صناعة النشر في الوطن العربي تمر بأزمة وعرضة للتوقف

7 أيام الخميس ٠١/مارس/٢٠١٨ ٢٢:٣٠ م
صناعة النشر في الوطن العربي تمر بأزمة وعرضة للتوقف

مسقط- خالد عرابي
أكد رئيس اتحاد الناشرين العرب "سعادة محمد رشاد" إن معرض مسقط الدولي للكتاب يتقدم بشكل كبير خاصة بعد الانتقال إلى مركز عمان للمؤتمرات والمعارض وأن معظم الناشرين العرب يحرصون على المشاركة فيه وذلك لتمتعه بحسن الإعداد والتنظيم مع حسن الإدارة القائمة عليه، علاوة على أن الناشر العربي يجد فيه قارئا واعيا وفاهما، فالقارئ العماني محب للقراءة وهو دائما يبحث عن الجديد، لذلك فالمعرض يعد من المعارض الأفضل عربيا في حركة بيع الكتب. وهذه هي الدورة الثالثة والعشرين وقد حضرته وشاركت به منذ الدورة الأولى وبالفعل وجدت أنه يتقدم ويتطور كل عام والدليل على ذلك هو كم ما نجده من تزايد في أعداد الناشرين والكتب الجديدة التي وصلت في دورة هذا العام إلى نصف مليون عنوان جديد.

وقال رئيس اتحاد الناشرين العرب في مقابلة خاصة مع "7 أيام": التقيت مؤخرا -وعدد من الناشرين- وزير الإعلام، معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني، وذكرت له إن الملاحظ أن الحكومة في السلطنة لديها اهتمام كبير بالكتاب والنشر، ولديها إسهامات كبيرة في هذا الجانب ولكن صناعة النشر على مستوى القطاع الخاص ضعيفة، وفي ذات الوقت فإن صناعة النشر في العالم المتقدم تقوم على القطاع الخاص وليس الحكومات، ولذا طلبنا من معالي الوزير أن يكون هناك جمعية للناشرين العمانيين، ومن ثم يكون هناك ممثل للسلطنة عنها في مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، وقد وعد معالي الوزير بذلك لأن البلاد التي ليس بها جمعيات أو اتحادات للناشرين يمكن أن يدخل ممثل عنها مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب بالانتخاب، في حين أن الدول التي بها جمعية أو اتحاد للناشرين يعين هذا الشخص مباشرة كممثل عن هذه الدولة في اتحاد الناشرين العرب. وأشار رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى أن عدم قيام القطاع الخاص بدوره في النشر يضعف هذه الصناعة رغم الدور المهم والكبير الذي تقوم به الدولة والحكومة والجهات الثقافية في هذا الجانب.

صناعة النشر
وأكد رشاد على أن صناعة النشر في الوطن العربي تمر بأزمة كبيرة جدا وربما تكون عرضة للتوقف، ولن تحل هذه الأزمة إلا بتدخل الحكومات العربية، فلكي نحفز المواطن العربي على القراءة وتصبح عادة أصيلة كما كانت في الماضي لابد أن تتدخل الحكومات العربية بعمل مشروعات قومية ووطنية للقراءة مثل مشروع القراءة للجمع في مصر.

كما أن هذه الصناعة تعاني أيضا من مشكلة الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية تلك التي تسمى بالقرصنة أو التزوير، ولذا على الحكومات العربية أن تغلظ العقوبات ضد ذلك، وأن تقوم الجهات المنوط بها تنفيذ القوانين بواجبها. كما أن هناك مشاكل مثل ارتفاع الرسوم الجمركية على مستلزمات الكتاب، وبما أن الدول العربية غير منتجة لهذه المستلزمات لذلك يجب أن تقلل تلك الرسوم الجمركية، اضف إلى ذلك الارتفاع الكبير للإعلان في وسائل الإعلام عند الدعاية للكتاب حيث يعامل الكتاب كما السلع العادية في حين أن الكتاب يجب أن يعامل معاملة مختلفة عند الدعاية له.

وعن فكرة المعارض المتلاحقة والمتتالية للكتب في المنطقة العربية قال رشاد: ربما اختلف مع كثير من زملائي الناشرين حيث أرى أن واحدة من المشكلات التي أدت إلى تراجع صناعة النشر معارض الكتب العربية، حيث يطلق خطأا عليها معارض دولية للكتاب في حين أن المعارض للمحترفين وللناشرين وللمصصممين والمؤلفين وليست سوقا للكتاب، ولكن للأسف فإن هذه المعارض أصبحت سوقا للكتاب وعودت القراء على الشراء الموسمي للكتاب وأن من يريد أن يشتري الكتب يفكر فقط في معرض الكتاب، ولا يتردد على المكتبات طوال العام، مما أثر على الحركة داخل المكتبات وأماكن بيع الكتب. في حين أن القارئ في البلاد المتقدمة معتاد أنه في نهاية كل أسبوع أو أسبوعين يذهب إلى المكتبات لشراء الجديد من الكتب، بينما نجد أنه في بلادنا العربية لا يوجد ذلك وأصبح الشراء موسميا، هذا بالإضافة إلى أن هناك 18 معرضا للكتاب في العالم العربي، ولو افترضنا أن مدة كل معرض 10 ايام فهذا يعني أن هناك 180 يوما من العام -أي نصف السنة- في سفر دولي، فمتى يكون هناك وقت حقيقي للناشر للتفكير والتخطيط والتواصل مع الكتاب والمؤلفين المتميزين للحصول على كتاب ذي محتوى متميز، بالإضافة إلى أن هناك تداخلا في المعارض في العالم العربي، فمن الممكن في الوقت الواحد أن نجد أن هناك 3 معارض في وقت واحد، ونحن كاتحاد الناشرين العرب نحاول أن نوجد حلولا لهذه المشكلة.

وعن فكرة شركات توزيع متخصصة قال: التعريف العلمي يفرق بين نوعين من الناشرين هما: الناشر النقي والناشر غير النقي، فالأول هو الذي يقوم بعملية النشر فقط، أما غير النقي فهو الذي يتولى عملية النشر والطباعة والتوزيع والتسويق والتحصيل وكل شيء، وبكل أسف فإن الناشر العربي هو من النوع غير النقي. ومن أكبر المشاكل التي تواجه الناشر العربي مشكلة التوزيع، حيث إن القارئ العربي مظلوم، وحتى الدراسات والأبحاث التي تنشر نتائجها وتقول إن العربي لا يحب القراءة وإنه يقرأ ربع أو نصف صفحة في العام فقط هي دراسات ظالمة، وأنا اعتقد أن هناك قراء جيدين ولكن الأزمة أن الناشرين لا يستطيعون الوصول إليهم لأن إمكانياتهم محدودة، كما أن الناشرين أصبحوا يطبعون كميات قليلة جدا، وهذا لا يساعده في استثمار أموال كثيرة في إنشاء شركات للتوزيع. وأنا أرى إنه من العيب علينا كعالم عربي عدد سكانه 350 مليون نسمة ونجد ناشرا يطبع 500 نسخة أو 1000 نسخة فقط، وأنا أرى إنه حتى وإن كان القارئ العربي موارده محدودة فمن الواجب على الحكومات العربية أن تتوسع في المشاريع التثقيفية والتنويرية وإنشاء المكتبات العامة على غرار مكتبة الأسرة في مصر لتكون المتنفس وتساعد الناشرين على التوسع في كميات ما يقوم بطباعته من نسخ ومن ثم يمكن إنشاء شركات للتوزيع مما يعمل على زيادة حركة الطباعة والنشر والتوزيع ورواج سوق الكتاب العربي.