باحث عُماني يكتشف نوعاً جديداً من الفطريات مقاوماً للمضادات الحيوية

بلادنا الأحد ١٨/مارس/٢٠١٨ ٠٣:٤٠ ص
باحث عُماني يكتشف نوعاً جديداً من الفطريات مقاوماً للمضادات الحيوية

عبري - العمانية

اكتشف المختص الأول بالمختبرات الطبية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة الظاهرة د.عبدالله بن محمد بن سعيد الحاتمي نوعاً جديداً من الفطريات ذات القدرات العالية على مقاومة المضادات الحيوية، والتي تسبب عدوى في جسم الإنسان، خاصة المرضى الذين يعانون من الالتهابات الحادة والمرضى الذين يعانون من نقص المناعة.

وقد جرى اكتشاف هذا الفطر وتعريفه لأول مرة في العالم، والذي ينتمي إلى فصيلة تسمى بالفيوسارمي، ونُشرت الورقة البحثية العلمية للدكتور عبدالله الحاتمي في المجلة العلمية العالمية المتخصصة بالفطريات المرضية.

ونشرت مجلة «علم الفطريات الطبية»، نتائج البحث التي قد تقود إلى تشخيص عدد أكبر من المرضى ومعالجتهم، الأمر الذي لم يكن ممكناً في الماضي.
وتعدّ العدوى بهذا الفطر خطيرة جداً خاصة عند المرضى الذين يعانون ضعفاً حاداً في الجهاز المناعي، وفي حال عدم علاجه، فإنه يعرّض حياة المريض للخطر، ويأتي هذا الاكتشاف بناء على بحث علمي مشترك بالتعاون مع باحثين من جامعة «أمستردام» الهولندية ومستشفى رادباود بمملكة هولندا، إذ جرى عزل الفطر والتعرف على صفاته الشكلية وبصماته الجينية والوراثية.
وأوضح د.عبدالله الحاتمي أنه جرى تحديد هذه السلالة الجديدة باستخدام تقنيات تكنولوجية حديثة من خلال ما يعرف بالتسلسل الوراثي للجينات في بنك الجينات العالمي، والتي تحدد نوع السلالة الفطرية بدقة عالية جداً بعد مقارنته بالشفرات الجينية وباستخدام تقنية «السيكونسنج» التي تحدد نوع السلالة الفـــــــطرية بدقة عالية جداً، وجرى تعريف الفطر الجديد بناء على عوامل عدة، منها: الشكل الخارجي باســـــــتخدام جهاز الميكروسكوب، والبصمات الوراثية لخلية الفطر، وعدد من التــــــفاعلات الكيميائية المستخدمة في تعريف الفطريات بصفة عامة، وبناء على النـــــــتائج المخبرية وأيضاً على ضوء المحكمين والمختصين في تصنيف الفطريات الطبية جرى تسجيله ولأول مرة كنوع جديد لم يُتعرف عليه من قبل.
وأكد د.عبدالله الحاتمي أنه جرى تسجيل هذا الاكتشاف في مؤسستين عالميتين في هولندا وألمانيا، وتعتبران من الجهات العالمية المعتمدة لهذا الغرض، مشيراً إلى أن هناك مجموعة تحديات تواجه الكادر الطبي عند إجراء التشخيص الدقيق بالنسبة للأمراض المعدية والتدخلات العلاجية أبرزها الحاجة الماسة إلى فريق طبي متكامل يمتلك المهارة والدقة المتناهية لتشخيص الجراثيم المعروفة وغير المعروفة، وأهمية الإلمام بمبادئ علم الأمراض والأحياء الدقيقة، بالإضافة إلى ضرورة توافر الخبرة والدراية الكافية للأطباء المختصين ومختصي المختبرات الطبية، وكيفية التعامل مع طفرة الكائنات الدقيقة كالفطريات والفيروسات والبكتيريا، خاصة أن العديد من هذه الكائنات أصبحت لا تستجيب للعلاج ومقاومة بشكل شرس جداً للمضادات الحيوية.
تجدر الإشارة إلى أنه جرى اختيار د.عبدالله الحاتمي لكي يكون عضواً في الاتحاد الكونفدرالي الأوروبي للعلماء في تخصص الفطريات الطبية كأول عماني، وجرى تأسيس الاتحاد الأوروبي للفطريات الطبية في معهد باستور في باريس 1993 والغرض منه هو تقديم الدعم للعلوم والبحوث الطبية والتنسيق الدولي للأنشطة العلمية والسريرية، كمنظمة للكائنات الفطرية الأوروبية والعالمية، ويعمل الاتحاد من أجل توحيد جميع العلماء البارزين الأوروبيين والعالميين المهتمين بالقضايا الطبية البشرية المتعلقة بأمراض الفطريات الطبية.