ندوة أدبية حول «الحداثة الشعرية عند زاهر الغافري» بجمعية الكتّاب

مزاج الأربعاء ١٤/مارس/٢٠١٨ ٠٦:٣٧ ص
ندوة أدبية حول «الحداثة الشعرية عند زاهر الغافري» بجمعية الكتّاب

مسقط -

نظّمت الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ليلة أمس الأول بمقرها بمرتفعات المطار، وبالتعاون مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، ندوة أدبية حملت عنوان «الحداثة الشعرية عند زاهر الغافري». شارك في الندوة عدد من الأكاديميين الباحثين بأوراق عمل أدبية حول مسيرة زاهر الغافري الشعرية، ومن خلال الندوة التي أدارها د.أحمد الحنشي تحدّث الشاعر الغافري عن بداياته وانطلاقته الأولى حيث مسكنه «سرور» وعلاقته بالكتاتيب والأبجديات الأولى، منطلقا ليتحدّث عن الغربة وإرهاصاتها والسفر والترحال حيث التناقضات في شتى جمالياتها. في بداية الندوة قدّمت د.فاطمة بنت علي الشيدية ورقــــــة عمل بعنوان «الشعر بوصفه حياة: الحداثة والنص الرقمي عند زاهر الغافري».

وفي هذه الورقة أشارت الشيدية إلى أن زاهر الغافري يشكّل أحد أعمدة الشعر العُماني المعاصر، الشعر الجديد الذي جاء من مناطق الوعي بالآخر، مع تجسّد روح الماضي الحية والحيية داخله، ولكن دون تقييد أو تقيّد، مضيفة بقولها إن زاهر الغافري قد كتب القصيدة عبر وعي شعري جديد ومتجدد، وعي حداثي وغير نمطي، فكثيرا ما خالف السائد، مشيرة في حديثها إلى أن السفر والوعي والقراءة قد أسهم في تشكيل المعمار الفني المضاميني والشكلي الحداثي لزاهر الغافري، فجاءت قصيدته متمرّدة على ذاتها كلما حلا لها التمرّد، فلا نقطة ثابتة تقف عندها، ولا زمن تحتكم إليه، منوّعة في أساليبها اللغوية والأسلوبية، ومستمدة قدرتها من الحياة كحكاية في جدة أبدية، موضحة أن قصيدة النثر التي بدأ بها زاهر طريقه الشعري وانتهى إليها، متخذا منها معراجا نحو الشعرية الجديدة بمتاهاتها الفكرية واشتغالاتها المتجددة أبدا بفعل الزمن الذي لا يمكن أن نستحم في نهره مرتين، اتسمت بحداثة راسخة، محلِّقة في أفق الجديد عبر الانفتاح على الشعر الكوني، ومنتمية لجذور القديم بأفقه اللغوي، وبعمقه واتساعه وهذه هي أبرز سمات الحداثة الحقيقية.

أما الشاعر عوض اللويهي فقد قدّم ورقة عمل بعنوان «شعرية الفضاء عند زاهر الغافري»، موضحا بقوله إن الفضاء داخل العمل الأدبي من الدراسات التي أولاها النقّاد عنايتهم في فحص اشتغال الفضاء داخل النص الأدبي، حيث إن مفهوم الفضاء أعم وأشمل من مفهوم المكان؛ فالفضاء كنسق يشتغل مع بقية الأنساق التي يتكوّن منها العمل الأدبي. كما أن هناك دراسات اشتغلت على الفضاء النصي أي توزيع النص داخل الورقة، وكذلك هناك من درس حضور الفضاء الجغرافي المرجعي في النص. مشيرا اللويهي إلى قراءة شعرية الفضاء كمكوّن رئيسي داخل نصوص زاهر الغافري الشعرية، فلا يكاد يخلو نص شعري لزاهر إلا ونجد أن الفضاء من أبرز المكوّنات البنائية الرئيسية فيه، وفي نفس الوقت نجد أن الفضاء لا يشتغل في معزل عن بقية السياقات. وقدّم د.محمد الغزّي ورقة عمل بعنوان «مدوّنة زاهر الغافري الشعرية وسؤال اللغة» فقد أوجد الغزي ومن خلال حديثه الأسئلة التي أثارتها القصيدة العربية الجديدة وظهور بعض التيارات الشعرية دعت إلى استخدام اللّغة المتعدّية التي تحيل على الخارج النصّي ومنه تستمدّ شعريّتها وشرعيّتها، بينما دعت بعض التيارات الأخرى إلى استخدام اللّغة اللاّزمة التي تشدّ المتقبّل إليها قبل أن تشدّه إلى شيء آخر خارج عنها.
وقدّم الباحث مبارك الجابري ورقة عمل بعنوان «اللهجة الاجتماعية واشتغال بنى الخطاب». وقدّم الجابري من خلال ورقته تحليل ديوان (حياة واحدة.. سلالم كثيرة) لزاهر الغافري انطلاقا من فرض يجد في كل عمل أدبي حوارا بين لهجتين اجتماعيتين أو أكثر، حيث يقيم الخطاب الشعري لذات التلفظ لهجة اجتماعية خاصة، تكون في الواقع مخترقة بجملة من الخطابات الأخرى التي شكّلت وضعا اجتماعيّا لغويّا، عليه نشأت ذات التلفظ، ويدخل هذه اللهجة الاجتماعية في معارضة مع لهجة اجتماعية أخرى أو أكثر، تعارضها بالموافقة أو التهكم أو النقض، وتعمل معارضتها عبر البُنى الخطابية: السردية والوصفية والحوارية.