بعد استمرار مواجهات الحليفين "عفرين" تهدد استراتيجية واشنطن بسوريا

الحدث الاثنين ٢٩/يناير/٢٠١٨ ٠٢:٤٦ ص
بعد استمرار مواجهات الحليفين
"عفرين" تهدد استراتيجية واشنطن بسوريا

واشنطن- عواصم – ش – وكالات

رأت "واشنطن بوست"، في تقرير، أن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة بشأن سوريا مهددة بالفشل بسبب المواجهات بين حليفتيها: تركيا والأكراد.
وذكر التقرير - الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، أن هجوم تركيا الأخير على المليشيات الكردية في سوريا كشف عيوب السياسة الجديدة التي وضعتها الإدارة الأمريكية لسوريا، موضحا أن الهجوم وضع خطط واشنطن محط تساؤل، لاسيما فيما يتعلق بالاحتفاظ بتواجد عسكري في سوريا دون خوض نزاع أوسع.
وبدأ الجيش التركي، بالاشتراك مع مسلحين سوريين قبل أسبوع، عملية عسكرية استهدفت منطقة عفرين، والتي يسيطر عليها الأكراد، وذلك بعد يومين من إعلان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون استراتيجية جديدة لسوريا تتعهد بموجبها الولايات المتحدة بالحفاظ على وجود قواتها في شمال شرق سوريا.
ونقل تقرير "واشنطن بوست" عن خبراء قولهم إن تركيز الولايات المتحدة على تقديم الدعم العسكري للأكراد السوريين الذين يواجهون تنظيم "داعش" الإرهابي لطالما كان حافلا بالتناقضات، مشيرا إلى أن تلك الأزمة الأخيرة تبرز الآن على السطح مع تركيا، حليفة الولايات المتحدة وعضو حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مع شن أنقرة حملة على الحليف الأبرز لواشنطن في سوريا (الأكراد).
وانطلقت العملية العسكرية التركية رغم مطالبة الولايات المتحدة لتركيا بعدم شنها، ووسط قلق مسؤولين أمريكيين على قوات أمريكية في منبج.. فيما اتهمت أنقرة واشنطن بأنها تريد إنشاء "جيش من الإرهابيين" على الحدود التركية السورية، بعد إعلان الولايات المتحدة عن تدريب قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل أغلبهم من الأكراد.

تصاعد المعارك
ميدانيا، استمرت أمس الأحد، لليوم التاسع على التوالي، عمليات القصف المدفعي والجوي التركي على بلدات وقرى منطقة عفرين، شمالي غرب سوريا على مختلف المحاور، دون تحقيق تقدم ملموس للقوات التركية.
وشهدت منطقة جنديرس، جنوب غربي عفرين، اشتباكات هي الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة، والوحدات الكردية من جهة ثانية، فيما تواصلت الاتهامات بين الطرفين.
وأفادت مصادر إعلامية أن القوات التركية لم تحقق أي تقدم بري ملموس بعد أيام على بدء العملية العسكرية، فيما يستمر القتال العنيف على تلال ومحاور عدة لناحية راجو شمالي غرب عفرين، إثر هجوم بري للقوات التركية والفصائل السورية في محاولة للتوغل.
وقالت الفصائل السورية إنها ‏تمكنت من السيطرة على قرية بسكي والنقطة 740 الاستراتيجية ومعسكر تدريب تابع للوحدات الكردية في جبال راجو.

تعزيزات تركية

وتصاعدت العمليات العسكرية شرقي عفرين بعد دخول القوات التركية من ناحية أعزاز، وبعد استقدام أرتال وتعزيزات عسكرية إلى تلك المنطقة في محاولة لتحقيق تقدم بري سريع.
وأعلنت الوحدات الكردية التي تحافظ على سيطرتها على جبل برصايا الاستراتيجي أنها استهدفت نقطتين للقواعد التركية في قرية كول جبرين بريف أعزاز، وقاعدتين تركيتين بالقرب من مارع وقرية الشعَالة، ونقطة للفصائل السورية في تل مالد مستخدمةً الأسلحة الثقيلة.
وتقول الوحدات الكردية إنها قتلت العشرات من الجنود الأتراك، ومن مقاتلي الفصائل السورية المساندة لها.
وفي المقابل، أعلنت القوات التركية حتى الآن عن مقتل 5 جنود من قواتها، وإصابة 41 آخرين.
وذكر بيان للجيش التركي أنه قتل 37 من المسلحين الأكراد ومسلحي داعش، ليل السبت، ليصبح العدد الإجمالي للقتلى المسلحين 484 منذ بدء العملية العسكرية في عفرين.

غاز النابالم
ويتهم الأكراد تركيا باستخدام غاز النابالم المحرم دولياً في قصفها على البلدات في عفرين. كما يتبادل الطرفان الاتهامات بمشاركة عناصر من تنظيم داعش في القتال، حيث نشر الأكراد مجموعة أسماء لأعضاء سابقين في داعش قالوا إنهم يشاركون إلى جانب الفصائل السورية والتركية في الأعمال القتالية.
وتتهم أنقرة بدورها الأكراد بأن مناطقهم تأوي عناصر سابقة من التنظيم، تحارب إلى جانبهم.

قتلى
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفي بالي، أن نحو 60 مدنيا قُتلوا حتى يوم أمس منذ بدء العملية العسكرية التركية في عفرين، السبت الفائت.
وقال بالي - في تصريح خاص لقناة "الحرة" الأمريكية، مساء السبت - "هناك اشتباكات برية عنيفة تجرى حاليا في منطقة عفرين بين قواتنا والقوات المدعومة من تركيا"، مشيرا إلى أن الاشتباكات مستمرة في قرية على بسكي التابعة لناحية راجو، نافيا أن تكون القوات المدعومة من تركيا قد سيطرت على تلك المنطقة.
وكان المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية قد أعلن في وقت سابق أن مقاتلي القوات أسقطوا مروحية للجيش التركي داخل منطقة (عفرين) في ريف حلب شمالي سوريا.
وقال المتحدث - بحسب ما نقلت قناة (روسيا اليوم)، إن المروحية أُسقِطَت بالقرب من قريتي "كفرى كر" وباطمان في منطقة عفرين.. فيما لم يعلن الجيش التركي من جانبه أية تفاصيل عن سقوط أي من طائراته.
كان الجيش التركي قد بدأ في 20 يناير الجاري عملية "غصن الزيتون" ضد المقاتلين الأكراد السوريين في مدينة عفرين بريف حلب السورية؛ مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى أغلبهم من المدنيين.