ترامب.. البريء والمضطهد

الحدث الاثنين ٠٥/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٠٧ ص
ترامب.. البريء والمضطهد

فلوريدا - رويترز

يدفع الرئيس الأمريكي علنا ببراءته من التهم التي يسوقها ما يصفهم بخصومه الديمقراطيين وصنّاع الأخبار الوهمية والكاذبة، مؤكدا أن المذكرة التي تنتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» والتي كتبها جمهوريو الكونجرس ونشروها، تبرّئه في التحقيق الروسي الذي وصفه بأنه «اضطهاد».

وكتب ترامب تغريدة لم يستخدم فيها صيغة المتكلم، وجاء فيها أن «المذكرة تبرئ تماما «ترامب» في التحقيق، لكن الاضطهاد الروسي مستمر إلى ما لا نهاية». وأضاف: «بعد سنة من البحث المستمر الذي لم يسفر عن أي نتيجة، فإن تهمة التواطؤ قد سقطت»، موضحاً أن القضاء لم يواجه أيضا أي «عقبة».

وخلص ترامب إلى القول إن متابعة التحقيق «عار على أمريكا»، مواصلاً من خلال هذه الكلمات التشكيك في نزاهة كبار المسؤولين في وزارة العدل ومكتب التحقيق الفيدرالي.وتعرض المذكرة التي رفع الرئيس السرية عنها خلافاً لرأي الشرطة الفيدرالية، تجاوزاً ارتكبه الـ«إف بي آي» من خلال التنصت على عضو سابق في فريق الحملة الجمهورية قبل انتخابات نوفمبر 2016.وعبر سماحه بنشر الوثيقة «المجتزأة»، حسب ما يصفها خبراء مستقلون، تسبب ترامب لنفسه بانتقادات المعارضة الديمقراطية التي باتت تلوح بشبح أزمة دستورية.
واتهم دونالد ترامب، الجمعة، وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي FBI» بالانحياز لخصومه الديمقراطيين، و«بتسييس» التحقيقات لصالحهم. وقال ترامب في تغريدة، إن «كبار مسؤولي ومحققي إف بي آي ووزارة العدل قاموا بتسييس عملية التحقيق المقدسة لصالح الديمقراطيين وضد الجمهوريين»، لكن بدون توضيح الفترة التي يشير إليها.
وأثار حماس ترامب الشديد للمذكرة من جديد احتمالات أن يستخدمها مبررا لإقالة المحقق الخاص روبرت مولر الذي يجري التحقيقات أو نائب وزير العدل رود روزنشتاين الذي يتولى الإشراف على مولر. وأصبحت الوثيقة المكوّنة من أربع صفحات نقطة بارزة في نزاع أوسع نطاقا بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن التحقيق الجنائي الذي يجريه مولر بشأن تواطؤ محتمل بين روسيا وحملة ترامب في انتخابات الرئاسة العام 2016.
وقال ترامب في تغريدة كتبها من منتجعه في بالم بيتش بولاية فلوريدا إن المذكرة «تدافع عنه بشكل كامل»، لكنه أضاف أن عملية ملاحقته فيما يتعلق بموضوع روسيا ما زالت مستمرة. وتابع ترامب «لم يكن هناك تآمر ولم يكن هناك تعطيل»، ووصف التحقيقات بأنها «عار أمريكي». وتقول المذكرة التي كتبها جمهوريون من لجنة المخابرات بمجلس النواب والتي يرأسها ديفين نيونيز، إن التحقيقات الاتحادية بشأن احتمال وجود تآمر بين حملة ترامب الرئاسية العام 2016 وروسيا هي نتاج للانحياز السياسي ضد ترامب في مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل.ووافق ترامب على الإفراج عن وثيقة كانت مصنفة سرية في السابق دون تعديل رغم اعتراض مكتب التحقيقات الاتحادي في تحرك يزيد التوتر بين البيت الأبيض وجهة إنفاذ قانون رفيعة المستوى، وهو توتر قائم منذ تولي ترامب مهمات منصبه.
ويقول الديمقراطيون إن المذكرة المؤلفة من أربع صفحات تفشي معلومات سرية بالغة الحساسية وإنها تهدف إلى تقويض تحقيق مولر الجنائي الذي أطلق في مايو 2017.
وقال جيرولد نادلر -العضو الديمقراطي البارز في اللجنة القضائية بمجلس النواب- في بيان إن قرار ترامب بالسماح بالكشف عن المذكرة «جزء من جهود دعائية منسقة لإضعاف الثقة في التحقيق بشأن روسيا وتعطيله وإبطاله».
وانتقد بعض الجمهوريين أيضا الكشف عن المذكرة. وأصدر جون كيسيك، حاكم أوهايو والمنافس السابق لترامب في الانتخابات التمهيدية للترشح للرئاسة، بيانا السبت الفائت وصف فيه الإفراج عن الوثيقة بأنه «خدمة سيئة لبلدنا».
وسيكون من شأن إقالة مولر أو روزنشتاين إثارة عاصفة سياسية مثل تلك التي أثارتها إقالة ترامب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي العام الفائت.كما يجري مولر تحقيقا بشأن ما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة بمحاولة تعطيل التحقيقات بشأن روسيا.
وتدّعي المذكرة أن مكتب التحقيقات الاتحادي أخفى علاقات الديمقراطيين بمصدر استخدمه المكتب لتبرير مراقبة مستشار حملة ترامب الأسبق كارتر بيج والذي كانت له صلات بروسيا.
وكشفت المذكرة أسماء مسؤولين كبار بمكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل بينهم روزنشتاين قالت إنهم أقروا المراقبة. وصدرت المذكرة بناءً على طلب الرئيس الجمهوري للجنة المخابرات بمجلس النواب نيونيز. وقال إنها تكشف عن «انتهاكات خطيرة لثقة المواطنين وإن من حق الشعب الأمريكي أن يعرف عندما يستخدم المسؤولون في المؤسسات المهمة سلطتهم على نحو سيئ لأغراض سياسية».
وقاد تحقيق مولر حتى الآن إلى اعتراف اثنين من مستشاري ترامب في مجال السياسة الخارجية بالكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي وتوجيه اتهامات للمدير السابق للحملة بول مانافورت وشريكة التجاري ريك جيتس.
وساندت وزارة العدل الأمريكية مولر في مواجهة دعوى قضائية أقامها مانافورت تقول إن روزنشتاين تجاوز سلطاته القانونية بإعطاء مولر تفويضا مطلقا في التحقيق. وركزت مذكرة الجمهوريين على مراقبة بيج بموافقة المحكمة وقالت إن مكتب التحقيقات الاتحادي استخدم مصدرا منحازا بشدة ضد ترامب وهو الجاسوس البريطاني الأسبق كريستوفر ستيل لتبرير الإجراء.

وزعمت أن ملفا أعده ستيل عن اتصالات ترامب المزعومة مع روسيا وساهم في تمويله ديمقراطيون يشكّل «جزءا أساسيا» لطلبات قدمت لمحكمة خاصة للسماح بالتنصت على بيج والذي بدأ في أكتوبر 2016.

وتقول مصادر إن اهتمام مكتب التحقيقات الاتحادي بدأ ينصب على بيج في أوائل العام 2013 عندما اجتمع في نيويورك مع روس كانوا ضباطا في جهاز المخابرات التابع للكرملين.