روسيا تنبّه للخط الأحمر

الحدث الأربعاء ١٤/مارس/٢٠١٨ ٠٥:٠٥ ص
روسيا تنبّه للخط الأحمر

موسكو - بيروت - رويترز
أعلن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري جيراسيموف، أن المسلحين في الغوطة الشرقية يخططون لتمثيل هجمة كيميائية، والتي ستستخدمها الولايات المتحدة حجةً لضرب دمشق.
وقال جيراسيموف للصحفيين: "لدينا معلومات موثوقة حول تحضير المسلحين لتمثيل (مشهد) تنفيذ هجمة كيميائية من قِبل الحكومة ضد المدنيين. بهذا الهدف تم تجميع في العديد من مناطق الغوطة الشرقية حشداً من النساء والأطفال والمسنين تم جلبهم من مناطق أخرى، الذين ينبغي عليهم تمثيل ضحايا حادث كيميائي".
وقال إن هناك ناشطون من "الخوذات البيضاء" وأطقم تصوير مع معدات بث فضائية موجودون في المكان.
وأضاف: "هذا يؤكَّد باكتشاف مختبر إنتاج أسلحة كيميائية في منطقة أفتريس السكنية التي تم تحريرها من الإرهابيين".
وأشار جيراسيموف إلى أنه "وفقاً للبيانات الموجودة، تخطط الولايات المتحدة بعد هذه الاستفزازات اتهام القوات الحكومية السورية باستخدام السلاح الكيميائي، وتزويد المجتمع الدولي بما يُسمى "أدلة" على المقتل الجماعي للمدنيين المزعوم بسبب الحكومة السورية و"القيادة الروسية التي تدعمها".
وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة الروسي، فاليري جيراسيموف، أمس أن بلاده ستتخذ تدابير للرد في حال تعرّض حياة جنودها في سوريا للخطر.
وقال جيراسيموف للصحفيين: "في حال طرأ خطر يهدد حياة جنودنا، فستتخذ القوات المسلحة الروسية تدابير للرد سواء على الصواريخ أو على من يحملونها ويستخدمونها".
في هذه الأثناء، أكّد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة إن الوضع في ضواحي مدينة دمشق يتّجه للاستقرار بغض النظر عن المحاولة المستمرة من المسلحين لخرق الهدنة في الغوطة الشرقية.
وقال جيراسيموف للصحفيين: "بغض النظر عن المحاولات المستمرة لخرق الهدنة من قِبل المسلحين في الغوطة الشرقية، يميل الوضع في ضواحي دمشق نحو الاستقرار. ومنذ بدء العمل بقرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2401 من تاريخ 24 فبراير، ومع إنشاء روسيا للممرات الإنسانية في الغوطة الشرقية، تم إخراج 145 مدنياً و13 ممثلاً عن المعارضة المسلحة، بالإضافة لـ76 شخصا، أمس الأول".
وخرجت المجموعة الثانية من المدنيين، أمس الثلاثاء 13 مارس، من بلدة دوما في الغوطة الشرقية عبر الممر الإنساني، بحسب ما أفاد مراسل موقع "سبوتنيك" الروسي.
وكانت المجموعة الأولى تضم 35 شخصا، بينهم 20 امرأة وطفلا.
ويبلغ إجمالي عدد الذين خرجوا من الغوطة الشرقية، أمس الثلاثاء قرابة 100 شخص.
من جانبه قال منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا علي الزعتري إن من المتوقع إجلاء مدنيين من الغوطة الشرقية التي يشنّ الجيش السوري هجوما عنيفا على موقع للجماعات المسلحة.
وسيطر الجيش السوري على أكثر من نصف الجيب وقسمه حيث يسعى للقضاء على آخر معقل رئيسي للجماعات المسلحة بالقرب من العاصمة دمشق.
وتسبّب تقدم الجيش السوري في عزل دوما وحرستا عن بعضهما البعض وعن بقية البلدات المجاورة.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في سوريا علي الزعتري لرويترز عند معبر الوافدين القريب من دوما "نتوقع إجلاء مدنيين منهم حالات صحية". ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.
ودعت الأمم المتحدة من قبل لإجلاء نحو ألف من المرضى والمصابين الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة.
في غضون ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة قلقة من العنف وأنها دعت إلى "اجتماع عاجل" في الأردن لضمان الحفاظ على منطقة عدم التصعيد.
وقال مسؤول بالوزارة "إذا صحّت (تقارير الضربات) فإن هذا يمثّل انتهاكا واضحا من قِبل الحكومة السورية لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا من شأنه أن يوسّع نطاق الصراع".
وأضاف: "نحث كل الأطراف في منطقة عدم التصعيد بجنوب غرب البلاد على الامتناع عن القيام بأي تصرفات تعرّض وقف إطلاق النار للخطر وتجعل التعاون في المستقبل أكثر صعوبة".
وتخشى الجماعات المسلحة منذ فترة طويلة أن تعود قوات الجيش السوري لمهاجمتها بمجرد تحقيق مكاسب في الشمال ومناطق أخرى. وتقول الجماعات المسلحة إن مناطق عدم التصعيد تيسر للقوات الحكومية تحقيق مكاسب على الأرض في مناطق أخرى.
وتتوقع الجماعات المسلحة أن تبدأ القوات الحكومية هجوما في محاولة لاستعادة الجنوب بعد انتهاء حملة الغوطة. وكان قد أرسل تعزيزات من قواعده الرئيسية في الجنوب للمساعدة في هجوم الغوطة.
وذكر مسؤولون أن واشنطن ضخّت عشرات الملايين من الدولارات لدعم المؤسسات المدنية وتقديم المساعدات الإنسانية للمجالس المحلية التي تديرها المعارضة في الجنوب في إطار برنامج لإعادة الاستقرار عقب الهدنة.
ويقول دبلوماسيون إن الأردن يشعر بالقلق من أن يؤدي أي انهيار محتمل في الهدنة وتفجر كبير للعنف إلى فرار عشرات الآلاف من اللاجئين من درعا والتوجه إلى ملاذ آمن عند حدوده الشمالية.
وأثنى الملك عبدالله عاهل الأردن على الرئيس الروسي بوتين خلال زيارة لموسكو الشهر الفائت لمساعدته في الحفاظ على الهدنة في جنوب سوريا.
ويستضيف الأردن مركزا للمراقبة يديره بدعم لوجستي روسي لمراقبة انتهاكات وقف إطلاق النار ولتكثيف التعاون المخابراتي.
وتعوّل موسكو على عمّان في الضغط على فصائل الجيش السوري الحر التي تعمل في جنوب سوريا للحفاظ على الهدنة في حين يطالب الأردن روسيا بالضغط على الجيش السوري لعدم تخريب منطقة عدم التصعيد.
وأسفرت الحرب متعددة الأطراف في سوريا عن مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص. وحقق الجيش السوري مكاسب ضخمة على الأرض منذ دعم روسيا للجيش السوري العام 2015.