيدي ليصد إحدى ضربات الترجيح لتعلو أصواتنا بالحمد والشكر لله الذي لم يضيّع جهد الفريق الذي بالفعل كان يستحق هذا الكأس، لم تبق إلا الضربة الترجيحية الأخيرة التي ستقرر مصير الفوز لمن!! عُمان أو الإمارات؟
ولله الحمد هذا الوصف الأكثر إقداما، وأسرع عملا، وأكثر صبرا توِّج فِي اللحظات الأخيرة بالفوز الرائع لصالح المنتخب العُماني ليحسم النتيجة النهائية والحاسمة على أرض ملعب استاد جابر في الكويت لصالح منتخبنا العُماني البطل، تعالت الصرخات وسط فرحة هستيرية، وأذرفت الدموع فرحاً بإعلان خليجي 23 عُماني والكأس عُماني.