مشرف عام قرية العامرات التراثية حسن البلوشي: مفاجآت كبرى لعشاق الفنون الشعبية

بلادنا الاثنين ٢٢/يناير/٢٠١٨ ٠٣:١٦ ص
مشرف عام قرية العامرات التراثية حسن البلوشي:

مفاجآت كبرى لعشاق الفنون الشعبية

العامرات - عبدالله بن خلفان الرحبي

تتميّز القرية التراثية بمتنزه العامرات في مهرجان مسقط 2018 بتعدد الفعاليات التراثية الشاهدة على الحضارة العُمانية العريقة وتاريخها الضارب في القِدم، وتتنوع مفردات تلك الحضارة بين بيئة صحراوية بدوية وبيئة زراعية وأخرى ساحلية تكتنز موروثاتها في الفنون الشعبية والصناعات والحِرف التقليدية تنقل عادات وتقاليد وثقافة المجتمع العُماني، وخلال تجوالك في القرية ستتأمل المشهد الثقافي والتاريخي وتنبهر بعناصر ذلك المشهد الذي يدل على الاهتمام الذي توليه الحكومة للحفاظ على تراث الآباء والأجداد.

التحديث يطال القرية

وحرصت اللجنة المنظمة في كل دورة على التجديد في زوايا القرية التراثية، وحول أبرز الأشياء التي تم إدخالها للقرية التراثية هذا العام يقول مدير إدارة المهرجان والمشرف العام على القرية التراثية بمتنزه العامرات حسن بن علي البلوشي: «حرصت إدارة المهرجان كل عام على التجديد والتحديث بالقرية ومن أبرز الإضافات أننا قمنا بتوسعة البيئة البدوية وأضفنا مجموعة من الخيام التي تثمل الحياة في البداية، إضافة إلى وجود بعض الحظائر الخاصة بالحيوانات كتعبير حي عن نمط الاهتمام بالماشية».
ويضيف: «أما بقية البيئات ففيها توسع نوعي فمثلا تم تجهيز البيئة البحرية ليشعر الزائر وكأنه يعيش لحظات على أحد السواحل العُمانية ما بين صياد وربان، وصانع للأدوات التي يستخدمها البحّار العُماني، حيث تقف تلك السفينة العملاقة بأشرعتها شامخة تتوسط ميدان البيئة البحرية ويوجد حولها خمسة من البحّارة الذين تربطهم الحياة البحرية ولهم خبرة بالأسفار. وفي الجانب الآخر من البيئة يوجد بعض البحّارة الذين يمارسون بعض المشغولات البحرية كصناعة شباك الصيد التقليدية وصناعة القوارب المستخدمة في الصيد قديما كـ«الشاشة»، إلى جانب السفن التي كان يستخدمها البحّارة العُمانيون للتجارة، وبعض الأدوات التي كان يستخدمها البحّارة، كما توجد بعض المقتنيات مثل الخرائط وأداة الكمال والتي تحدد الرحلة ومسارها واتجاهات الإبحار، وتبرز كذلك سفينة الخنجة ذات التاريخ الضارب من القِدم وتعتبر من السفن القديمة الخاصة بالمنطقة الشرقية».

حِرف الأجداد

وتابع: «كما يوجد في منتصف القرية التراثية أستوديو البرنامج التلفزيوني «هلا مسقط» هو يبث مباشرة على قناة تلفزيون عُمان ويحظى بمتابعة كبيرة سواء من داخل السلطنة ومن خارجها».
وشدد رئيس الفعاليات بالقرية التراثية على أن التجديد يتأصل كل عام في ديكورات القرية من خلال طابع معماري فريد، موضحا أن كل زاوية من زوايا القرية تعكس التاريخ العُماني وفي كل زاوية صورٌ تحكي عبق الماضي وتسرد حياة الأجداد، وفي كل صورة قصة تحكي إصرار العُماني وعزيمته وعشقه لماضيه وحاضره، ومن خلال تلك الصور يتعرّف الجيل الجديد على حياة أجدادهم والمهن التي كانوا يمارسونها؛ ففي جناح الصناعات الحرفية يجود هذا الجناح بمجموعة من الحِرفيين وهم يداعبون حِرفتهم بكل مهارة وإتقان ومن خلالها يتعرّف الزائر على أبرز تلك الصناعات كصناعة الأبواب و«المناديس» وغزل النســـيج والشـــمل وصناعة الفضيات والحلي وتقطير ماء الورد وصناعة البخور وخامات الجريد وصناعة الحصر والسعفيات وغيرها من الحِرف التي تمثل واقع التراث العُماني إضافة إلى وجود حرفيين يمثلون الهيئة العامة للصناعات الحرفية.

مشاركة واسعة

وأوضح البلوشي أن عدد الحرفيين الموجودين بالقرية تجاوز 300 مشارك من مختلف محافظات السلطنة من نساء ورجال ويمثلون كل البيئات، ونوّه بأن القرية التراثية أصبحت مقصد الزوار من العُمانيين والمقيمين والسيّاح الذين يستمتعون بقراءة التاريخ العُماني في أجواء معطرة بروائح البخور واللبان والمأكولات العُمانية واللوحات الغنائية التراثية في مشهد عفوي ممتزج بالبساطة والطيبة والابتسامة يدل على حب العُمانيين وحرصهم على تمسكهم بتراثهم وعاداتهم ويبرز ملامح الثقافة العُمانية وهويتها الوطنية. وعن الجديد هذا العام قال: «هناك مفاجأة كبرى ينتظرها زوار المهرجان بشكل عام وعشاق الفنون الشعبية بشكل خاص حيث يتم تنظيم مسابقة في الفنون الشعبية لولايات محافظة مسقط تقام ضمن أجندة الفعاليات، وقد خصصت اللجنة لها جوائز مادية كبيرة، وتم تقسيم الجوائز لعدة فئات فهناك جائزة لأفضل «عازي» وجائزة لأفضل مؤدٍ لفن الرزحة وجائزة لأفضل إيقاع للطبل وجائزة لأفضل مؤلف كلمات للرزحة وغيرها من الجوائز التفصيلية، حيث من المتوقع أن تشهد هذه المسابقة إقبالا جماهيريا كون المسابقة من الفنون المحببة لذائقة الجميع، ونأمل التوفيق للجميع ومتعة طيبة لزوار مهرجان مسقط 2018م».