اليمنيون وحدهم يدفعون فاتورة الحرب

الحدث الأربعاء ١٧/يناير/٢٠١٨ ٠٤:٤١ ص
اليمنيون وحدهم يدفعون فاتورة الحرب

عواصم - ش - وكالات
قالت منظمة الصحة في بيان مقتضب، أمس الثلاثاء، إن حالات الدفتيريا المشتبه بها في اليمن بلغت 678 ووفاة 48 حالة والمرض ينتشر بسرعة.
من جانبها أعلنت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات في اليمن حيث يزداد خطر حصول مجاعة بسبب النزاع مع المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والحكومة المدعومة من السعودية.
يأتي هذا بعد أيام قليلة من إعلان سابق للأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 514 شخصا في اليمن يُعتقد أنهم أُصيبوا بالدفتيريا التي أودت بحياة 48 منهم منذ ظهور المرض في منتصف أغسطس.
وتقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث يعيش 8 ملايين شخص على حافة المجاعة والنظام الصحي فيه متداع.
وحذّر ممثل منظمة الصحة العالمية د.نيفيو زاجاريا من أن انتشار الدفتيريا أكثر خطورة بكثير من الكوليرا المتفشية بالفعل بسبب ارتفاع معدل الوفيات المرتبطة به.
وأوردت ما يقرب من 100 منطقة في اليمن تقارير عن وجود حالة إصابة واحدة على الأقل بالدفتيريا مع تركز شديد في محافظة إب، التي أبلغت عن حوالي 50 % من مجموع الإصابات في جميع أنحاء البلاد.

شعب ينتظر المساعدات
في جانب آخر من أبعاد المأساة الإنسانية في اليمن، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات في اليمن حيث يزداد خطر حصول مجاعة بسبب النزاع الدائر حاليا.
وأشار تقرير جديد لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن 22.2 مليون يمني (76 % من السكان) بحاجة إلى المساعدة في هذا البلد الفقير بزيادة 1.5 مليون شخص خلال الأشهر الستة الفائتة.
وتابع التقرير أن خطر حصول مجاعة في تزايد إذ يعاني 8.4 مليون شخص من الجوع في مقابل 6.8 مليون في 2017، وتشمل هذا الأرقام أكثر من نصف محافظات البلاد من بينها 72 منطقة من اصل 95 هي الأكثر تعرُّضا لخطر المجاعة.
وأضاف التقرير أن أكثر من 1500 مدرسة في البلاد تعرّضت لأضرار أو دمِّرت بالكامل نتيجة النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات، كما تحتل مجموعات مسلحة بعض المدارس، وكانت الأمم المتحدة أعلنت العام الفائت أن اليمن يشهد "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
ويشهد اليمن الذي يعدّ من أفقر الدول العربية، نزاعا وتدخلا من تحالف تقوده السعودية منذ مارس 2015 دعما لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي وأسفر عن مقتل أكثر 8750 شخصا وإصابة أكثر من 51 ألفا بجروح من بينهم عدد كبير من المدنيين.
كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن انتشار وباء الكوليرا في البلاد منذ أبريل الفائت أسفر عن وفاة أكثر من 2200 شخص.

نزوح وتهجير
يذكر أن ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز اليمنية، كان قد أعلن في وقت سابق عن تعرُّض 1895 أسرة للنزوح والتهجير القسري من منازلها في 6 من المديريات في ريف محافظة تعز، وهي قرى القوز والأشروح، بمديرية جبل حبشي وحيفان والشقب والجيرات، بمديرية صبر الموادم.
وقال الائتلاف -في تقريره عن الأوضاع الإنسانية بالمحافظة، أوردته قناة (سكاي نيوز) الإخبارية، "إن 92 منزلا ومنشأة ومركبة وممتلكات خاصة وعامة تعرّضت للأضرار، بالإضافة إلى 53 أخريات تضررت بشكل جزئي بسبب الحرب خلال الشهر الفائت، وهي بحاجة إلى إعادة التأهيل والإصلاح".
وأشار التقرير، إلى فقد 115 أسرة معيلها جراء مقتلهم في الحرب خلال ديسمبر الفائت، لافتا إلى أنه اضطر نحو 121 شخصا كانوا يُعيلون أسرهم إلى التوقف عن أعمالهم جراء الإصابات التي تعرّضوا لها خلال نفس الشهر.
وأضاف أن من إجمالي الضحايا المدنيين، الذين سقطوا خلال ديسمبر، تم تسجيل مقتل 8 أطفال و3 نساء، بالإضافة إلى إصابة 7 أطفال و4 نساء من بينهم إصابات حرجة جراء القصف العشوائي، الذي يستهدف مدينة تعز بصورة شبه يومية.
وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت أن أربع روافع متحركة وصلت إلى ميناء الحديدة اليمني الذي تسيطر عليه جماعة أنصار الله، وذلك بعدما وافق التحالف بقيادة السعودية على السماح بدخولها.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان، إن سفينة تحمل الروافع التي اشتراها بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصلت إلى ميناء الحديدة ومن المتوقع أن تكون جاهزة للعمل على الفور.
وقال البيان: "نظرا لقدرة كل واحدة من الروافع المتنقلة على مناولة ما يصل إلى 60 طنا، فإنها ستعزز بدرجة كبيرة عمليات تفريغ الشحنات الإنسانية وغيرها من مواد الإغاثة".
وقال برنامج الأغذية العالمي، إن السعودية والإمارات سهلتا نقل الروافع إلى اليمن على متن سفينة استأجرها البرنامج.