هدنة بين ترامب «العجوز» وكيم «السمين»

الحدث الاثنين ١٢/مارس/٢٠١٨ ٠٥:٠٢ ص
هدنة بين ترامب «العجوز» وكيم «السمين»

مون تاونشيب (بنسلفانيا) - رويترز

تبادلا الشتائم والإهانات كثيرا ولا يمر وقت حتى يصحى العالم على تلاسن «تويتري» بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون إلا أن الأخير يتلاسن عن طريق الوكالة الإخبارية المركزية بينما يلاسن ترامب كيم جونج على تويتر.

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض شنّ ترامب هجمات شفوية ضد كيم جونج أون وبلغت الحرب الكلامية حد الإهانات الشخصية وتهديدات بضربات عسكرية.
ولم يفوّت ترامب الفرصة لمهاجمة كيم جونج فجدد هجماته ضد الزعيم الكوري الشمالي إلى حد أنه انتقد شكله ووزنه.
في إحدى تغريداته قال ترامب على تويتر «لماذا يُقدم كيم جونج أون على إهانتي من خلال نعتي بـ«العجوز» في حين أنني لن أُقدم أنا على نعته بالقصير والبدين»؟
وفي تغريدة أخرى ترامب يصف الرئيس الكوري الشمالي بـ«الجرو المريض».
وبعدها بفترة أطلق كيم جونج تصريحا ناريا تداوله سكان العالم عندما قال «الولايات المتحدة بأسرها تقع في مرمى أسلحة بلاده»، وإن «الزرّ النووي دائماً على مكتبه»، مؤكداً أن «هذا واقع وليس تهديداً».
ثم رد ترامب على كيم جونج أون بقوله: لديّ زر نووي أكبر وأكثر قوة.
ومن التلاسن والمناكفة بين ترامب وكيم فوجئ العالم مطلع هذا الأسبوع بأخبار جديدة لكنها جيّدة فقد أبدى الرئيس الكوري الشمالي استعداده للقاء ترامب فيما رد الأخير بالإيجاب.
وقال ترامب إن محادثاته المزمعة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قد تنتهي دون التوصل لاتفاق أو تؤدي إلى «أعظم اتفاق للعالم» مما يزيل التوتر بشأن برنامج بيونج يانج النووي.
ولم يتضح بعد موعد ومكان المحادثات المزمعة رغم أن الاجتماع من المفترض أن يتم بحلول نهاية مايو.
وقال ترامب «من يعرف ما الذي سيحدث؟»، وأضاف أن الاجتماع إن حدث «ربما أغادر سريعا أو ربما نجلس ونبرم أعظم اتفاق للعالم».
وفي العام الفائت هاجمت وسائل إعلام كورية شمالية ترامب، ووصفته بـ«الجبان» لإلغائه زيارة إلى الحدود بين الكوريتين.
وانتقدت صحيفة «رودونج سنمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم في افتتاحيتها عدم توجه ترامب إلى المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين وهو تقليدي للمسؤولين الأمريكيين الذين يزورون كوريا الجنوبية.
وعادت المروحية التي كانت تُقل ترامب إلى تلك المنطقة، أدراجها بعد 5 دقائق على إقلاعها بسبب سوء الأحوال الجوية وهو ما شككت به الصحيفة، وكتبت: «لم يكن السبب الطقس»، مضيفة: «لقد كان خائفا جدا من مواجهة نظرات قواتنا».
كما جاء في افتتاحية الصحيفة أن أسوأ جريمة لا يمكن مسامحة ترامب عليها، هي أنه تجرأ على المس بكرامة القيادة العليا بشكل مسيء.
وأضافت: «عليه أن يعلم أنه مجرد مجرم بشع محكوم عليه بالإعدام من قِبل الشعب الكوري».
كما وصف ترامب، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بأنه «مجنون يمتلك أسلحة نووية»، وقال إن بلاده لا يمكنها أن تترك مجنونا يمتلك قدرات نووية حرا طليقا.
وفي اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي قال دوتيرتي إن كيم جونج أون «يلعب مع قنابله، كما يلهو مع ألعابه»، مضيفا أن «زعيم كوريا الشمالية يعاني من مشاكل في الرأس ويمكن أن يصاب بالجنون على حين غرّة»
ثم ردّ ترامب بالقول: «لا يمكننا السماح لمجنون يمتلك أسلحة نووية أن يكون حرا طليقا، لدينا الكثير من القوة النارية، وأكثر مما لديه (كيم جونج أون)، بعشرين ضعفا، لكننا لا نرغب في استخدامها».
وقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون معلقا على خطاب ترامب العام الفائت خلال أعمال القمة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، إنه خطاب «مجنون»، وإنه سيتحمّل مسؤولية جميع تصريحاته.
ووصف كيم أول خطاب للرئيس ترامب عندما صرّح أنه يستطيع تدمير كوريا الشمالية بأنه «الأكثر هراءً ووقح».
ودخل وزير خارجية كوريا الشمالية، لي يونج هو، على الخط كذلك بعد خطاب ترامب في الأمم المتحدة فوصف الخطاب بـ«نباح الكلاب».
وكتب ترامب على تويتر يقول «لم تجرِ كوريا الشمالية أي تجربة صاروخية منذ 28 نوفمبر 2017 وتعهّدت بعدم القيام بذلك أثناء اجتماعاتنا. أعتقد أنهم سيلتزمون بتعهدهم!».
وتتسق تصريحات ترامب مع ما ذكره مسؤول كوري جنوبي يوم الخميس بشأن المباحثات المحتملة. بيد أن ترامب لم يتحدّث عن التجارب النووية في تغريدته.
ولم يتضح ما هي الاجتماعات التي أشار ترامب إليها أو توقيتها على وجه الدقة. وكان مسؤولون كوريون جنوبيون قالوا في الأسبوع الفائت إن ترامب وافق على دعوة من كيم لعقد لقاء بحلول مايو.
ويواجه البيت الأبيض انتقادات على موافقته على إجراء محادثات ورد على الانتقادات يوم الجمعة بالتحذير من أنه لن تعقد أي قمة إلا إذا اتخذت بيونج يانج «خطوات ملموسة» فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
ووصف ترامب زعيمي الصين واليابان على تويتر يوم السبت بأنهما داعمان للحوار المحتمل رغم أنه لم يفعل شيئا يُذكر لتبديد الارتباك بشأن موعد المحادثات أو أي شروط مسبقة ستكون مطلوبة.
وكتب ترامب على تويتر يقول إن الرئيس الصيني شي جين بينج «أبلغني بأنه يقدّر للولايات المتحدة عملها على حل المشكلة بالطرق الدبلوماسية بدلا من اللجوء إلى البديل الذي ينذر بالسوء. الصين ما زالت متعاونة!».
وغرّد ترامب يوم السبت أيضا قائلا «تحدّثت إلى رئيس وزراء اليابان آبي وهو متحمّس جدا للمباحثات مع كوريا الشمالية».
وانتعشت آمال حدوث انفراجة مع كوريا الشمالية يوم الخميس عندما قال ترامب إنه مستعد لعقد اجتماع مع كيم الذي وجّه الدعوة لترامب إلى ما ستكون محادثات لم يسبق لها مثيل بين زعيمي البلدين.
وأثار كيم وترامب التوتر حول العالم العام الفائت إذ دخلا في حرب كلامية بشأن محاولات كوريا الشمالية تطوير سلاح نووي قادر على ضرب الولايات المتحدة. وواصلت بيونج يانج برنامجها النووي في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي.
لكن التوترات تراجعت مع إقامة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر الفائت في كوريا الجنوبية مما مهّد الطريق أمام ما ستكون أكبر مغامرة لترامب في مجال السياسة الخارجية منذ توليه المنصب في يناير من العام الفائت.
وقال رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونج يوي-يونج في واشنطن إنه أطلع ترامب على نتائج لقاء مسؤولين من كوريا الجنوبية مع كيم الأسبوع الفائت وقال إن كيم تعهّد «بنزع السلاح النووي» وتعليق التجارب النووية والصاروخية.
وأضاف: «أبلغت الرئيس ترامب أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قال في اجتماعنا إنه ملتزم بنزع السلاح النووي. وتعهّد كيم بأن يكف عن أي تجارب صاروخية أو نووية أخرى».
وقرار ترامب المفاجئ بلقاء كيم أذهل الناس حتى الأشخاص داخل إدارته.
وقال مسؤول كبير من وزارة الخارجية الأمريكية «من المتوقع أن تؤدي المحادثات إلى نقاش حول نتيجة أننا على استعداد للقيام بمفاوضات».
ويخشى مسؤولون وخبراء أمريكيون من أن تسعى كوريا الشمالية لكسب الوقت لتعزيز وتطوير ترسانتها النووية إذا ماطلت في المحادثات مع واشنطن.