الطيران العُماني وخطوات في الطريق الصحيح

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢١/فبراير/٢٠١٨ ١٠:٣١ ص
الطيران العُماني وخطوات في الطريق الصحيح

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

مع إعلان الحكومة مؤخراً عن تأسيس المجموعة العُمانية للطيران يبدو أننا أمام مرحلة تطويرية جديدة لقطاع الطيران بشكل عام بالسلطنة وهذا يعني أن الفترة المنصرمة شهدت خطوات جادة من المؤسسات المعنية عن هذا القطاع وفي مقدمتها وزارة النقل والاتصالات على بلورة وإعداد استراتيجية وطنية لهذا القطاع الذي يعدّ من القطاعات المهمة والحيوية تهدف إلى تطوير قطاع الطيران ليواكب مستجدات المرحلة المقبلة، حيث سيتمحور دور المجموعة العُمانية للطيران على إعداد وتنفيذ استراتيجية شاملة لقطاع الطيران ووضع السياسات الاقتصادية والإدارية والمالية والتطويرية لمختلف الشركات التي أصبحت تحت مظلتها ومن بينها شركة الطيران العُماني وأيضا تنفيذ الخطط التي تساهم في تطوير وإدارة استثمارات الحكومة بالبنية الأساسية والخدمات في قطاع الطيران المدني بشكل أفضل، فهذا الفكر الاستراتيجي والخطوة المهمة التي قامت بها الحكومة تعطينا مؤشرات إيجابية أن الحكومة جادة وحريصة على تنظيم القطاع وتطويره ليقوم بدوره في المرحلة المقبلة متمنين أن تشهد القطاعات الأخرى خطوات جادة ونضع قطاع الطيران كنموذج يُحتذى به وتفكير استراتيجي يجب تعميمه على كافة القطاعات.

لقد أكّد معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات رئيس مجلس إدارة المجموعة العُمانية للطيران في أحد التصريحات الصحفية على أن إعادة هيكلة شركة الطيران العُماني تأتي ضمن السياسة والاستراتيجية الجديدة التي تنفّذها المجموعة والتي تهدف إلى توفير الظروف والمناخ الممتاز للطيران العُماني للاستعداد لمتطلبات المرحلة الجديدة والتي تركّز بشكل كبير على الاهتمام أكثر بخدمة المسافرين وتحقيق أقصى حد من الكفاءة التنظيمية في عدد من المجالات مثل المبيعات والتشغيل والدعم والمشتريات وغيرها من المجالات التي تساهم في نمو إعداد المسافرين وتقديم خدمات مميّزة مع بدء مرحلة الانتقال للعمل في مطار مسقط الجديد، كذلك الاهتمام بتنظيم قطاع الموارد البشرية في الشركة، ولعل المؤشرات الأولى تؤكّد حرص الحكومة على الاستمرار في تطوير ودعم الطيران العُماني من خلال تعزيز أسطول الشركة والتوقيع على اتفاقيات لشراء طائرات جديدة تواكب مرحلة التوسع والانتشار التي من المتوقع أن تشهد افتتاح محطات جديدة تم الإعلان عنها مؤخرا تساهم في ربط مسقط بمختلف مدن العالم ولتشكّل مسقط محطة مهمة في المنطقة ينطلق منها المسافرون مع الطيران العُماني إلى مختلف دول العالم.
إن هذه الخطوة التي قامت بها الحكومة في إعادة هيكلة الطيران العُماني من المتوقع أنها ستفتح آفاقا جديدة وتحلِّق بالشركة إلى مستقبل أفضل خاصة أنها جاءت بالتزامن مع خطوات أخرى مثل افتتاح مطار مسقط الجديد الذي بلا شك سيعطي دفعة قوية لمستقبل الشركة ونوعية وحجم الخدمات التي يمكن تقديمها في مجالات متعددة وسيشكّل المطار إضافة جديدة ونقلة نوعية لقطاع الطيران والقطاعات الأخرى مثل السياحة والفنادق والخدمات كما يشكّل واجهة ومعلما سياحيا واقتصاديا يحقق العديد من الفوائد والإيجابيات للسلطنة كذلك تعزيز أسطول الطيران العُماني بحوالي 30 طائرة جديدة من طراز بوينج ماكس حيث احتفلت الشركة باستلام أولى الطائرات من هذا النوع ومن المتوقع هذا العام استلام خمس طائرات جديدة من نفس النوع ضمن خطط الشركة لتعزيز الأسطول والاستعداد للمرحلة المقبلة مع تخطيط الطيران العُماني لافتتاح محطات جديدة هذا العام وهي إسطنبول والدار البيضاء وموسكو وهي محطات مهمة تشهد تنافسا وإقبالا كبيرا عليها من قِبل شركات الاتصالات وبالتالي سيهدف الطيران العُماني من هذه الخطوة لربط مسقط بهذه المدن الإقليمية والعالمية ضمن الخطط التوسعية التي تنفّذها الإدارة التنفيذية للشركة لذلك فإن هذه الخطوات وغيرها مع إعادة هيكلة الطيران العُماني كلها خطوات في الطريق الصحيح وتعطي مؤشرات إيجابية بأن الشركة تعمل بتنظيم جيّد ووفق فكر استراتيجي جديد نأمل أن يحقق الأهداف المرجوة خلال المرحلة المقبلة.
من الخطوات المهمة التي يشهدها الطيران العُماني ضمن استراتيجيته الجديدة اختيار المهندس عبدالعزيز الرئيسي على رأس الإدارة التنفيذية للشركة وهي خطوة مهمة تدعم توجهات الحكومة في إعطاء الفرصة للكوادر العُمانية التي أثبتت جدارتها خلال الفترة المنصرمة وأنها على قدر المسؤولية في تحقيق وتنفيذ خطط الشركة خلال الفترة المقبلة خاصة أن المهندس عبدالعزيز يمتلك خبرة طويلة في قطاع الطيران وتحمّل العديد من المسؤوليات خلال عمله وكان خلف عدد من النجاحات للطيران العُماني مما يجعلنا نؤيّد هذا التوجه وهذا القرار من مجلس الإدارة خاصة أن الطيران العُماني اختار خلال الفترة الفائتة عددا من الأجانب في هذا المنصب وللأسف لم يحققوا النتائج المتوقعة لذلك فهي فرصة كبيرة لإعطاء الكوادر العُمانية فرصتها أيضا في إثبات الوجود ودعمها ضمن النهج والاستراتيجية الجديدة التي يعمل بها الطيران العُماني كما أنها رسالة لكافة الموظفين أن الشركة تمرّ بمرحلة جديدة تحتاج من الجميع بذل مزيد من الجهد والعطاء والعمل كفريق واحد وطرح الأفكار الجديدة التي تعكس رؤية وإستراتيجية الشركة وتحقق للمسافرين أفضل الخدمات في كل الأوقات؛ فالطيران العُماني ليس مجرد شركة عادية وإنما سفير للسلطنة حول العالم.