الانقسامات تهدد التحالف ضد داعش

الحدث الخميس ١٥/فبراير/٢٠١٨ ٠٤:٣٩ ص
الانقسامات تهدد التحالف ضد داعش

أنقرة - إسطنبول - رويترز
تتهدد مجموعة من الخلافات والانقسامات التحالف الدولي ضد داعش والذي تقوده الولايات المتحدة ويأتي الخلاف من أكبر حلفاء واشنطن في التحالف وهم الأتراك.. فقد أخفقت البلدان المتحالفة مع الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش في التوصل لاتفاق نهائي بشأن ما يجب فعله مع المقاتلين الأجانب الذين تم اعتقالهم في سوريا والذين قد يشكّلون تهديدا أمنيا خطيرا إذا أفلتوا من العدالة.
وانتهى اجتماع حضره نحو 12 وزير دفاع في روما دون الاتفاق على طريقة للتعامل مع مئات المتشددين الأجانب المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع واشنطن في سوريا.
وعبّر الوفد الأمريكي في الاجتماع المغلق بقيادة وزير الدفاع جيم ماتيس عن أمله في إقناع الحلفاء بتحمّل مسؤولية أكبر بالنسبة للمقاتلين الأجانب.
وأحد الخيارات التي جرى بحثها هو نقل المتشددين المحتجزين إلى بلدانهم الأصلية لمقاضاتهم لكن الاقتراح لم يلق قبولا يُذكر من قِبل الحلفاء الغربيين.
وقال ماتيس للصحفيين المسافرين معه من روما إلى بروكسل "لم تُحل (القضية) بشكل نهائي ويجري العمل بشأنها".
وأضاف أن الحلفاء مستمرون في بحث القضية وإنه يجري الإعداد لعدد من الخطوات ومنها ترحيلهم إلى أوطانهم.
وأضاف الوزير الأمريكي أنه لا يوجد حل شامل لمشكلة المحتجزين، مشيرا إلى ضرورة النظر لكل قضية بعناية.
وقال مسؤولون فرنسيون مرارا إن المقاتلين الفرنسيين الذين تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية ينبغي أن يخضعوا للمحاكمة أمام القوات المحلية وإن باريس لا تنوي إعادتهم إلى بلدهم.
كان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، قال يوم السابع من فبراير "إنهم مقاتلون. هم فرنسيون لكنهم أعداؤنا. والنتيجة أنهم سيمثلون للمحاكمة أمام من حاربوهم".
ولم يكشف عن أسماء البلدان التي حضرت الاجتماع.
وتجدد الاهتمام بقضية المقاتلين الأجانب عندما قال مسؤولون أمريكيون إن قوات سوريا الديمقراطية احتجزت أربعة متشددين معروفين باسم "البيتلز" بسبب لكناتهم الإنجليزية.
وقال ماتيس: "لا نريد عودتهم إلى الشوارع، لا نريد عودتهم إلى شوارع أنقرة ولا نريدهم في شوارع تونس ولا باريس ولا بروكسل".
وعندما سئل هل تدرس الولايات المتحدة نقل بعض المحتجزين إلى معتقل خليج جوانتانامو أحجم ماتيس عن الرد.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوجان إن قرار الولايات المتحدة مواصلة تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية سيؤثر على قرارات تركيا مستقبلا.
جاء ذلك قبيل زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتركيا هذا الأسبوع.
وقال مسؤولون أمريكيون إن تيلرسون يتوقع إجراء محادثات صعبة عندما يزور تركيا يومي الخميس والجمعة في ظل تضارب المصالح الشديد بشأن سوريا بين البلدين الشريكين في حلف شمال الأطلسي. وذكرت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية، هيذر ناورت، أن زيارة تيلرسون أظهرت "مدى خطورة هذا الأمر".
وأضافت في إفادة صحفية الثلاثاء "هذه إحدى المسائل التي تثير قلقا شديدا لدى الإدارة والحكومة الأمريكية. نحن قطعا لا نريد أن نرى... مزيدا من تصعيد العنف".
وثار غضب تركيا بسبب الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمرّدا على الأراضي التركية منذ أكثر من 30 عاما. وقدّمت واشنطن الدعم لوحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم داعش في سوريا.
وقال أردوجان في تصريح لأعضاء من حزبه الحاكم العدالة والتنمية في البرلمان "قرار حليفنا تقديم الدعم المالي لوحدات حماية الشعب... سيؤثر قطعا على القرارات التي سنتخذها".
وتأتي تصريحاته في أعقاب نشر خطة ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2019 والتي تتضمن تمويلا لتدريب وتزويد قوات محلية بالعتاد في المعركة ضد داعش في سوريا.
وتشير نسخة من الميزانية إلى أن وزارة الدفاع (البنتاجون) طلبت 300 مليون دولار من أجل سوريا "لأنشطة تدريب وتزويد بالمعدات" و250 مليون دولار لمتطلبات تأمين الحدود. ولم تحدد كم من هذا المبلغ سيخصص لوحدات حماية الشعب لكن وسائل الإعلام التركية فسّرت ذلك على أنه يعني تخصيص 550 مليون دولار لذلك الفصيل الكردي المسلح في 2019.
وقال أردوجان: "سيكون من الأفضل بالنسبة لهم عدم الوقوف في صف الإرهابيين الذين يدعمونهم اليوم. أقول لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، هذا المال يأتي من ميزانية الولايات المتحدة، يأتي من جيوب أفراد الشعب".
وبدأت أنقرة الشهر الفائت عملية "غصن الزيتون" في سوريا لطرد وحدات حماية الشعب من حدود تركيا الجنوبية. وهددت كذلك بالتقدم صوب بلدة منبج السورية الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم وحدات حماية الشعب، وحذّرت القوات الأمريكية المتمركزة هناك من اعتراض طريقها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، إن نظيره التركي، نور الدين جانيكلي، حضر اجتماعا في روما يوم الثلاثاء الفائت لبحث الاستراتيجية ضد داعش.
وقال ماتيس لصحفيين يسافرون معه إلى بروكسل "بشأن عفرين، تحدّثنا جميعا مع وزير الدفاع التركي. لقد عرض أسبابه وعرضنا الأسباب التي تدفعنا للعمل من أجل حل يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية التركية المشروعة وسنظل نعمل عليه".
وأضاف أنه سيلتقي بنظيره التركي في وقت لاحق من الأسبوع الجاري خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي.
وتقول واشنطن إنها لا تعتزم سحب جنودها من منبج وزار قائدان عسكريان أمريكيان البلدة الأسبوع الفائت لتعزيز هذه الرسالة.
وقال أردوجان في البرلمان "من الواضح أن من يقولون ‭‭‭‭‭‭‭'‬‬‬‬‬‬‬سنرد بشكل عدائي إذا ضربتمونا‭‭‭‭‭‭‭'‬‬‬‬‬‬‬ لم يجربوا من قبل صفعة عثمانية".
وكان يشير بذلك إلى تصريحات أدلى بها اللفتنانت جنرال الأمريكي بول فانك خلال زيارة لمنبج.