ما لم يكتب في كأس الخليج..!!

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٨/يناير/٢٠١٨ ٠٣:١٣ ص
ما لم يكتب في كأس الخليج..!!

سالم الحبسي

Ssa.alhabsi@gmail.com

السبت..

رجع البعض إلى حجورهم يضربون أخماسا في أسداس بعد أن سقطت مخططاتهم التي كانت تجهز المشانق والسكاكين.. فالمشهد تغيّر في خليجي 23 بالكويت.. وبعزيمة الرجال استطاع منتخبنا أن يحقق اللقب الثاني في دورات الخليج “19 و23”.. ولم يعطِ نجوم الأحمر الفرصة للذين كانوا يخططون في الكواليس للانقضاض على المشهد الذي صاغوا سيناريوهاته مسبقاً على اعتبار أنهم كانوا يرون ما لا نرى..!!
بعضهم صدموا بأن يحقق المنتخب الوطني البطولة لأنه كانت في حساباتهم ليست من المستحيلات السبعة بل كانت من المستحيلات التي تبعد سنوات ضوئية لذلك انهارت وتساقطت أعمدة المخططات ولم يبق سوى البحث على إنقاذ المشهد من هنا وهناك..!!

الأحد..

تأهل منتخبنا الوطني إلى دور نصف النهائي بجدارة واستحقاق رغم خسارته الأولى من منتخب الإمارات إلا أنه انتفض في المواجهتين أمام الكويت صاحب الأرض والجمهور فحاول ثلة من الذين يدخلون دائرة النشاز أن يقللوا من فوز الأحمر.. وعندما تخطى المنتخب الوطني المنتخب السعودي خرجت الأصوات من جحورها على خجل بأن المنتخب فاز على الرديف السعودي وأن هذا التأهل ليس بجديد فقد سبقه تأهل في الدورة السابقة بالرياض 2014..!
وقبل، حاول البعض إثارة الضجيج حول “قضية اللاعب الإماراتي” واعتراض الوفد العُماني على إشراكه في مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب الإمارات في الافتتاح.. ولكن لم تكن محاولاتهم سوى همس في آذانهم.. رغم أنهم حاولوا أن يقدّموا ضعف إدارة الاتحاد في إدارة مثل هذه الملفات في دورات الخليج وحاول البعض أن يتسلق من هذه الزاوية الضيقة إلا أنه بعد ساعات سقطوا بشكل فاضح..!!

الاثنين..

تأهل منتخبنا للدور الثاني فضاقت بهم الأرض بما رحبت.. وانقطع آخر أمل لتنفيذ المخططات بعد أن تخطى المنتخب الوطني مرحلة العبور على حساب منتخب البحرين.. فلم تعد هناك فرصة لمقارنة المشاركة السابقة بخليجي 22 وبمشاركة المنتخب في خليجي 23.. ومع ذلك خرج القلة منهم يتربصون بالنهائي إلا أنهم وجدوا جماهير عُمان كلها خرجت عن بكرة أبيها خلف المنتخب فكان المشهد مهيباً مخيفاً..!!
تخافتت الأصوات وخف الهمس وتشدقت الأنظار في الوقت الذي كان فيه المنتخب وإدارته يعملان بهدوء.. وهناك من يتحمّل الصدمات التي كانت تعترض الفريق ليقوم بمهمة كاسر الأمواج العاتية والآتية من الداخل ومع ذلك هناك من اتهم ووصف عمل الاتحاد بأنه فوضوي وأن الترتيب كان يقوم به شخص واحد..!!

الثلاثاء..

حضرنا دورات الخليج في النسخ الخمس الأخيرة ولكن لم يسبق أن بلغ عدد الوفد الإعلامي إلى رقم قياسي تتحدّث عنه الأرقام القياسية بالدورة.. ولم نكن يوماً نفكر بأن يكون إعلامنا من ضمن أكبر الوفود الإعــــــلامية لمعرفتنا بقدراتنا.. إلا أنه في خليجي 23 كان للوفد الإعلامي العُماني حضوره المميّز وصوته الرزين المؤثر والصورة لائقة لا تحتاج إلى برواز.. وعمل الإعلام الرياضي كصوت واحد إلا القليل -لا يحسبون من الإعلام- الذين حاولوا أن يعزفوا صوت النشاز ولكن غلبتهم الأمواج العاتية..!!
ورغم العمل الجماعي للإعلام العُماني خرج البعض يبحث في “حواء وعروقها”.. لماذا توحّد الإعلام الرياضي العُماني خلف المنتخب؟ وهو سؤال ساذج.. وهل هي المرة الأولى التي يتوحّد فيها الإعلام؟ ففي خليجي 19 توحّد ونجح بامتياز.. وفِي خليجي 23 نجح مع مرتبة الشرف.. وبقيت أسئلتهم تدور في رحاهم..!!

الأربعاء..

توِّج المنتخب باللقب الثاني في خليجي 23 بالكويت في مشهد تاريخي كروي مهيب.. وبدأت الاحتفالات قبل التتويج للذين اعتبروا أن ما قدّمه المنتخب والذي خالف التوقعات هو قياس بالطموح يكفي.. فخرجت مجموعة تحاول أن تشتت الذهن لتنتقد إعلان موعد الاستقبال قبل التتويج.. بحثا عن أمور إن تبد لكم تسؤكم..!!
فوزارة الشؤون الرياضية سحبت الضغط عن المنتخب بتجهيزها للحفل والاستقبال الرسمي والشعبي الكبير وهي “ضربة معلم”.. ومع ذلك هناك من حاول أن يفسّر هذا التصرف في توجيه مختلف وخابوا من جديد.. فقد كان حفل الاستقبال أسطورياً ورسمياً وشعبياً لموكب أصحاب الإنجاز نجوم المنتخب.

الخميس..

بدأت الاحتفالات بالإنجاز الخليجي الثاني في كل ولايات ومحافظات السلطنة وخرجت الجماهير تحتفي لتستقبل أبطالها على مختلف ولاياتهم دليلا على الفرحة العارمة للجماهير العُمانية.. إلا أن أصوات المتهامسين أطلت برأسها من جديد في محاولة للتقليل من حجم الإنجاز وتوسع الاحتفالات..!!
لم أكن أرغب أن أكتب هذا الجانب السلبي في المشهد الكروي الجميل الذي عاشته السلطنة من أقصاها إلى أقصاها.. إلا أن محاولة البعض أن يشوش الحقائق ويزيفها مثل الذي “يكذب الكذبة ويصدقها” فهذا لا بد من الوقوف في وجه وفضحه.. فقد كشفتهم كلماتهم ورسائلهم ووقعوا في فخهم يعمهون..

آثرنا الصمت خلال كأس الخليج وبعدها ولكن نقول رأينا حتى لا يقول الشامتون تضعضعوا.. لأنهم سيبحثون يوما عن رفع مشانقهم رغم أن الإنجاز شتت معظمهم..!!

والآن بعد إخفاق المنتخب الأولمبي بدأت أصواتهم تتعالى من جديد بحثا عن نور يقتاتون عليه.. ويحاولوا أن يربطوا الإنجاز بالإخفاق وهما شتان..

ففي كأس الخليج إنجاز تتكحل به العيون.. وفِي النهائيات الآسيوية الأولمبية إخفاق لا يمكن تحويره.. ولنا وقفه مطولة في ملفاته.