مركز التدريب الإعلامي.. بصيص أمل

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١١/يناير/٢٠١٨ ٠٥:٠٠ ص
مركز التدريب الإعلامي.. بصيص أمل

علي بن راشد المطاعني

ali.matani@hotmail.com

اكتسب المرسوم السلطاني السامي بإنشاء مركز التدريب الإعلامي أهمية كبيرة في إعداد أجيال من الإعلاميين المؤهلين لقيادة العمل الإعلامي في البلاد وفق منظومة تأهيل تساعدهم على ولوج أبواب الإعلام بفضاءاته الواسعة متسلحين بقدرات وإمكانيات مهنية وأخلاقية تسهم في إذكاء إبداعاتهم وصقل مهاراتهم وتعزيز قدراتهم في العمل الإعلامي الذي يشهد كل يوم تطورا متسارعا يتطلب مواكبته بتأهيل العاملين في قطاعات الإعلام المختلفة، الأمر الذي يبعث على الارتياح للاهتمام الكبير بهذا الجانب الذي يوليه جلالته اهتماما خاصا في خضم اهتماماته المتزايد في إدارة الدولة وإيمانا منه بالرسالة التي يؤديها الإعلام في المجتمع.

بلا شك أن إنشاء مركز التدريب الإعلامي بمرسوم سلطاني يتوج الاهتمام الذي يوليه جلالته لتأهيل الإعلاميين في السلطنة وفق منظومة تدريب وتأهيل علمية انطلقت قبل عدة سنوات وأسهمت بالفعل في تأهيل عدد من الصحفيين في العديد من المجالات داخل السلطنة وخارجها، وأتاحت المجال لهم للاطلاع على تجارب الدول الأخرى في العمل الإعلامي، وفتح آفاق واسعة لهم لتطوير قدراتهم من خلال الاحتكاك بتجارب متباينة بدول العالم.

إن إيجاد مركز إعلامي متخصص بتأهيل الإعلاميين يشكل نواة لتطوير الإعلام العُماني ورفده بالكفاءات التي تسهم في الارتقاء برسالته الإعلامية المتوازنة في التعاطي مع الأحداث والاتزان في الطرح والموضوعية في المعالجات الإخبارية للأحداث والحيادية والشفافية والتجرد عن الذات في الأداء الإعلامي كلها وجميعها تعد رصيدا قويا للإعلامي العُماني وصفة يعرف بها وجعلته بالتالي مميزا بين وسائل الإعلام العربية والدولية، عليه من الأهمية بمكان تطوير الكفاءات العُمانية في هذا الشأن ترجمة لهذه المثل والأخلاقيات التي أضحت عنوانا للإعلامي العُماني وعلى مستوى قارات العالم جميعها.
فهذه المؤسسة الإعلامية سيكون لها شأن كبير في رفد الإعلام العُماني بقدرات عالية من حيث التأهيل والتدريب وفق نظم تأهيل عالية المستوى ووفق آليات ونظم أكثر دقة في تشخيص متطلبات الكوادر الإعلامية من التأهيل ووفق طبيعة الوسائل الإعلامية وتأطير البرامج التأهيلية على ضوئها بنحو يرتقي بالإعلاميين في كافة وسائل الإعلام المعروفة والمتاحة الآن.
ومن شأن المركز الإعلامي الذي يأتي ضمن إستراتيجية وزارة الإعلام في تأهيل كوادرنا الوطنية أن يحدث نقلة حيوية في قدرات إخواننا الإعلاميين في كل المجالات الإعلامية ‏من خلال النظام التدريبي الذي سيتبعه في التأهيل بمنح درجة الدبلوم بعد تدريب مستمر وممنهج يوازن بين الجوانب النظرية والتطبيقية ويرسخ أخلاقيات المهنة وأدبياتها.
بالطبع المركز لا يمكن أن يحقق النجاح بنفسه ما لم تتفاعل المؤسسات الإعلامية مع برامجه ويلتزم الزملاء بالبرامج التدريبية وإبداء الجدية في التحصيل، فهذه مفردات تعد مكملة لنظام المركز.
نأمل أن يكون هذا المركز علامة فارقة في التأهيل والتدريب وأن يستقدم أنظمة تدريبية متقدمة وآليات تأهيل متطورة تساعد على الارتقاء بقدرات إخواننا وزملائنا في المهنة.