الشكوك تحيط بمؤتمر «سوتشي» تنظمه روسيا لبحث السلام في سوريا

الحدث الأحد ٢٨/يناير/٢٠١٨ ٠٥:٣٣ ص
الشكوك تحيط بمؤتمر «سوتشي»

تنظمه روسيا لبحث السلام في سوريا

عواصم – – وكالات

أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن أمله أن يفضي مؤتمر سوتشي الذي سيعقد في روسيا الأسبوع المقبل إلى نتائج إيجابية تدعم مؤتمر جنيف.

وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي مقتضب مساء أمس الأول الجمعة إنه رفع تقريراً إلى الأمين العام للأمم المتحدة ضمنه نتائج المباحثات التي أجراها على انفراد مع كل من ممثلي الحكومة السورية وممثلي المعارضة.
وشدد على ضرورة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والالتزام بالعملية السياسية التي يجب أن تشمل الجميع من ممثلي النظام والمعارضة ومنظمات المجتمع المدني وزعماء العشائر السورية ليكون التمثيل متكافئاً داخل اللجنة الدستورية التي ستقود العملية السياسية.
وبشأن مشاركة الأمم المتحدة في مؤتمر سوتشي قال دي ميستورا إن الأمين العام هو وحده من سيقرر مشاركة المنظمة الدولية في المؤتمر من عدمها.
وبحسب مصادر إعلامية، أجمع محللون سياسيون في فيينا على أن الجولة التاسعة من المباحثات بين الأطراف المتنازعة في سوريا التي انعقدت يومي الخميس والجمعة الفائتين لم تخرج بنتيجة ملموسة بل ان مقاطعة المعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر (سوتشي) وعدم وضوح موقف الأمم المتحدة من هذا المؤتمر يشيران الى فشل مباحثات فيينا رغم عدم الإعلان رسمياً عن ذلك من قبل دي مستورا.

المعارضة ستقاطع

من جهته قال متحدث أمس إن الاجتماع محاولة من حليفة الحكومة السورية الوثيقة «لتهميش» عملية السلام الحالية التي ترعاها الأمم المتحدة.
جاءت تصريحات المتحدث في ختام اليوم الثاني والأخير لمحادثات تتوسط فيها الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة. وبعد المحادثات قالت الأمم المتحدة إنها لم تقرر ما إذا كانت ستشارك في مؤتمر السلام في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.
وترى دول غربية وبعض الدول العربية أن مؤتمر سوتشي محاولة لإيجاد عملية سياسية منفصلة تقوض جهود الأمم المتحدة وتضع الأساس لحل مناسب أكثر لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ولحليفتيه روسيا وإيران.
وقال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة في محادثات فيينا إن الجولة الحالية في فيينا كان يفترض أن تكون حاسمة وأن تمثل اختبارا للالتزام لكنهم لم يشهدوا هذا الالتزام وكذلك لم تشهده الأمم المتحدة. ولم تحرز تسع جولات لمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة تقدما يذكر نحو إنهاء الحرب الأهلية السورية التي أسفرت عن سقوط مئات الآلاف من القتلى ونزوح 11 مليون شخص من ديارهم.
وعقدت جولات المحادثات السابقة بشكل متقطع في جنيف وبحثت إجراء انتخابات جديدة وإصلاح الحكم وصياغة دستور جديد ومكافحة الإرهاب.
«مرفوضة جملة وتفصيلا»
تقوم القوات السورية بشن هجمات على جيبين متبقيين للمعارضة المسلحة بإدلب في شمال غرب البلاد وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأرسلت تركيا قواتها إلى شمال سوريا لقتال وحدات حماية الشعب الكردية التي أسست حكما ذاتيا في المنطقة وتعتبرها أنقرة تهديدا لأمنها.
وطرحت وثيقة صاغتها الولايات المتحدة والأردن وبريطانيا وفرنسا والسعودية توصيات لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لما تصفه بنهج عملي لسير عملية سياسية متمهلة.
وتشمل توصيات الوثيقة «التركيز بشكل محدد وفوري على مناقشة إصلاح الدستور وتنظيم إجراء انتخابات حرة ونزيهة» الأمر الذي ردده وفد المعارضة في فيينا.
لكن مبعوث الحكومة السورية للمفاوضات بشار الجعفري رفض الوثيقة قائلا إنها «مرفوضة جملة وتفصيلا».
وقال الجعفري في بيان للصحفيين: «ما تسمى الورقة غير الرسمية بشأن إحياء العملية السياسية في جنيف بشأن سوريا مرفوضة جملة وتفصيلا ولا تستحق الحبر الذي كتبت به لأن شعبنا لم ولن يقبل بأن تأتيه الحلول بالمظلات أو على ظهر الدبابات». وأضاف: «الهدف من سوتشي هو حوار وطني سوري سوري دون تدخل خارجي حيث سيحضر المؤتمر نحو 1600 مشارك يعكسون مختلف مكونات الشعب السوري». إلا أن العريضي قال إن سوتشي تهدف إلى إعطاء مظهر للمصالحة بين السوريين وإن كثيرا من المشاركين اختارتهم دمشق.

عملية عفرين مستمرة

من جهة أخرى دخلت العملية العسكرية على منطقة عفرين شمالي غرب سوريا أسبوعها الثاني، حيث تتواصل الاشتباكات والأعمال القتالية بوتيرة عنيفة بين الفصائل الكردية والقوات التركية بمساندة فصائل معارضة سورية مسلحة على محاور عدة. وفي وقت لم يتوقف القصف المدفعي التركي على المناطق الحدودية لليوم الثامن على التوالي، تواصلت الاشتباكات العنيفة على محاور عدة في محيط منطقة برصايا وقسطل جندو شمال شرق عفرين، وبلدة بلبلة ومحيطها في ريف عفرين الشمالي. كما تستمر الاشتباكات على محور راجو غرب عفرين ومنطقة جنديرس جنوب غرب عفرين، وتتركز الاشتباكات في منطقة عمرا ومعملا.
وتتحدث الوحدات الكردية عن تدمير آلية تابعة للقوات التركية بعد استهدافها، بعد يوم من إعلانها تدمير 3 دبابات تركية شمال وشمال غرب عفرين.
وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردي أنها بسطت سيطرتها على قرية قسطل جندو في جبل برصايا في الريف الشمالي الشرقي لعفرين، وذلك بعد تواتر أنباء عن سيطرة الجيش التركي والفصائل السورية المتحالفة معه على تلك المنطقة.