الكربوهيدرات هل تناولها ليلاً يزيد الوزن؟

مزاج الثلاثاء ٢٠/فبراير/٢٠١٨ ٠٧:٣١ ص
الكربوهيدرات
هل تناولها ليلاً يزيد الوزن؟

مسقط - وكالات

من بين المفاهيم الخاطئة الكثيرة حول التغذية، هناك واحد -على وجه الخصوص- هو الأكثر تكراراً، وهو أن «تناول الكربوهيدرات في الليل يزيد وزنك». ومع ذلك، لم يظهر أي دليل، نظراً إلى أن الكربوهيدرات هي فقط أحد المغذيات الكبرى الأخرى، إلى جانب البروتينات والدهون.

ما يسبب زيادة الوزن والأضرار الأخرى، هو الإفراط في تناول الكربوهيدرات، وهو ما ينطبق على أي نوع من المواد الغذائية الأخرى، بحسب تقرير صحيفة El Español الإسبانية. ومع ذلك، أثبتت الدراسات أن الجسم يُبدي تفاعلاً أفضل مع الكربوهيدرات عند تناولها خلال النهار، كما يتعامل بصورة أفضل مع الأنسولين في ساعات النهار أكثر من الليل، وذلك وفقاً لما توصلت إليه دراسة نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition في العام 2016. الآن، يبدو أن العمل الجديد الذي نُشر في مجلة International Journal of Obesity، يؤيد الدراسة السابقة؛ لأنه وفقاً لنتائج مجموعة الباحثين من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز، فإن الأفراد الذين يعانون زيادة الوزن يتعرّضون لخطر زيادته عند الإفراط في تناول الطعام بالليل.

إعادة التثقيف حول

«الشراهة الليلية»

وهكذا، يضاف هذا العمل الجديد إلى أبحاث سابقة أخرى تستنتج أن «هرمونات الجوع» تزداد في الليل، في حين أن تلك المسؤولة عن الشبع تنخفض خلال الساعات نفسها.

سيكون الجسم أكثر تسامحاً مع ارتكاب تلك التجاوزات الليلية، بسبب «اللعبة الهرمونية» للجسم البشري، إلا أن ذلك لا ينطبق عليك إذا كنت من أصحاب الوزن الزائد.
يشير هذا البحث إلى أن الإجهاد يمكن أن يساعد على زيادة هرمونات الجوع في الليل، وهو أمر من شأنه أن يزيد أضعافاً مضاعفة لدى هؤلاء الأشخاص الأميل إلى الشراهة في تناول الطعام.
ووفقاً لسوزان كارنيل، الكاتبة الرئيسية للدراسة والأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، فإن هذه النتائج تعتبر «أخباراً جيّدة».
تقدّم هذه الدراسة توعية غذائية للمرضى الذين يعانون السمنة، بحيث تساعدهم على تجنُّب خطر الإفراط في تناول الطعام بالليل، كما أن علاج الإجهاد يساعد أيضاً على منع تناول الطعام بشراهة.
تشير الدراسة إلى أن هرمون الجريلين الذي يزيد الجوع، يرتفع أيضاً بسبب الإجهاد، حتى خلال النهار.

جوع أكثر بعد الظهر

لذلك، أراد الباحثون إجراء تجربة لقياس كل من الجوع والتجاوب الهرموني مع الإجهاد بمشاركة 19 رجلاً و13 امرأة، يعانون زيادة الوزن خلال أوقات مختلفة من اليوم، وكان نصفهم قد تم تشخيصهم سابقاً بـ«اضطراب نهم الطعام»، ثم وُضعوا تحت المراقبة عدة ساعات خلال اليوم.

في وقتٍ لاحق، وبعد مرور 130 دقيقة من خضوعهم لإجراء اختبار تجريبي معياري، سجّلت كاميرا رقمية تعبيرات وجوههم عند وضع أيديهم غير المهيمنة (اليد اليسرى في حالة من يستخدمون اليد اليمنى مثلاً) في الماء البارد مدة دقيقتين. أُجري اختبار دم لكل مشارك، لقياس هرمونات الجوع والإجهاد، وطُلب منهم تقييم مستوياتهم الذاتية للجوع والشبع وفقاً لمقياسٍ عددي.
وبعد نصف ساعة، عُرض على المشاركين بوفيه به 3 شرائح من البيتزا متوسطة الحجم، وشرائح البطاطس، والكوكيز، والشوكولاتة المغطاة بالكراميل والماء.
ووفقاً للنتائج التي توصلت إليها الدراسة، فإن الوقت من اليوم الذي أُجريت فيه كل تجربة قد أثّر، بشكل كبير، على مستويات الجوع لدى المشاركين، إذ لوحظ أن الأفراد في فترة ما بعد الظهر جاعوا أكثر مقارنة مع أولئك الذين خضعوا للتجربة في الصباح.
وبالإضافة إلى ذلك، تم الكشف عن انخفاض في مستويات الببتيد Y -الهرمون المسؤول عن خفض الشهية والجلوكوز ومستويات الأنسولين- بعد استهلاك وجبة المساء السائلة.
من ناحية أخرى، فإن المشاركين الذين تم تشخيصهم من قبلُ باضطراب نهم الطعام، قد أبدوا انخفاضاً في الشعور بالامتلاء في فترة ما بعد الظهر.
وكانت لدى هذه المجموعة أيضاً مستويات عالية من الجريلين ليلاً، مقارنة مع المجموعة ذات الوزن الزائد دون اضطرابات الطعام، التي كانت لديها مستويات منخفضة في الصباح.
وأخيراً، فإن هذه الدراسة تسلّط الضوء أيضاً على حقيقة أن مستويات الكورتيزول (هرمونات التوتر) قد ارتفعت خلال الاختبار، وأن الهرمونات المسؤولة عن زيادة الشهية قد ارتفعت ببطء لدى جميع المشاركين، سواء في الصباح أو المساء، وهو ما يوحي -وفقاً للباحثين- بأن الإجهاد يُمكن أن يؤثّر على زيادة هرمونات الجوع على مدار اليوم، وهذا التأثير يصبح أكبر في ساعات الليل.