إلى الباحثين عن عمل

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٢/يناير/٢٠١٨ ٠٢:٥٣ ص
إلى الباحثين عن عمل

عيسى المسعودي

Ias1919@hotmail.com

تولي الحكومة وفي مقدمتها مجلس الوزراء الموقر والمؤسسات المعنية بقطاع العمل والأعمال أهمية كبرى لموضوع الباحثين عن عمل وعلينا جميعاً من شباب وإعلام ومؤسسات وهيئات مختلفة أن نثق بالجهود المبذولة في هذا الجانب وبالدور الذي تقوم به المؤسسات لإيجاد الحلول المناسبة، وتوفير فرص العمل بالقطاع العام والخاص وما تحقق حتى الآن يعتبر إنجازاً لم يأت من فراغ وإنما جاء بجهود جبارة قامت بها الحكومة وبإرادة وتعاون من الشباب الجاد والطموح لتحقيق الذات، لذلك علينا المحافظة على هذه الإنجازات في هذا المجال والاستمرار في جهودنا جميعاً من أجل تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات.

التعاون من قبل الباحثين عن عمل مطلب مهم ويعد من الأمور المهمة في المرحلة المقبلة وعلى الشباب أن يحرصوا على التعاون مع المؤسسات المعنية وفي مقدمتها وزارة القوى العاملة حتى تستطيع هذه المؤسسة توفير المزيد من الفرص الوظيفية المطلوبة ليس لهذه المرحلة فقط وإنما للمستقبل فاليد الواحدة لا تصفق ونحن نفتخر بكل الشباب العمانيين الذين حققوا إنجازات كبيرة في ميادين العمل وأصبحوا اليوم يقودون مؤســــسات ناجحة والبعض منهم يتحمل مســـؤولية دوائر وأقسام مهمة في مختلف المؤسسات، ونتمنى أن نشاهد المزيد من هذه الفئة الشبابية في المستقبل.
على الجميع أن يدرك أن موضوع وقضية الباحثين عن عمل قضية عالمية تعاني منها كافة دول العالم وتحاول مختلف الحكومات إيجاد الحلول لها وتتعاون مع مختلف المؤسسات لتوفير فرص العمل التي تعتمد على العديد من الظروف من أهمها الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن مع وجود الخطط والاستراتيجيات الواضحة في هذا المجال يمكن التغلب على هذه التحديات وعلى هذه الظروف والمتغيرات وفي السلطنة لدينا خطط وجهود في هذا المجال تحتاج فقط مزيداً من التعاون من كافة الأطراف فالجميع مسؤول عن هذا الموضوع.
الحكومة كما ذكرنا قامت بجهود كبيرة في مجال توفير الفرص الوظيفية وخلال الفترة الفائتة وتحديداً في العام 2011 وبأوامر سامية قامت المؤسسات الحكومية باستيعاب العديد من الباحثين عن عمل وحاليا هناك جهود لتوفير المزيد من الفرص الوظيفية بعد إعلان مجلس الوزراء توفير 25 ألف وظيفة ولكن على الشباب أن يدركوا أن المؤسسات الحكومية مهما حاولت لن تستطيع أن توفر في كل مرحلة فرصاً وظيفية جديدة فرقم الباحثين عن عمل يرتفع سنوياً، لذلك على الباحثين عن عمل عندما تقوم وزارة القوى العاملة بطرح وظائف عليهم في القطاع الخاص أن يقبلوا عليها فهي فرصة قد لا تتكرر وعليهم أن لا ينتظروا الوظيفية الحكومية فالانتظار سيكلفهم الكثير وقد لا يجدون هذه الفرص مستقبلا خاصة وأن هناك تنافساً كبيراً على الفرص الوظيفية.
يعتقد البعض أن توفير 25 ألف وظيفة والتي تم الإعلان عنها مؤخراً سيتم توفيرها خلال شهر ديسمبر أو يناير 2018 وهذا اعتقاد يحتاج إلى تصحيح فهذه الوظائف وحسب القرار تم تحديد فترة زمنية لها حوالي ستة شهور وبالتالي تسابق الزمن الآن وزارة القوى العاملة لتنفيذ هذا القرار، وذلك من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، كذلك يعتقد البعض أن الفرص الوظيفية لا تحتاج إلى اختبارات أو مقابلات وإنما تعيين مباشر وهذا أيضا اعتقاد خاطئ يجب تصحيحه فالمؤسسات طالما ستدفع رواتب فإنها تحتاج إلى اختيار أفضل العناصر وهذا من حقها خاصة إذا قامت بتخصيص رواتب عالية ولذلك فرصة التنافس متاحة للجادين ولأصحاب الكفاءات.
لقد تحدثنا مراراً وتكراراً عن وجود تحديات كبيرة حول توفير الفرص الوظيفية كما تحدثنا أيضا أن وزارة القوى العاملة لا تتحمل وحدها مسؤولية هذا الموضوع، وهذا اصبح واضحاً للجميع فهي مسؤولية مشتركة، والتحديات الموجودة مختلفة ومتعددة بعض منها متعلق بتنظيم العمل وبعض منها متعلق بالقوانين واللوائح وتحديات أخرى لا مجال لذكرها وأصبحت أيضا معروفة ولكن من التحديات التي أشارت إليها بعض التقارير متعلقة بالباحثين عن عمل أنفسهم فهم يضعون شروطاً مسبقة لقبول الوظيفة وفي أغلب الأحيان شروط غير واقعية من بينها سقف عالٍ للراتب واختيار المؤسسة حسب شروط محددة والبعض منهم يرغب في الوظيفة الحكومية وشروط أخرى للأسف غير منطقية، لذلك فإن على الباحثين عن عمل الجادين التعاون أكثر مع وزارة القوى العاملة وأن نكون واقعين في مطالبنا ونستثمر الفرص المتاحة خاصة وأن هذه الفرص تم توفيرها بعد جهود كبيرة وإجراءات عديدة.
العمل بالقطاع الخاص يشكل في الوقت الحالي وخلال المرحلة المقبلة المستقبل في مجال الوظيفة وتحقيق الذات حيث تحرص الحكومة على دعم هذا القطاع بشكل كبير ليقوم بواجبه من خلال خطط التنويع الاقتصادي التي توليها الحكومة أولوية في المرحلة الحالية، والتي تهدف إلى إنشاء شركات ومؤسسات كبيرة تستطيع توفير فرص عمل وظيفية للشاب العُماني وفي مختلف المجالات، كذلك على الشباب أن يدركوا أن القطاع الخاص سيوفر الخبرة وبالتالي فرصة الحصول على وظيفة افضل في المستقبل ممكنة، وأيضا الباب مفتوح للتنافس مستقبلا على أي وظيفة سواء كانت حكومية أو خاصة المهم إثبات القدرات واكتساب المعرفة والخبرة خاصة في المرحلة الأولى من العمل أو الوظيفة.