في ذكرى سيدة الغناء العربي «كلثوميات».. حفل فني في حب عُمان ومصر.. الليلة

مزاج الأربعاء ٢١/فبراير/٢٠١٨ ٢٢:٥٤ م
في ذكرى سيدة الغناء العربي

«كلثوميات».. حفل فني في حب عُمان ومصر.. الليلة

مسقط - خالد عرابي
تصوير - طالب الوهيبي

في إطار الاهتمام المصري-العُماني المشترك، والعمل على إثراء العلاقات بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات ومنها الثقافية، واحتفالا بذكرى سيدة الغناء العربي «أم كلثوم» تنظّم السفارة المصرية لدى السلطنة بالتعاون مع المكتب الثقافي المصري، وشركة الغزل الدولية، مساء اليوم «الخميس» حفلا فنيا بعنوان «كلثوميات.. ليلة في حب مصر وعُمان»، وذلك برعاية صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد، على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية، حيث ستحييه الفنانة رحاب مطاوع، بمصاحبة فرقة أم كلثوم الموسيقية.

وقالت رحاب مطاوع: سعيدة جدا بأن تُتاح لي الفرصة لأغنّي على أرض السلطنة للمرة الثانية، حيث غنّيت في المرة الأولى على مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط، كما أنني سعيدة لكوني سأغنّي في هذا الحفل في السلطنة واحتفالا بذكرى الراحلة أم كلثوم، فهذا الحفل يحمل اسم فنانة عظيمة، واحتفال مع وأمام الجمهور العُماني المتميّز بأنه ذوّاق للفنون والموسيقى والطرب، وأنه مستمع جيّد يعرف متى يُنصت ومتى يتفاعل ومتى يصفّق للأغنية، كما أنه جمهور لطيف وخفيف يتقبّل الأصوات الجديدة كما يتقبّل أغاني التراث بأصوات شابة وهذا يعطينا مساحة ممتازة لتقديم كل ما لدينا. وأكّدت رحاب قائلة: سأغنّي الليلة العديد من أغنيات أم كلثوم ومنها: ألف ليلة وليلة، سيرة الحب، أنساك، دارت الأيام وأنت عمري، وغيرها، وأتمنّى أن ينال الحفل إعجاب الجميع.

وأوضح وكيل معهد الموسيقى العربية، ورئيس المجموعة الموسيقية د.عمرو ناجي، قائلا: فرقة أم كلثوم من الفرق المصرية العريقة ذات الصلة الوثيقة منذ فترات بعيدة بالسلطنة، فقد شاركنا في السلطنة عدة مرات كانت أولاها في بداية الثمانينيات، ولذا فنحن حريصون على القدوم والغناء على أرض السلطنة ونعتز بذلك كثيرا، ولذا فقد كان هناك استعداد خاص للحفل حيث ستحييه الفنان رحاب مطاوع ابنة الفرقة وواحدة من الأصوات المتميّزة في أغاني أم كلثوم، بمصاحبة مجموعة من العازفين المصريين على العديد من الآلات. ومن المعروف أن الفرقة تابعة لأكاديمية الفنون المصرية، وقد أُطلق عليها اسم فرقة أم كلثوم تخليدا لأسم سيدة الغناء العربي، وهي الفرقة المنوطة بتقديم كثير من احتفالات ذكرى أم كلثوم في الخارج والداخل.
أما المدير التنفيذي لشركة الغزل الدولية -منظمة الحفل- مؤمن حسن، فقال: هذه ليست المرة الأولى التي نقدّم فيها هذا الحفل، حيث قدّمنا من قبل وتحت هذا العنوان مرتين سابقا، ونظرا لما له من إقبال وترحيب من إخواننا العُمانيين حرصنا مع السفارة على تقديمه بشكل سنوي ونتمنّى أن نستمر في تقديمه سنويا.
وأشار إلى أن «الحفل يمثّل احتفالا بالعلاقات وخاصة الثقافية والفنية بين البلدين، وفي كل عام نحرص على أن تكون هناك مشاركة من موسيقيين وشعراء عُمانيين في الحفل حتى يكون هناك مزج بين الجانبين، وفي حين شارك في حفل سابق فنانون من جمعية هواة العواد، يشارك في هذا العام الشاعر العُماني مطر البريكي بتقديم عدد من قصائده، كما أنه نظرا لأن الحفل مجاني ولكن من خلال التسجيل المسبق فقد وجدنا أن التسجيل من جانب العُماني من مختلف الفئات وحرص على الحضور لدرجة أنه رغم أن سعت المسرح 650 مقعدا فقد قارب عدد المسجلين من سعة المسرح».
وقال مدير المكتب الثقافي المصري في السلطنة، عزت عبد النبي: نحرص بشكل سنوي على تقديم هذا الحفل في إطار الاحتفال بذكرى أم كلثوم وكذلك في إطار العلاقات الثقافية بين البلدين، ونحن نعتز بهذا التعاون حيث إن إخواننا العُمانيين لا يتأخرون في تقديم الدعم والتعاون لمثل هذه الأنشطة ولذا فهناك تنسيق دائم في هذا الجانب حيث إنه من أهم الجوانب التي ينبغي الاهتمام بها فهي لأجل الأجيال المقبلة. وأكّد السفير المصري المعتمد لدى السلطنة سعادة محمد غنيم على أن الأنشطة الثقافية من أبرز وأهم الأنشطة التي تحرص عليها السفارة لأنها هي أساس كل تقدُّم ونهضة ونمو لأي دولة، كما أن السفارة تسعى للتواصل والتكامل بين الحضارتين والثقافتين، وأن مثل هذه الحفلات تُعطي الفرصة للمصريين ليستمتعوا بفن بلدهم ومعهم إخوانهم العُمانيون، وكذلك استمتاع المصريين بالفنون العُمانية وذلك من خلال مشاركة فنانين من كلا البلدين، كما أن ذلك يأتي في إطار التواصل الثقافي والفني وإعطاء الفرصة للجانبين للاستمتاع والاطلاع على المواهب الموجودة في البلدين.

وقال غنيم: إن العلاقات الثقافية بين البلدين قديمة جدا وتعود إلى ما قبل أربعة آلاف سنة وهذا موثق وموجود في قاعة ما قبل التاريخ بالمتحف الوطني العُماني، وهنا نحن نتحدّث عن دولتين نتاج لحضارتين قديمتين، والعلاقة ممتدة منذ الأبد، فالإمبراطورية المصرية القديمة معروفة وكذلك الإمبراطورية العُمانية التي كانت تسود البحار، ولذا فالعلاقات الثقافية بين البلدين ممتدة منذ القدم. وما الأنشطة الثقافية والفنية والجهود التي نقوم بها من وقت للآخر مثل الحفلات الفنية أو المعارض التشكيلية أو الندوات الثقافية وغيرها، إلا بعض الروافد البسيطة للعلاقات المتجذرة بين البلدين الشقيقين، حيث يوجد لدينا الكثير في إطار التعاون الثقافي بين البلدين، والسفارة تُعطي هذا الجانب أهمية كبيرة لأنه لكي تُنشئ شعوبا وأجيالا إيجابية منتجة ومفيدة لا بد من الاهتمام بالثقافة، وهذا ما نعمل على زيادة الاهتمام به مستقبلا وذلك من خلال الاحتفال بأسماء كبيرة أخرى وبالفعل يجري الآن التنسيق والترتيب لاحتفال آخر، وذلك بذكرى عبدالحليم حافظ. كما أن الثراء الفني بين البلدين يُعطي مساحة كبيرة جدا للتعاون في هذا الجانب وستكون هناك مشاركات من فنانين وموسيقيين من البلدين في كل تعاون.