السيطرة على الغوطة قريباً

الحدث الأحد ١٨/مارس/٢٠١٨ ٠٥:١١ ص
السيطرة على الغوطة قريباً

دمشق - موسكو - بيروت - وكالات

قالت وزارة الدفاع الروسية إنّ أكثر من سبعة آلاف شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية صباح أمس السبت، فيما أعلن الجيش السوري في بيان له عن تحرير 70%من مساحة الغوطة التي كانت تحت سيطرة المسلحين. وواصل آلاف المدنيين الفرار من مناطق محاصرة في سوريا مع دخول معركتين كبيرتين في الحرب متعددة الأطراف مراحل حاسمة ووجود مئات الآلاف محصورين في طريق الهجومين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «استمر تدفق السكان المنهكين سيرا على الأقدام لليوم الثاني مع تكثيف قوات الجيش السوري بدعم روسيا حملتها للسيطرة على آخر معقل كبير للجماعات المسلحة قرب دمشق».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن موجة جديدة من النازحين تضم نحو عشرة آلاف شخص خرجوا من الجيب الخاضع لسيطرة الجماعات المسلحة إلى مواقع تابعة للجيش السوري في الغوطة أمس السبت. وينفّذ الجيش السوري حملة عسكرية واسعة في المنطقة منذ شهر.
وعلى جبهة قتال أخرى، أفاد المرصد وقوات كردية سورية إن قوات تركية ومقاتلين متحالفين معها من المعارضة السورية قصفوا بكثافة مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في الشمال مما أدّى إلى مقتل أكثر من 40 شخصا.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن عفرين، إنها تخوض معارك ضد القوات التركية والمقاتلين السوريين المتحالفين معها الذين يحاولون اقتحام المدينة من الشمال.
وأظهر الهجومان، اللذان تدعم روسيا أحدهما وتقود تركيا الآخر، كيف تُعيد الفصائل السورية وحلفاؤها من الخارج رسم خريطة السيطرة في سوريا بعد أن سقطت العام الفائت دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش.
ودخلت الحرب السورية عامها الثامن هذا الأسبوع وأزهقت حتى الآن أرواح نصف مليون شخص وأدّت لنزوح أكثر من 11 مليونا عن منازلهم، بينهم ستة ملايين تقريبا فرّوا إلى خارج البلاد في واحدة من أسوأ أزمات اللجوء في العصر الحديث.
وبدأت الحكومة هجومها على الغوطة الشرقية قبل نحو شهر وبدأت تركيا حملتها عبر الحدود في عفرين في يناير. وهناك مئات الآلاف من المدنيين محاصرين بسبب الهجومين.
وقالت المتحدّثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، ليندا توم، إن ما يتراوح بين 12 ألفا و16 ألف شخص غادروا الغوطة في الأيام القليلة الفائتة بينما تحدّثت تقارير عن أن القتال في منطقة عفرين شرّد أكثر من 48 ألف شخص.

مقتل 80 في ضربات جوية

وتوغلت قوات الجيش السوري في الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة وقسّمت المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة. وتعتقد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية التي تضم مزارع وبلدات دون إمكانية للحصول على الغذاء أو الدواء.
وقال الجيش السوري إنه استعاد مع القوات المتحالفة معه 70 %من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المسلّحين في الغوطة الشرقية.

وقال بيان الجيش إن السلطات زوّدت آلاف المدنيين بعد خروجهم بالرعاية الطبية والمأوى. ودعت القيادة العامة للجيش السكان في البيان إلى الخروج.
وتتهم موسكو ودمشق الجماعات المسلّحة بإجبار السكان على البقاء كدروع بشرية. وتنفي المعارضة ذلك وتقول إن الحكومة تهدف لتفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من سكانها.
وبث التلفزيون السوري لقطات لرجال ونساء وأطفال يسيرون على طريق مترب قرب حمورية يحمل أكثرهم حقائب للفرار من مناطق المعارضة. ولوّح بعضهم للكاميرا وقالوا إن الجماعات المسلحة منعتهم من الرحيل.
ولأول مرة منذ أن بدأ الجيش السوري هجومه على الغوطة، الذي يعدّ أحد أسوأ الهجمات في الحرب، يفرّ السكان بالآلاف حاملين أطفالهم ومتعلقاتهم سيرا على الأقدام للخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلّحة إلى مواقع حكومية.
وقال جاسم المحمود رئيس بلدية بلدة عدرا التي يسيطر عليها الجيش إن حوالي خمسة آلاف شخص يحتمون بالبلدة ومن المتوقع وصول ما يصل إلى 50 ألفا آخرين سيتم تقديم المساعدة الغذائية والطبية لهم. وقال متحدّث باسم فيلق الرحمن، وهو جماعة من المعارضة المسلحة تسيطر على الجيب الذي خرج منه النازحون، إنه لا يمكن ضمان سلامة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وقال المتحدّث وائل علوان إن الجماعة رفضت مقترحا من روسيا لإجراء محادثات داخل سوريا بشأن مغادرة الجيب.
وقال علوان، ومقره تركيا «ما يطلبه الروس من الاستسلام عبر التفاوض الداخلي مرفوض».
وقالت الفصائل الرئيسية في الغوطة بما فيها فيلق الرحمن في بيان إنها مستعدة لإجراء محادثات مباشرة مع موسكو في جنيف حول وقف إطلاق النار. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن لديها خططا للتعامل مع نزوح 50 ألفا من الغوطة الشرقية.
وبدأ النزوح الجماعي يوم الخميس بفرار آلاف من الطرف الجنوبي بالغوطة.
وفي حملات لاستعادة مناطق أخرى سيطرت الحكومة السورية على أراض عن طريق توفير ممر آمن لمقاتلي ونشطاء المعارضة للتوجه إلى مناطق خاضعة للمعارضة على الحدود مع تركيا. وعرضت روسيا ممرا آمنا مماثلا لمقاتلي المعارضة للخروج من الغوطة الشرقية لكنهم رفضوا حتى الآن.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، أن الولايات المتحدة وبريطانيا و«التحالف» يتجاهلون تماما تنفيذ التزاماتهم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، حول سوريا.
وأشارت الوزارة، إلى أن الوضع المماثل للرقة هو حالة مخيم الركبان في منطقة التنف المحتلة من قِبل الولايات المتحدة.
كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية، «رغم تصريحات ممثلي الجيش الأمريكي حول الاستعداد إلى تمرير قافلة مساعدات إنسانية لللاجئين في التنف، يرفض ممثلو القيادة العسكرية الأمريكية إعطاء ضمان بشكل قاطع أن هذه المساعدات سيتم توزيعها على اللاجئين فقط، وليس على الميليشيات المسلحة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة».
واختتمت وزارة الدفاع الروسية: «وهكذا، فإن الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة وبلدان «التحالف» اليوم، هم بالذات، عملوا بنشاط من أجل اعتماد مبكر لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، يتجاهلون تماما تنفيذ التزاماتهم في سوريا».