«البلوك 9».. معركة لبنان

الحدث الأحد ١٨/فبراير/٢٠١٨ ٠٣:٠٨ ص
«البلوك 9».. معركة لبنان

بيروت - رويترز - وكالات

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن «البلوك 9» بين الساسة اللبنانيين والإسرائيليين، فما هي قصة «البلوك 9»؟

يعود تاريخ «البلوك 9» إلى العام 2009 حين اكتشفت الشركة الأمريكية «نوبل للطاقة» كمية من احتياطي النفط والغاز في الحوض الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته 83 ألف كم مربع، وهي تترامى في منطقة المياه الإقليمية لكل من سوريا ولبنان وقبرص وإسرائيل. ويبلغ مجمل مساحة المياه الإقليمية اللبنانية حوالي 22 ألف كم مربع، فيما تبلغ المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 854 كم مربع. وتم تقسيم المساحة المتنازع عليها إلى عشر مناطق أو بلوكات يمثل البلوك 9 أحد تلك المناطق.
وتقدَّر حصة لبنان من الغاز الطبيعي الذي يحتضنه هذا الجزء من المتوسط بحوالي 96 تريليون قدم مكعبة، وهي ثروة يمكن أن تساعد لبنان على خفض حجم دينه العام الذي بلغ مؤخرا نحو 77 بليون دولار، وهي إحدى أعلى معدلات الدين العام في العالم.
ويقع جزء من إحدى المناطق، البلوك رقم 9، في مياه محل نزاع مع إسرائيل.
وقال وزير الطاقة اللبناني، سيزار أبي خليل، إن النزاع مع إسرائيل لن يمنع لبنان من الاستفادة من الاحتياطيات المحتملة تحت البحر في منطقة الامتياز 9 محل النزاع، بينما قالت شركة توتال، التي تدير الكونسورتيوم، إنها ستحفر أول بئر في الامتياز قرب المنطقة المتنازع عليها.
وسياسيا حث حزب الله الحكومة اللبنانية على اتخاذ موقف قوي في نزاعها البحري مع إسرائيل على موارد الطاقة وحذرت من أنها قد تتخذ إجراءات ضد منشآت النفط الإسرائيلية إذا لزم الأمر في الوقت الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة بين البلدين.
وفي كلمة بثها التلفزيون قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله: «المعركة على البلوك رقم 9 اليوم هي معركة كل لبنان». وأضاف: «نحن في هذه تحت الأمر إذا مجلس الدفاع الأعلى اللبناني يأخذ قرارا أن محطات الغاز والنفط الفلانية في البحر الفلسطيني ممنوع أن تعمل أنا أعدكم خلال ساعات قليلة لا تعود تشتغل».
ويتوسط دبلوماسيون أمريكيون بين لبنان وإسرائيل بعد تصاعد التوتر بسبب جدار إسرائيلي على الحدود وترسانة أسلحة حزب الله المتنامية.
وقال نصر الله إن المياه اللبنانية وجهود التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الواقعة على امتداد الحدود البحرية المتنازع عليها باتت القضية الأكثر إلحاحا.
ووقع كونسورتيوم يضم توتال الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية الأسبوع الفائت اتفاقيتين للتنقيب والإنتاج بخصوص منطقتي امتياز بحريتين في أول جولة تراخيص بحرية للنفط والغاز يطرحها لبنان.
وقال نصر الله إن المسؤولين اللبنانيين ينبغي ألا يخشوا قوة إسرائيل العسكرية لكن عليهم أن يحذّروا المسؤولين الأمريكيين من قوة حزب الله.
وأضاف: «إذا أتى الأمريكي يقول عليكم أن تسمعوا لي لأرد إسرائيل قولوا له عليك أن تقبل مطالبنا لنرد حزب الله عن إسرائيل... الثروة النفطية في جنوب لبنان اليوم هي للبنانيين جميعا وملك لهم».
وزار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لبنان وقال إن الولايات المتحدة تتواصل مع لبنان وإسرائيل لضمان استمرار الهدوء في منطقة الحدود.
وبعد زيارته، التقى القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد مع كبار المسؤولين اللبنانيين.
لكن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أكّد أن «المطروح غير مقبول».
وكان يشير على ما يبدو إلى خط لترسيم الحدود البحرية اقترحه الدبلوماسي الأمريكي فريدريك هوف في 2012. ويعطي هذا الخط لبنان نحو ثلثي مثلث بحري متنازع عليه تبلغ مساحته نحو 860 كيلومترا ويعطي إسرائيل نحو الثلث.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن بري أصرّ خلال اللقاء مع ساترفيلد على أنه يجب ترسيم الحدود البحرية عبر لجنة ثلاثية منبثقة عن اتفاق لوقف إطلاق النار في 1996.
وأضاف أنه يريد عملية على غرار ما حصل بالنسبة للخط الأزرق الحدودي الذي رسمته الأمم المتحدة بين إسرائيل ولبنان والذي يمثل حدود الانسحاب العسكري الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000.
ويتطلع لبنان إلى التنقيب عن موارد الطاقة في مياهه لأن دولا أخرى وجدت النفط والغاز بالمنطقة في 2009 لكن خططه تأجلت بسبب الشلل السياسي في بيروت.
واستأنف لبنان عملية طرح عطاءات لخمس مناطق من عشر مناطق بحرية من بينها ثلاث مناطق على الحدود المتنازع عليها مع إسرائيل في العام الفائت بعد اتفاق سياسي أدّى إلى تشكيل حكومة جديدة.
ولدى لبنان أحد أعلى معدلات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم ونموه الاقتصادي ضعيف جدا.