النعمانيّة تزرع في الريح قمحها

مزاج الاثنين ١٩/فبراير/٢٠١٨ ٠٥:٠٣ ص
النعمانيّة تزرع في الريح قمحها

مسقط -
ضمن إصدارات الجمعيّة العُمانيّة للكتّاب والأدباء في معرض مسقط الدولي للكتاب، صدرت للشاعرة شميسة النعمانيّة مجموعة جديدة حملت عنوان (سأزرع في الريح قمحي) عن دار (مسعى) البحرينيّة، التي تهديها «إلى المفتونين بالحياة، إلى اللا مُكترثينَ بالموت، إلى الأرواحِ/‏ الجَنَّة، والأرواح/‏ اليَباب، أهدي الريحَ.. والقمح، فبعثروهما حيثُ شئتم.. أو شاءت الحياة».

وعبر عشرين نصّا ينتمي معظمها لشعر التفعيلة، تبحر النعمانية في رحلة مع الذات والوجدان وأسئلة الوجود بنبرة يغلّفها الحزن، منطلقة من الخاص إلى العام:
«أنا دمعةُ الحُزنِ التي شاخَتْ على وَجْهِ الحياةِ تجولُ من خَدٍّ لِخَدْ
أو كُنْهُ زيفٍ لا يَجِفُّ وليسَ يَعْرِفُهُ أَمَدْ
أنا جمرةُ المعنى التي انْطفأَتْ،
ولا سِحْرٌ يُعيدُ الرُّوحَ في جَسَدٍ هَمَدْ
أنا زهرةُ الرُّمانِ تسْحَقُها مقاديرُ الكَمَدْ
أنا قِصةُ البحرِ التي رَفَّتْ أساطيرَ على وَجْهِ الزَبَدْ
أنا بسمةٌ طارتْ على خَيْلِ المَدى،
والريحُ حَرَّضَ حافِرَيْهِ وكُلَّما أدنو ابْتَعَدْ
أنا عينُ قِدِّيسٍ تَغَشَّاها الرَمَدْ
أنا أبجديةُ غائبٍ فَرَّتْ إلى الأوطانِ يسألُها الحنينُ عن المَدَدْ
أنا تمتماتُ اللَّحنِ موؤدًا بأحكامِ الفقيهِ و«حُرْمَةٍ» في كُلِّ ضوءٍ تَحْتَشِدْ
أنا جَمْعُ أعمارٍ يُقَلِّصُها الزمانُ بحُزْنِهِ في لا عَدَدْ!».
وتتغنّى بعُمان التاريخ والحضارة، عُمان النابتة في وجدان الشاعرة، لتتحوّل إلى حكاية كونيّة:
«مالَتْ على القلبِ نَسْماتٌ تُؤرجِحُها

سُلالةُ الماءِ حيثُ النُّورُ يَنزَلِقُ

وأَوْقَدَتْ شُعْلَةَ الوادي المُقَدَّسِ في

تُخومِ مُقْلَتِهِ، والطِّينُ يَأْتَلِقُ

هناكَ في الجَمْرةِ الأولى على دَهَشٍ

بِلَّوْرَةُ الكَونِ شَفَّتْ واَنْتشى الفَلَقُ».

وسبق للشاعرة شميسة النعمانية التي ستقوم بالتوقيع عليها في جناح الجمعية بالمعرض مساء الأحد المقبل، أن أصدرت العام 2014م مجموعة حملت عنوان «ما تبقّى من اللون»، عن وزارة التراث والثقافة، ودار الانتشار العربي البيروتيّة، وكتابا حول «الخطاب الصحفي في حرب ظفار.. صحيفة عُمان: 1972 - 1975م»، صدر العام 2016م عن المؤسسة العربية للدراسات، والنشر ببيروت، وهو بالأصل بحث قدّمته لنيل درجة الماجستير من كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس بإشراف د.عبدالله بن خميس الكندي.