الحمداني.. عشرون عاماً من جمع المقتنيات الأثرية

مزاج الأربعاء ٢١/فبراير/٢٠١٨ ١٠:١٧ ص
الحمداني.. عشرون عاماً من جمع المقتنيات الأثرية

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي

شاب جمع بين الصناعات الحرفية والمقتنيات الأثرية، في تمازج فريد من نوعه، ليكون مثالا للشاب المحافظ على عراقة التاريخ عبر متحف صغير في بيته، وكذلك حرفة السعفيات والخشبيات وغيرها من الحرف التقليدية.. إنه أحمد بن جمعة الحمداني من ولاية صحار، حيث كانت لـ«الشبيبة» زيارة خاصة له في منزله الذي يضم متحفه المصغّر وأدواته ومنتجاته الحرفية. ما بين شراء واقتناء من الأقارب والأصدقاء استطاع الحمداني أن يجمع العديد من التحف النادرة ليحتفظ بها في متحف مصغّر في فناء بيته؛ فطفولته كانت هي نقطة عشقه للتراث، وعن ذلك يقول: الموهبة كانت معي منذ الصغر، حيث كنت أمرّ على كبار السن «شيّابنا» وكل واحد منهم يُمارس حرفته التي يُبدع فيها، فكنت أجلس معهم وأتعلّم منهم وآخُذ الأفكار واستمع إلى نصائحهم وإرشاداتهم، حتى تولّد لديّ عشق للصناعات الحرفية التقليدية، وبدأت أصنع بعض تلك المنتجات الحرفية، ومع مرور الوقت صرت أحِب المقتنيات القديمة التي تذكّرني بالماضي الجميل.

أول قطعة أثرية جمعها الحمداني في متحفه الصغير كانت عبارة عن (الرحى) والتي أخذها من عمه، مع إنه كان يجهل ما هي هذه القطعة الأثرية، وكان هذا قبل أكثر من عشرين عاما، لتكون الرحى هي اللبنة الأولى في إقامة متحفه التراثي جنبا إلى جنب مع المنتجات الحرفية التقليدية.

العشرون عاما مضت وأحمد الحمداني يجمع في المقتنيات الأثرية والتاريخية في غرفة صغيرة في البيت صنعها من سعف النخيل، وعلى ما يبدو أن عوامل التعرية والمطر والشمس بعد مدة من الزمن أتلفت تلك الغرفة السعفية مما دفع الحمداني إلى بناء غرفة من الإسمنت في بيته والتي هي اليوم متحفه الشخصي حيث تضم مئات التحف والقطع الأثرية والتاريخية.
أما عن جمع وشراء تلك القطع الأثرية واقتنائها فيقول الحمداني: بمساعدة من الأهل والجيران والأصدقاء حاولت توفير القطع التراثية وجمعها وحاولت جاهدا أن يتم تجميع تلك القطع من قرى الولاية وتطلَّب الأمر الكثير لشراء بعض القطع النادرة وتم تجميعها من السلطنة حيث إن جميع المقتنيات التي أملكها جمعتها من السلطنة ولم أُدخِل عليها أي قطعة اشتريتها من الخارج. طموح أحمد الحمداني لم يتوقف داخل أسوار بيته بل امتد إلى خارج ذلك السور الذي طوّر ونمّى من مهاراته في الصناعات الحرفية حيث شارك في العديد من الفعاليات والمناسبات وأهمها الوطنية إلى جانب مشاركاته في المدارس ونقل خبراته للطلبة عبر تلك المشاركات. وعند دخولنا للمتحف المصغر، عرّفنا الحمداني بأهم القطع والمقتنيات التي يحتويها ذلك المتحف المصغّر ويقول: يوجد لديّ من الصخور الرحى والمنحاز الصخري ومن الخشبيات مناديس قديمة ومرافع للمصحف والشداد الخاص بالإبل، ومن النحاسيات توجد الكثير من القطع مثل الأواني القديمة، ومن الأسلحة أبو فتيلة وصمع والخناجر والترس.
ويُجيد الحمداني أيضا العديد من الحرف أهمها السعفيات والخشبيات والنسيج والجلود، وحاليا يتعلّم على حرفة صناعة الفخار، لتكون مهاراته متعددة في الصناعات الحرفية. ويخطط الحمداني لمستقبل تلك القطع والمقتنيات الأثرية ولذلك قرر في أن يبني متحفا مناسبا يضم كل مقتنياته ليعرضها بأسلوب مرتب مع توافر المعلومات عليها، ليكون متحفا متكاملا يقصده الزوّار من مختلف ولايات ومحافظات السلطنة، وهو يسعى إلى تحقيق خطته هذه بعد أن تتوفر لديه الأرض التي سيبنيه عليها، ويتمنّى أن يكون ذلك قريبا.