الخروج الآمن من الغوطة

الحدث الأحد ٠٤/مارس/٢٠١٨ ٠٢:٤٧ ص
الخروج الآمن من الغوطة

دمشق - بيروت - موسكو - جنيف - وكالات

من احتجاز المدنيين كرهائن في الغوطة الشرقية بسوريا بدأ المسلحون حملة أخرى تمثلت في تفتيش منازل المدنيين، ومصادرة أطعمتهم والبطاقات التي تسمح لهم الخروج من المدينة، حسبما أكّد مركز المصالحة الروسي، أمس السبت.

وقال المتحدّث باسم المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا، اللواء فلاديمير زولوتوخين: «وفقا للمعلومات الواردة للمركز، قام المسلحون في الغوطة الشرقية بتفتيش منازل المدنيين ومصادرة أطعمتهم والبطاقات التي تسمح لهم الخروج من المدينة».
وتابع زولوتوخيـــن: «يؤدي هذا إلى تعقيد الوضع الإنساني بشــكل مصطنع في المنــطقة».
وألقت مروحيات الجيش السوري منشورات جديدة على قرى وبلدات الغوطة بريف دمشق لإعلام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية بطرق الوصول إلى الممر الآمن المحدد لخروج المدنيين عبر مخيم الوافدين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري سوري قوله إن المنشورات تضمّنت الإجراءات التي يجب على المدنيين اتباعها للوصول بشكل آمن إلى الممر المحدد لخروج المدنيين باتجاه مخيم الوافدين، تمهيداً لنقلهم إلى مقر الإقامة المؤقتة في الدوير بريف دمشق.
وأوضح المصدر أن مروحيات الجيش ترمي المنشورات بشكل يومي فوق جميع قرى وبلدات الغوطة لضمان وصولها إلى جميع المواطنين.
وذكرت الوكالة أن المسلحين يستهدفون بالقذائف ورصاص القنص معبر الوافدين.
وكان مراسل قناة الميادين الفضائية قال إنّ الجماعات المسلحة في الغوطة الشـــرقية خرقت الهدنة وقامت باســــتهداف معبر مخيم الوافدين المخصص لخروج المدنيين بعدة قذائف في خرق للهدنة المعلنة.
ولليوم الرابع على التوالي أعلن الجيش الروسي هدنة لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الأول الجمعة إن المسلحين في سوريا أطلقوا 28 قذيفة، موضحةً أنهم يستعدون لاعتداءات في الغوطة الشرقية بموادٍ سامة.
وأشارت إلى أن الوضع في منطقة الممر الإنساني فيها ما زال متوتراً والطريق إليه يتعرّض لنيران القناصين.
من جانب آخر قال مصدر مقرّب من الحكومة السورية إن القوات الحكومية تسعى للتقدم في منطقة الغوطة الشرقية بالتدريج، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري استعاد مســـاحات من الأراضي من مسلحي المعارضة.
وفي واحدة من أشد المعارك ضراوة في سوريا منذ سبع سنوات، قتل مئات الأشخاص خلال 12 يوما من قصف الغوطة الشرقية، وهي جيب من البلدات والمزارع الواقعة على مشارف دمشق وآخر منطقة كبيرة يسيطر عليها الجماعات المسلحة قرب العاصمة.
وناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الموقف مع الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية يوم الجمعة. وقالت فرنسا إن الرئيس إيمانويل ماكرون وترامب اتفقا على العمل معا لتنفيذ وقف لإطلاق النار تدعمه الأمم المتحدة مع دعوة روسيا للضغط على دمشق للالتزام به.
وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يوم السبت يدعو إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد لمدة 30 يوما. ودعت روسيا -أقوى حليف لسوريا- إلى وقف إطلاق النار يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي لدمشق.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس الفائت، إن الخطة الروسية «مزحة»، وأضافت أن الناس يخشون استغلال الهدنة بسبب الخوف من التجنيد أو الترحيل أو الموت.
وهاجمت القوات الحكومية الجماعات المسلحة ردا على إطلاق نيران على القوات الحكومية ومواقع في العاصمة دمشق. vواستخدم مسلحون من المعارضة نيران المدفعية في إعطاب دبابتين.
وقال قيادي في التحالف العسكري الذي يدعم الجيش السوري إن القوات الحكومية سيطرة على قرى في منطقة المرج. وأضاف أن قوات الجيش السوري حققت أيضا مكاسب ملحوظة على الطرف الغربي لجيب حرستا الخاضع لسيطرة المعارضة. وقال المرصد إن قوات الجيش السوري سيطرت على مبان في تلك المنطقة.
وقال القيادي لرويترز إن ما يحدث حاليا هو استعادة الأراضي قطعة قطعة إضافة إلى قرى من الجانب الشرقي.

أقصى ضغط

ينتزع الجيش السوري بشكل مطرد أراضي مهمة من مسلحي المعارضة بدعم عسكري حيوي من روسيا وإيران. ويبدو أن دمشــق تطبّق وســائل عســـكرية مجرّبة في الغوطة الشرقية، تجمع بين الضربات الجوية والقصف والهجمات البرية على مواقع الجماعات المسلحة، على غرار ما فعلت لاستعادة شرق حلب في العام 2016.
ودعا مسؤولون من الأمم المتحدة إلى توسيع نطاق الخطة الروسية للسماح بتسليم المساعدات وإجلاء المدنيين والحالات الطبية العاجلة.
واتهمت دمشق وموسكو الجماعات المسلحة بمنع المدنيين من مغادرة الغوطة الشرقية وهو ما ينفونه.
وقال مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالشــرق الأوســط إن الحكومة الســورية قد تســـمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلــدة دومــا بالغوطة الشرقية المحاصرة اليوم الأحد.
وذكر مدير يونيسف بالشرق الأوسط، خيرت كابالاري، في مؤتمر صحفي في جنيف أن هناك موافقات مبدئية على السماح بدخول مزيد من القوافل لخدمة المزيد من سكان الجيب وعددهم 400 ألف لكن لا يوجد اتفاق بشأن إجلاء نحو ألف شخص هناك يحتاجون مساعدة طبية عاجلة. وأضاف: «هناك مؤشر من الحكومة السورية على السماح بقافلة مساعدات في الرابع من مارس (اليوم الأحد). ونأمل أن يتحوّل هذا المؤشر إلى التزام ملموس. نحن مستعدون للدخول».