إذاعة "الشبيبة إف إم".. نقلة نوعية في الإعلام العُماني

7 أيام الخميس ١٥/مارس/٢٠١٨ ١٣:٤٥ م
إذاعة "الشبيبة إف إم".. نقلة نوعية في الإعلام العُماني

مسقط - خالد عرابي
أجمعت نخبة من الإعلاميين العُمانيين على أن انطلاقة البث المباشر لإذاعتي «الشبيبة إف إم FM» و«تي إف إم T FM» تمثل نقلة نوعية للإعلام في السلطنة، مشيرين إلى أن هناك العديد من العوامل التي تدعم هاتين الإذاعتين الحديثتين منها: ما تملكه مجموعة مسقط للإعلام من إرث وأرشيف إعلامي قوي يمكنها من الإلمام بما يحتاجه الجمهور والمستمعون في الشارع العُماني، بالإضافة إلى المواد والقضايا الإعلامية التي طرحها، واختيار نوعية البرامج المتنوّعة والقريبة من الناس، علاوة على ما تملكانه -تلك الإذاعتان- من إمكانيات تكنولوجية واستوديوهات مجهّزة وكوادر إعلامية وفنية شابة مدركة لواقع الإعلام الحديث ومتطلباته.

وكانت الإذاعتان قد أطلقتا يوم الاثنين 5 مارس الجاري أولى برامجهما المباشرة للدورة البرامجية الأولى التي تضمنت 7 برامج متنوّعة ما بين اجتماعية وشبابية ورياضية وأخرى تهتم بالتواصل مع المواطنين والشباب أينما وجدوا.. «7 أيام» استطلعت آراء هؤلاء للتعرّف على رؤيتهم حول هاتين الإذاعتين الجديدتين.

رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين، عوض بن سعيد باقوير يقول: لا شك في أن انطلاق البث المباشر لبرامج إذاعة «الشبيبة إف إم» يشكّل نقلة إعلامية جديدة، خاصة أن الإعلام الرقمي اليوم أصبح محور اهتمام كثير من المواطنين والمستمعين، وبالتالي فإن البدء بهذا الزخم من البرامج الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية سيكون إضافة نوعية للإعلام الموجود الآن سواء التقليدي أو الرقمي، ولا شك في أنه سيخرج كوادر إعلامية حديثة في المجتمع العُماني تكون سندا للإذاعة الجديدة. ونأمل أن تكون هذه البرامج تلبي حاجة الجمهور فيما يتعلق بقضاياهم المحلية وتطلعاتهم وخاصة فيما يتعلق بقضايا الشباب والمرأة والطفل، فهناك كثير من القضايا أصبحت الآن تهم الرأي العام في السلطنة.
وأضاف قائلا: إن هاتين الإذاعتين ستعطيان للإعلام العُماني رونقا مختلفا، خاصة أن مثل هذه الإذاعات الحديثة ميزتها -وكما في أوروبا- أنها تعتمد على التكنولوجيا، فهي سهلة الحركة ولا تحتاج إلى كثير من المعدات ولا التعقيدات، وهذا يجعلها أكثر حضورا بين الناس في الشارع وفي الأسواق والحدائق والمجمعات ومن ثم فهي ستضيف كثيرا إلى المشهد الإعلامي في السلطنة.

وأكّد باقوير قائلا: حضرت حفل الافتتاح واطّلعت على ما تملكه الإذاعتان من استوديوهات متكاملة بتجهيزات عالية جدا من خلال الأجهزة والتقنيات والمعدات الحديثة وغرف التحكم، وتدعم كل هذا كوادر بشرية شابة من إعلاميين وفنيين وفريق إعداد جيّد، فكل هذا سيساعد الإذاعتين على التميّز والانتشار على الساحة العُمانية مما سيجعل برامجها تمثّل نقلة في الإعلام وتحظى بقاعدة عريضة من الجمهور.

أما المدير العام ورئيس تحرير وكالة الأنباء العمانية د.محمد بن مبارك العريمي فيقول: بلا شك أن الإذاعات وجميع وسائل الإعلام الجديدة تمثّل رافدا وإضافة كبيرة في السلطنة، وبالتالي فهي محفّز لوسائل الإعلام الأخرى للتنافس وتقديم الأجود والأفضل، وهي ميزة إضافية للإعلام بصفة عامة. مشيرا إلى أن مجلس الوزراء الموقر، ومعالي وزير الإعلام داعم ومحفّز ومشجّع لوجود مثل هذه المؤسسات، ومن ثم فإن مناخ وفضاء الإعلام مفتوح في عُمان ومشجّع على ذلك.

وأضاف د.العريمي قائلا: لاحظنا خلال السنتين الفائتتين أن هناك وسائل إعلام ومؤسسات تحاول أن تطوّر من إعلامها وتواكب ما هو مقدَّم في الخارج، فالإعلام بطبيعته متجدد ويحتاج إلى تجديد وتحديث مستمر من حيث الكوادر والتقنية والأدوات، فنحن الآن نتكلم عن الجودة في الإعلام وتغيير الذائقة عند الناس، والمؤسسة الذكية هي التي تهتم بذلك، ومجموعة مسقط للإعلام واحدة من المؤسسات التي اهتمت بذلك مبكرا ولذلك تطوّرت وتقدّمت. أما المؤسسة أو المؤسسات التي لم تهتم بهذا التطوّر والتقدّم فستكون في نهاية الركب.

وأردف قائلا: إن مجموعة مسقط للإعلام من خلال الوسائل المطبوعة -كالصحف والمجلات- أو من خلال الإعلام الإلكتروني كذلك دائما في مقدمة الركب وفي الصف الأمامي وهي تحرص على التحديث والتطوير دائما، وهذا ليس كلامي فقط وإنما كلام كثير من المسؤولين، فقد كانت المجموعة -وما تزال- بمطبوعاتها.

ووجه الدكتور العريمي كلمة لجميع وسائل الإعلام قائلا: أتمنى من جميع المؤسسات أن تهتم بالشباب وأن تعطي له مساحة أكبر، وأن تدرك أن الإعلام رسالة ومسؤولية وتهذيب وتعليم وتقويم لبعض السلوكيات في المجتمع، وأنه رسالة صعبة ومضنية وتحتاج إلى الوقت والجهد، كما أنه أمانة في أعناق جميع من يعملون به.

وتضيف الإعلامية جيهان اللمكية فتقول: لاشك أن إذاعة الشبيبة إف إم وتي إف إم جاءتا إضافتين مهمتين وكبيرتين للإعلام العماني المسموع والمرئي إذ أنهما أول نوع من الإذاعات المسموعة والمرئية في ذات الوقت في السلطنة وهذه فكرة جديدة، حيث يمكن لجمهور المتابعين أن يدخل عن طريق موقع الإذاعة ليتابع كل ما يحدث داخل الأستوديو في ذات الوقت وهذا ما قد يميز الإذاعتين عن غيرهما.
وأضافة اللمكية قائلة: إن من بين ما يميز الإذاعتين أيضا، غير أنني سأخص الشبيبة هنا لأنها بالعربية وتابعتها أن ما جاءت به من برامج متنوعة ومختلفة في المضمون والفكر ربما يكون السبب وراء ذلك هو ما تمتلكه مجموعة مسقط للإعلام -الشركة الأم- من رصيد وتاريخ في الإعلام ومنه إصدارها لجريدة "تايمز أوف عمان" منذ السبعينات جريدة "الشبيبة" منذ التسعينات وهذا يجعل إذاعة الشبيبة لديها أرشيف قوي ومتميز عن غيرها، كما يعطي فرصة بما يضمه من معلومات ومواد صحفية ستدعم فريق العمل والإعداد ويمكن تحويلها إلى أفكار وبرامج متميزة، علاوة على أن المجموعة وبحكم ما تصدره من صحف ومجلات متنوعة جعل لديها فكر يدرك ما يطلبه الشارع العماني من برامج وما تطرحه من قضايا وموضوعات مهتمة بالشباب وتلامس قضايا الوطن والمواطن، كما أن لديها فريق من الصحفيين والإعلاميين المختلفين مما يساعد كثيرا فريق الإعداد في الموضوعات والقضايا التي تتبناها الإذاعة في شتى القطاعات والمجالات. وأضافت اللمكية قائلة: أتوقع أن تحدث هذه الإذاعة نقلة نوعية في الإعلام المسموع والمرئي، خاصة وأن لديها إمكانيات متنوعة ما بين الكوادر الشابة والتقنية الحديثة والاستوديوهات المجهزة والأهم هو العمل على بث برامج متنوعة ومختلفة وترضي حاجة الجمهور.

ويقول المخرج بدر المعشري: تمثل إذاعتي الشبيبة إف إم وتي إف إم إضافة مهمة للساحة الإعلامية في السلطنة، وهو تحدي كبير لهما كوننا الأن نمتلك أكثر من محطة إذاعية عمانية. وأضاف قائلا: إن إنشاء قناة إذاعية عمانية تضم نخبة من الإعلاميين في الساحة لهو رافد كبير لنا، ونجاح جريدة الشبيبة سبب قيم لإنشاء محطة إذاعية تغطي أماكن كثيرة في السلطنة لنشر الثقافة والمحبة بين أبناء شعبنا الأوفياء.. أحيي القائمين عليها على هذه الخطوة الكبيرة وعلى هذا التحدي الجميل الذي فتح بابا أكبر للتنافس بين هذه المحطات مما ينتج عنه تقديم مادة راقية للمستمع، متمنيا منكم الاستمرار على هذا الرقي، وتقديم الأفضل والاقتراب من المجتمع مع الحرص على اخترام أذواقه.

ويرى الإعلامي علي المطاعني أن إذاعة الشبيبة إف إم قد بدأت بداية طيبة جدا، حيث يقول: تابعت برامجها منذ اليوم الأول للبث ووجدت أن بها تنوع وأن أطروحاتها ومناقشاتها بشكل عام طيبة، وأتمنى أن أجدها تركز على القضايا العامة للوطن.
ويشير المطاعني إلى أن الخريطة البرامجية التي تابعها للإذاعة متنوعة وتضم طيفا متنوع من البرامج ما بين شبابية واجتماعية ومنوعات وغيرها وأنها تناسب الروح التي يتطلع إليها كثير من شباب هذا الجيل، ومن ثم فهو يتوقع أن تجتذب القناة وشقيقتها ىالإنجليزية "تي إف إم" الكثير من المستمعين.

ويلفت النظر إلى أن هذا التنوع الذي جاءت به الإذاعة وبرامجها لم يكن من فراغ وإنما جاء من خبرة مؤسسة إعلامية عريقة لها عقود من العمل الصحفي في السلطنة، ومن ثم فهي ملامسة للمواطن وتدرك أولوياته وقضاياه ومن ثم فهي تعرف حاجة الشارع والمستمعين جيدا. وأكد المطاعني على أنه يتوقع مع كل دورة برامجية جديدة أن يكون هناك تغيير وتنويع في البرامج بحسب حاجة المستمع، ففهذ ليس بجديد على مجموعة مسقط للاعلام.