الغياب عن المقابلات.. مسؤولية من؟!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢١/فبراير/٢٠١٨ ٢٣:٣١ م
الغياب عن المقابلات.. مسؤولية من؟!

علي بن راشد المطاعني

الكل يشهد على جدية الجهود المبذولة لتوفير فرص عمل لأبنائنا في الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والكل يلاحظ الإعلانات المنشورة في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وعبر الرسائل القصيرة والتنشيط في المواقع الإلكترونية المختصة بالباحثين عن عمل، وغيرها من طرق باتت واضحة للعيان.

إلا أنه وللأسف فقد تلاحظ لنا أن هناك حالات غياب كثيرة من قبل الباحثين عن عمل عندما يجري استدعاؤهم لإجراء الاختبارات في الشركات والمؤسسات في ظاهرة نحسبها غريبة؛ إذ هي لا تتكامل ولا تتسق مع الجهود المبذولة في هذا الصدد.

لا شك أن توفير أكثر من 11000 فرصة عمل في الفترة الفائتة تمثل 41 % من الرقم المستهدف وهو 25000 فرصة وفي فترة ستة أشهر يعد جهداً طيباً يجب تقديره عالياً من قبل شرائح المجتمع كافة، وعلى كل المستويات والأصعدة؛ ذلك أن هذا النجاح قد حدث في ظل الظروف الاقتصادية المعروفة والتي تعيشها المنطقة وانعكاساتها على سوق العمل وحالة الانكماش الاقتصادي الناتجة عن انخفاض أسعار النفط وتبعاته.
إن العديد من الخطوات التي اتخذت سرّعت من وتيرة تجاوب الشركات والمؤسسات ‏في استيعاب الشباب العُماني سواء كاستجابة وتنفيذ لقرار مجلس الوزراء، أو كمحصلة للإجراءات التي اتخذت من جانب وزارة القوى العاملة في الإيقاف المؤقت لاستقدام القوى العاملة الوافدة في العديد من المهن، وتطبيق الالتزام بنسب التعمين على الشركات والمؤسسات وإيقاف بعضها التي لم تلتزم بالاستحقاقات الوطنية، فضلاً عن مردود سياسيات الإحلال التي اتخذت في بعض الجهات.
إن ما يثلج الصدر هو أن هناك مبادرات للشركات الحكومية الكبيرة في الإعلان عن الوظائف سواء بطرق إحلال الكوادر الوطنية ‏أو عبر فتح مجالات عمل جديدة، وهو ما يحسب لهذه الخطة التي حفزت الشركات للوفاء بهذا الالتزام.
كل ذلك يجب أن يقابله تفهم من قبل شبابنا للظروف الاقتصادية التي تستدعي القبول بالوظائف وفق المؤهلات والمجالات المتاحة دون ذلك التعفف المذموم من وظيفة ما، والإيمان بأهمية التدرج كأمر طبيعي في المستويات الوظيفية التي لا تتأتى إلا من خلال القبول بالعمل أولاً والسعي مع مرور الوقت للترقي بالتأهيل المستمر والتطلع للأفضل من خلال إثبات الذات والارتقاء بالعمل والحرص الإنتاج والإنتاجية والالتزام بأخلاقيات العمل من أمانة ومثابرة واجتهاد والتزام... إلخ.
بالطبع لا ننكر أن هناك الكثير من الشباب المثابرين والحريصين على اغتنام الفرص أو لنقل السوانح المتوافرة والقبول بالعمل والارتكاز لمبدأ التمسكن الحصيف لأجل الوصول للتمكن المستحق بمرور الوقت.
نأمل أن تكلل هذه الجهود ‏بالتوفيق والسداد، وأن يتفهم الجميع جهات وشركات وأرباب عمل وشباباً، أن يتفهموا جميعاً مقتضيات المرحلة وضرورة تجاوزها بالقليل من التضحيات والمسؤوليات التي يتوجب أن نؤمن بها حقاً وصدقاً في سبيل رفعة هذا الوطن الأبيّ، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.