حديقة الديناصورات.. تستحضر تاريخاً يعود إلى ملايين السنين

مزاج الاثنين ٢٢/يناير/٢٠١٨ ١٩:٢٠ م
حديقة الديناصورات.. تستحضر تاريخاً يعود إلى ملايين السنين

مسقط - خالد عرابي
يزخر مهرجان مسقط بثراء وتنوع كبيرين، حيث تتعدد فيه الأنشطة ما بين التراثية والفنية والثقافية والاجتماعية، وبينما نتجوّل في متنزه النسيم العام لفتت نظرنا "حديقة الديناصورات" والتي تقدّم تجربة مختلفة لزوار المهرجان. "الشبيبة" التقت مدير حديقة الديناصورات، جودي المقدادي، ليحدّثنا عنها.

يقول: تتخذ الحديقة موقعا متميّزا من المتنزه، حيث تعدّ الأقرب لمن يريد مشاهدة الألعاب النارية مساءً، وتبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، وبها حوالي 33 مجسما للديناصورات الصينية، التي تأتي من منطقة زيجونج (Zigong) وهي تابعة لمقاطعة سيشوان، حيث إنها المكان الأشهر الذي عاشت به الديناصورات في الصين كما أنه المكان الأشهر للباندا الصينية أيضا، وقد زيِّنت جميع أرجاء الحديقة بالأضواء الصينية المتنوعة بأشكالها وألوانها.

ويضيف: هذه المساحة التي حصلنا عليها للحديقة وهي 20 ألف متر معقولة، ولكن كنا نتمنّى أن تكون أكبر من ذلك؛ لأنه كلما كانت المساحة أكبر كلما ساعدنا ذلك على عرض نماذج أكثر تنوعا، وحينما عرضنا الفكرة على بلدية مسقط منذ فترة وما سنقوم بتنفيذه، أُعجبت البلدية بالفكرة والعرض، وأخبرونا بأنها مختلفة، حتى وإن كانت نُفِّذت قبل ذلك وفي أعوام سابقة، ولكن هذه المرة مختلفة تماما ومتميّزة، ومن ثم وافقت البلدية، ولكن لم يتمكنوا من إعطائنا المساحة التي نرغب فيها بسبب الإقبال على المهرجان، ولذا تصرّفنا على أساس المساحة المُتاحة لنا، لكننا غيّرنا التصميم والذي كان سيضم عرضا للضوء الصيني.

وعن ترتيب وتصميم الحديقة وإحضار المجسمات، يقول المقدادي: العمل تم مع شركة متخصصة في هذا المجال، وهي الشركة المالكة لمصنع المجسمات بالصين وتمتلك رصيدا يمتد لأكثر من 20 عاما من الخبرة، كما أن مصنعها هو الذي صمم مجسمات متحف الديناصورات في الصين، ولذا بعد الحصول على كافة الموافقات وقبل بداية المهرجان تواصلنا مع الشركة في الصين، وأرسلنا لهم عن طريق الـ"جي بي اس" و"جوجل إيرث" موقع الحديقة ودخلوا عليه واطّلعوا على المساحة وما بها من مميّزات ومن بحيرة مياه وأشجار وغيره وبناءً على ذلك قاموا بالتصميم المبهر، وأرسلوا لنا المجسمات بأحجام وأشكال الديناصورات التي اختاروها عبر الشحن، ثم جاء فريق خاص لتنفيذ التصميم وهو ما أوصلنا إلى هذا المظهر الجمالي الذي يشاهده زوار المهرجان.

ويضيف: أهم ما يميّز حديقة الديناصورات هو أن مالك تلك الشركة والمصنع (الشركاء في الصين) هو فنان تشكيلي صيني شهير اسمه (يانج جيان Yang Gian)، وببراعته تمكن من إعطاء أشكال الديناصورات خصوصية تكاد تشعرك بأنها حقيقية. ويؤكد المقدادي على أنهم حرصوا في التصميم والديكور والشكل على أن يشعر من يدخل إلى هذه الحديقة وكأنه زار الصين من حيث المظهر والألوان والديكورات والأشكال الصينية الشهيرة، كما أنه وإمعانا في ذلك أقاموا مطعما صغيرا على الطريقة الصينية داخل الحديقة يقدّم الوجبات السريعة وبأسعار رمزية، وبالتالي يمكن لمن يُنهي جولته في حديقة الديناصورات أن يأخذ قسطا من الراحة ويتناول طعاما شهيا إلى جانب توفير مكان للألعاب خاص بالأطفال يضمّ مجسمات ديناصورات صغيرة.

وعن أحجام الديناصورات التي وضعوها يقول: "حرصنا على أن نضع مجسمات مختلفة الأحجام والأشكال يبدأ طولها من 3 أمتار وحتى 20 مترا ويصل ارتفاعها إلى 5 أمتار، كما أن الشيء المميّز بها أيضا إلى جانب الأشكال والألوان التي تبدو وكأنها حقيقية هو الأصوات التي تصدرها تلك المجسمات وكذلك حركتها التي تعمل بـ"سينسيتور" حساسات معيّنة، فمجرد أن يقترب الزائر منها لمسافة معيّنة تتحرّك وتصدر أصواتا، وليس ذلك فقط تقوم أيضا بتحريك عينيها وفمهما وغيرها من أعضاء جسمها مما يشعرك وكأنها حقيقية.
وعمّا يفعلونه بتلك المجسمات عقب المهرجان قال: بالطبع سننتقل بها إلى أماكن أخرى، حيث إننا نستعد للمشاركة بها في تركيا والبرازيل وعدة دول أخرى، كما أننا تقدمنا للمشاركة في مهرجان صلالة السياحي، وسنشارك به بنفس فكرة الحديقة ولكن ستكون على مساحة أكبر وبأشكال أخرى مختلفة وبديكور وتصميم وألوان أفضل وهذا ما نعمل عليه من الآن استعدادا لذلك.

وعن الديناصورات عامة قال: معروف أنها عبارة عن فقاريات وحيوانات بائدة كانت مهيمنة على سطح الكرة الأرضية في الماضي وطيلة 160 مليون سنة، وفصائلها الصينية تُعرف باسم "دراجون" أو التنين، وأحدث أحفورياتها التي اكتُشفت في الصين كانت في مدينة كيجانغ جنوب شرق الصين في العام 2006. وقيل إن الهيكل سُمّي بـ"تنين كيجانغ"؛ لأن المزارعين ظنوا بأن العظام تشبه حيوان التنين الأسطوري في الثقافة الصينية.