مغامرون عمانيون يجوبون أدغال إفريقيا لمساعدة الفقراء

7 أيام الخميس ١٨/يناير/٢٠١٨ ٢٢:٠٥ م
مغامرون عمانيون يجوبون أدغال إفريقيا لمساعدة الفقراء

مسقط- خالد عرابي
وصل الشباب العمانيون التسعة والذين يحملون اسم فريق "المغامرون العمانيون" أول أمس إلى كيب تاون بجنوب إفريقيا، ومازالوا مستمرين في مغامرتهم في استكشاف أدغال القارة السمراء في رحلة استكشافية إنسانية، فهي استكشافية لأنهم من هواة المغامرة والسفر واستكشاف أفق بلدان جديدة والتعرف على أناس آخرين، وإنسانية لأنهم يقومون -خلال جولتهم- بتقديم بعض المساعدات لمن يحتاج إليها ممن يقابلونهم في طريقهم، وقد قطعوا حتى الآن -ومنذ أن انطلقوا في النصف الأول من ديسمبر الفائت إلى جنوب إفريقيا- آلاف الكيلومترات فعبروا حدودا وبلدانا ومروا بمواقف مرح ومتعة كما مروا بمواقف صعبة.. "الشبيبة" تواصلت مع رئيس الفريق "فريد المحروقي" ليحدثنا عن المغامرة وظروفه وبعض من المواقف التي مروا بها.

يقول المحروقي: إن مغامرتنا هذه تجوب أدغال إفريقا مرورا بـ 16 دولة وتستمر لمدة خمسين يوما.. ومنذ أن انطلقنا في مغامرتنا هذه من العاصمة مسقط وتحديدا من أمام مقر الجمعية العمانية للسيارات بحضور أعضاء مجلس إدارة الجمعية والقائم بأعمال السفير بسفارة جنوب إفريقيا المعتمد لدى السلطنة -حيث تمثل جنوب إفريقيا المحطة الأخيرة للرحلة، ومن ثم العودة بنفس المسار مرة أخرى وإن كان به بعض التغييرات- ونحن في جو مثير من المغامرة والمتعة والقلق وغيره من المشاعر الإنسانية، فقد أخذنا طريقنا من مسقط إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم إلى المملكة العربية السعودية -وهذا برا- ثم انتقلنا بحرا من السعودية إلى السودان وتحديدا عند ميناء سواكن، ومنها أكملنا مسيرنا إلى إثيوبيا ثم كينيا فأوغندا، ثم إلى روندا وبوروندي، ثم تنزانيا وزامبيا وزيمبابوي ثم إلى جنوب أفريقيا. وسنبقى بها فترة حيث قضينا بكل دولة ما بين 3 إلى 5 أيام بينما في جنوب إفريقييا فنخطط أن نبقى فترة ما بين أسبوع إلى 10 أيام، حيث سنجوب فيها العديد من المقاطعات الجنوب إفريقية مثل كيب تاون ثم سوازلاند وليسوتو، ثم سننطلق في طريق العودة مرورا مرة أخرى بـ : "ناميبيا، وبتسوانا، وزامبيا، وتنزانيا، وكينيا، وإثيوبيا، والسودان، والسعودية، والإمارات، ثم الوطن الحبيب عمان".

ويؤكد المحروقي على أن الفريق الذي يعمل تحت مظلة الجمعية العمانية للسيارات مكون من تسعة أفراد ينطلقون بثلاث سيارات منهم اثنتان لاند كروزر والثالثة نيسان حيث إن كل ثلاثة أفراد يستقلون سيارة، وأنهم قبل الانطلاق حصلوا على التأشيرات والموافقات اللازمة لذلك، كما أعدوا ما يحتاجون إليه من أغراض ومعدات ضرورية من أدوية وبعض الأغذية المعلبة وأدوات الميكانيكا للسيارات والإطارات الاحتياطية والفلاتر الخاصة بالسيارات تحسبا لأي عطل، بالإضافة إلى أدوات التخييم وغيرها.

ويشير المحروقي إلى أن هدفهم من هذه المغامرة ليس المغامرة فقط، وإنما هناك هدف إنساني أيضا فهم يقومون بمساعدة بعض الأسر الفقيرة في طريقهم وذلك عن طريق تقديم مساعدات مادية بسيطة على حسب الحالة وفي حدود المبلغ الذي جمعوه فيما بينهم، حيث سيقومون بمساعدة البعض به في حفر بئر للمياه، وأيضا سيقدمون بعض الأشياء العينية للمحتاجين، حيث من المعروف أن القارة السمراء بها بعض حالات العوز، كما أن أهم هدف لهم هو رفع علم السلطنة وصور جلالة السلطان قابوس التي زينوا بها سياراتهم في كل مكان يزورونه، وكذلك الحديث عن السلطنة والترويج لها سياحيا مع من يلتقونهم في طريقهم.

وعن اختيار هذا المسار للرحلة دون غيره يقول المحروقي: لأننا كنا في العام الفائت في مثل هذا التوقيت قد قمنا بمغامرة كهذه إلى شرق إفريقيا، لذلك قررنا هذا العام أن تكون مغامرتنا إلى جنوب إفريقيا، وأما عن اختيار القارة فلأننا مغامرون ونحب المغامرة وهذه القارة ثرية بثقافتها وتحتاج إلى الاستكشاف كما أنه معروف أن بها حالات عوز وهذا يلبي غرضنا أن نقدم ما نقدر عليه من مساعدات في بعض الأماكن خلالها ومن ثم تكون مغامرة استكشافية إنسانية.

وعما يميز هذه المغامرة دون غيرها قال رئيس الفريق: ليس لكونها تجوب وسط وأدغال القارة السمراء فقط ولا لأنها برا ولا بسبب طول فترتها فقط وإنما لأنها ستكون ذهابا وإيابا، فمعظم الرحالة والمغامرين حينما يذهبون في مغامرة بمجرد وصولهم للمحطة الأخيرة يشعرون بالتعب فيشحنون السيارات ويعودون جوا بينما ستكون مغامرتنا ذهابا وإيابا بالسيارات، أي كأنها مغامرتان في مغامرة واحدة خاصة وأنها ستقطع بلدان ومدنا مختلفة في خط العودة.

أما عن نمط العيش وهل سيقيمون في فنادق أم لا؟ قال: نحن نقول إنها مغامرة فكيف ستكون مغامرة ونحن نقيم في الفنادق، إننا نقيم حوالي 95 % من مدة المغامرة في تخييم، ونقوم بالطبخ وتجهيز الطعام لأنفسنا أو تناول الأطعمة المعلبة، وذلك حسب المنطقة التي نمر بها سواء صحراء أو عمران، وحوالي 5% فقط من الرحلة نقضيها في الفنادق وذلك عند الشعور بالقلق أو عدم الأمان أو الحاجة إلى النظافة العامة والاستحمام وغيرها.

وعن بعض المواقف التي واجهتهم يقول: كما هو معروف فإن القارة السمراء تتميز بغناها الطبيعي، ورغم أن أثيوبيا تعد واحدة من الدول الجميلة في المغامرة إلا أننا واجهنا موقفا صعبا وتحديدا في منطقة جبلية اسمها غوندار وذلك خلال توجهنا إلى منطقة بحر الدار، حيث انفجر إطار إحدى السيارات، ولكن ولله الحمد لم نكن مسرعين، وكان الأمر بسيطا ولم يحدث لأحد منا مكروه، وبما أننا مستعدون بالإطارات الاحتياطية وأدوات الميكانيكا فقد بدلناه بيسر وسهولة.