الرشاوى تحاصر نتنياهو

الحدث الخميس ١٥/فبراير/٢٠١٨ ٠٤:٣٩ ص
الرشاوى تحاصر نتنياهو

القدس - رويترز
أوصت الشرطة الإسرائيلية يوم الثلاثاء بتوجيه اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتقاضي رشا، ممهدة الطريق لما قد يكون أكبر تحد حتى الآن لبقاء الزعيم اليميني على الساحة السياسية. وفي خطاب تلفزيوني من مقر إقامته قال نتنياهو بنبرة حزينة إن الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
والنائب العام الإسرائيلي هو الذي يحدد مسألة توجيه اتهامات لنتنياهو، وهي عملية قد تستغرق أسابيع إن لم يكن شهوراً.
وكانت هذه التوصيات التي أعلنتها الشرطة ليل الثلاثاء الفائت الأكثر خطورة في سلسلة الاتهامات التي كان من المتوقع توجيهها لنتنياهو في إطار تحقيقين جنائيين مستمرين منذ أكثر من عام. وهذه رابع فترة لنتنياهو في رئاسة الحكومة.
وتزعم إحدى القضيتين وتُعرف باسم القضية 1000 "ارتكاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جرائم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة".
وذكرت الشرطة في بيان مفصّل اسمي أرنون ميلتشان وهو منتج سينمائي في هوليوود ومواطن إسرائيلي ورجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر قائلة إنهما "قدّما على مدى سنوات أنواعا مختلفة من الهدايا" من بينها شمبانيا وسيجار وحلي لنتنياهو وأسرته. وقال البيان إن قيمة هذه الهدايا بشكل عام تجاوزت مليون شيكل (280 ألف دولار). ومن المرجح أن تركز أي إجراءات قانونية على ما إذا كان رجلا الأعمال سعيا من خلال تقديم هذه الهدايا للحصول على مميّزات سياسية وما إذا كان نتنياهو قدّم هذه المميّزات.
وقال محامو نتنياهو إن هذه الهدايا كانت ببساطة رمزا للصداقة.
وتزعم القضية الثانية التي تُعرف باسم القضية 2000 ارتكاب نتنياهو لجرائم "رشا واحتيال وخيانة الأمانة" ومعه أرنون موزيس ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت -أوسع صحف إسرائيل انتشارا. وتقول الشرطة إن الرجلين بحثا سبل عرقلة توسع صحيفة إسرائيل هيوم المنافسة "من خلال تشريعات وطرق أخرى".
واستجوبت الشرطة نتنياهو عدة مرات منذ بداية 2017. وينفي نتنياهو ارتكابه أي مخالفات.
وقال نتنياهو في كلمته التلفزيونية، التي جاءت بعد دقائق فقط من إعلان الشرطة توصياتها، إنه لم يحاول قط تحقيق مكسب شخصي خلال وجوده في منصبه.
واسترجع نتنياهو (68 عاما) وخلفه علم إسرائيل ذكرياته كأحد أفراد الكوماندوس الإسرائيليين.
وقال: "سأواصل قيادة إسرائيل بشكل يتسم بالمسؤولية والإخلاص ما دمتم أنتم أيها المواطنون الإسرائيليون قد اخترتموني لقيادتكم. إنني واثق من ظهور الحقيقة وواثق من أنني سأنال ثقتكم من جديد في الانتخابات المقبلة التي ستجرى في موعدها".
وتجرى الانتخابات المقبلة في إسرائيل في أواخر 2019.
وقال نتنياهو: "لأنني أعرف الحقيقة أقول لكم... هذه الأمور لن تسفر عن شيء في النهاية".
ونقل تلفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي عن محامي ميلتشان قوله إن تقديم موكله هدايا لنتنياهو بين الحين والآخر كان خاليا من أي مصالح تجارية.
وقال متحدّث باسم باكر "ليست هناك مزاعم بشأن ارتكاب باكر أي أخطاء. جهازا الشرطة الإسرائيلي والأسترالي أكّدا أنه جرت مقابلته كشاهد لا كمشتبه به".
وفي معرض ردها على سؤال بشأن قرار الشرطة، أشارت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، في واشنطن إلى "العلاقة القوية للغاية" مع نتنياهو والحكومة الإسرائيلية.
وقالت: "نحن بالتأكيد على علم بذلك، لكننا نعتبره شأنا داخليا إسرائيليا".
ونتنياهو ليس أول زعيم إسرائيلي يتورط في مشاكل قانونية. ففي العام الفائت، جرى إطلاق سراح إيهود أولمرت، الذي تولى رئاسة الوزراء بين عامي 2006 و2009، بعد قضائه 19 شهرا من حكم بالسجن مدته 27 شهرا بشأن مجموعة مختلفة من تهم الفساد.