خليفة الهادي.. مشغولات حرفية بثوب عصري

مسقط - زينب الهاشمية

يعشق الصناعة الحرفية ويهوى تطوير المشغولات التراثية التي ينظر لها على أنها مظهر من مظاهر الحياة الثقافية والاجتماعية وأحد أهم روافد التراث العُماني التليد. وباعتبارها مصدر رزقه فهو يسعى إلى تطوير صناعته الحرفية وربطها بأذواق المستهلكين ومتطلبات السوق، بمظهر عصري حديث. إنه الحرفي خليفة الهادي الذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 20 عاماً.

يقول الهادي: «كانت بداياتي في هذا المجال في العام 1994 حيث كنت أصنع مجسّمات خفيفة وأرصّعها بالأصداف البحرية التي تُضفي عليها لمسة جمالية. كما ركّزت أيضا على الصناعات الخشبية بأنواعها مثل المناديس والمباخر وأطقم الضيافة والهدايا والمشغولات التراثية، وقد تعلّمت هذه المشغولات باجتهادي الشخصي دون أن أتعلّم من أحد ولم ألتحق بأي دورات تدريبية».

وحول أنواع الخشب التي يستخدمها في صناعة مشغولاته الخشبية يقول الهادي: هناك أنواع كثيرة من الأخشاب التي نستخدمها في صناعة هذه المشغولات منها الـ»إم دي إف» و»المرندي»، و»السويحي» الذي نستخدمه حالياً، وهناك أنوع مختلفة من عالم الأخشاب.

خبرة وتوسع خارجي

اكتسب الهادي بعد سنوات من العمل خبرة واسعة ووصلت مهارته الحرفية إلى درجة عالية من الإبداع والإتقان أهّلته ليبدأ بعدها وتحديدا في العام 2011 مشواره في المشاركات المحلية والخارجية، حيث أدرج مشروعه في الهيئة العامة للصناعات الحرفية والتي تهدف إلى التعريف بالصناعات الحرفية والتسويق للمنتجات ودعم الحرفيين في تقديم منتجاتهم للمجتمع.

يعرض خليفة الهادي أعماله الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأيضا من خلال مشاركاته في بعض الفعاليات والمهرجانات، يقول: «أصبحت لديّ الآن مشاركات خارجية عديدة في دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما شاركت أيضا في مهرجان الشيخ زايد لسنتين متتاليتين، وكذلك في دولة قطر».
وعن الصعوبات التي واجهها الهادي في مشواره الحرفي يقول: في الآونة الفائتة واجهت بعض الصعوبات في توفير الآلات والمعدات اللازمة في العمل، وبعد أن تغلّبت على هذه العقبة واجهتني صعوبة أخرى وهي التسويق للمنتجات؛ فالتحدي في التسويق يكمن في ابتكار أفكار وأشكال جديدة وجميلة تلامس ذوق المستهلكين، إضافة إلى إيجاد طرق للتسويق أكثر فاعلية وتصل إلى أكبر شريحة من المجتمع.
وحول التطوّر الذي طرأ على هذه الصناعة يقول خليفة: هناك العديد من المشغولات اليدوية التي أدخلت عليها تطورات كبيرة وتغيّرات تواكب المتطلبات الحالية و»الذوق العصري» مثل صناعة «المناديس» حيث أصبحت لنا مناديس مطوّرة وأعمال خشبية طوّرناها بدمج الطابع تراثي بالطابع الحديث لتجمع بين الحاضر والماضي.
ويسعى خليفة الهادي في خطته المستقبلية إلى فتح ورشة متكاملة تتوفر فيها أحدث الآلات من أجل العمل بطاقة إنتاجية أكبر.