السلام المفقود

الحدث الأربعاء ١٤/فبراير/٢٠١٨ ٠٤:٤٠ ص
السلام المفقود

القدس - واشنطن - موسكو - وكالات
أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي أمس أن الوقت حان للعمل صوب اتفاق سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين بحسب بيان نشره البيت الأبيض.
وذكر البيان أن ترامب أبلغ بوتين أيضا بضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات لضمان تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها النووي.
ونفت الولايات المتحدة تأكيدا إسرائيليا أمس الأول بأن الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية بحثتا إمكانية ضم إسرائيل مستوطنات الضفة الغربية المحتلة ووصفت التأكيد بأنه غير صحيح، وذلك في إظهار نادر للخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وكان متحدّث باسم حزب ليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو نقل عن رئيس الوزراء قوله في اجتماع مع نواب الحزب بالبرلمان "بخصوص مسألة تطبيق السيادة، يمكنني القول إنني أتحدّث مع الأمريكيين في هذا الشأن منذ بعض الوقت".
وكان نتنياهو يشير إلى تطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات وهي خطوة تعادل الضم. وتخضع المستوطنات حاليا لسلطة الجيش الإسرائيلي الذي يحتل الضفة الغربية منذ العام 1967.
لكن البيت الأبيض نفى في وقت لاحق إجراء مثل هذه المباحثات، وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن نتنياهو لم يقدّم لواشنطن مقترحا محددا بشأن الضم.
وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض، جوش رافيل: "إن التقارير التي تتحدّث عن أن الولايات المتحدة بحثت مع إسرائيل خطة ضم للضفة الغربية غير صحيحة".
وأضاف المتحدّث: "لم تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل قط مثل هذا المقترح وما يزال تركيز الرئيس منصبا على مبادرته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأصدر مكتب نتنياهو توضيحا تراجع فيه عن أي إشارة إلى حوار مع واشنطن بشأن أي خطة ضم حكومية. وقال إن نتنياهو لم يطلع الأمريكيين سوى على تشريع مقترح في البرلمان.
ويرى بعض المعلقين أن تصريحات نتنياهو ربما تكون مجرد خطوة لإرضاء اليمينيين في حكومته أكثر من كونها خطة ملموسة.
لكن البيان أجّج غضب الفلسطينيين الذي أثاره في الأساس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في عدول عن سياسة أمريكية متبعة منذ عقود بشأن هذه القضية.
وقال المتحدّث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نبيل أبو ردينة، إن أي ضم للمستوطنات سوف "يقضي على كل جهد دولي يهدف إلى إنقاذ العملية السياسية".
وأضاف أبو ردينة في تصريحات من موسكو حيث يجري عباس محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط تقارير عن احتمال مناقشتهما خيارات جديدة للوساطة في الشرق الأوسط "لا يحق لأي طرف الحديث عن وضع الأراضي الفلسطينية".
وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك.
ولم يذكر المتحدّث باسم حزب ليكود جدولا زمنيا لعملية الضم ولم يخض في تفاصيل أخرى بشأن المناقشات مع الأمريكيين. ونقل المتحدّث عن نتنياهو قوله إن أي تغيير في وضع المستوطنات ينبغي تنسيقه أولا "بقدر الإمكان" مع الولايات المتحدة حليف إسرائيل الرئيسي.
وقال مكتب نتنياهو في بيان "إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة على المقترحات المختلفة التي تُطرح في الكنيست وإن الولايات المتحدة عبّرت عن موقفها الواضح بأنها ترغب في تعزيز خطة الرئيس ترامب للسلام".
ووصف معلق للشؤون السياسية في راديو إسرائيل تعليقات نتنياهو بأنها ذات طبيعة أيديولوجية إلى حد بعيد، وقال إن من المستبعد اتخاذ أي خطوات عملية في المستقبل القريب.
وتصريحات نتنياهو لأعضاء البرلمان هي، ولو في جانب منها، محاولة لتخفيف أي تبعات سياسية داخل ليكود بسبب قراره يوم الأحد عرقلة مشروع قانون اقترحه عدد من النواب اليمينيين لضم المستوطنات.
وقال مصدر بمكتب رئيس الوزراء الأحد إنه جرى تعطيل مشروع القانون من أجل منح الجهود الدبلوماسية فرصة أخرى.
وإدارة ترامب أقل انتقادا لسياسة الاستيطان الإسرائيلية مقارنة بسياسة سلفه الرئيس السابق باراك أوباما. لكن ترامب حث إسرائيل على توخي الحذر وذلك في مقابلة نشرتها يوم الأحد الفائت صحيفة إسرائيل هيوم المؤيدة لنتنياهو.
وقال ترامب: "المستوطنات أمر يؤدي إلى تعقيدات كثيرة وقد عقد دوما إحلال السلام، لذلك أرى أنه ينبغي لإسرائيل أن تكون حذرة جدا بشأن المستوطنات".
كما عبّر ترامب عن شكوكه بشأن الالتزام الفلسطيني والإسرائيلي بصنع السلام.
وعند سؤاله متى سيكشف عن خطة سلام جديدة تعهّد بها قال ترامب: "سنرى ما سيحدث. الآن أقول إن الفلسطينيين لا يتطلعون إلى صنع السلام.. إنهم لا يهتمون بصنع السلام. ولست بالضرورة متأكدا من أن إسرائيل تهتم بإحلال السلام".
وانهارت محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في العام 2014 وكانت المستوطنات أحد الأسباب الرئيسية وراء فشلها.