مدينة تُسعد الساكنين

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٨/مارس/٢٠١٨ ١٥:١٧ م
مدينة تُسعد الساكنين

احتفت مدن العالم العربي خلال منتصف هذا الشهر بيوم المدينة العربية في رؤية محورها «ساكن المدينة» ومعطيات سعادته، وتعايشه وتعاطيه مع تجليات وإرهاصات حياة المدنية.

ومع حيثيات شعار منظمة المدن العربية لهذا العام «مدن مستدامة لإسعاد الساكنين» تنطلق أدوار العمل البلدي للالتفاف على هذه الدلالات والأبعاد، وتطبيقها واقعياً، وترسيخها ضمنياً عند صناع القرار، والمسؤولين.
فالمدن كائنات حية بسكانها، فلهم العناية الأولى، والحظ الأوفى، والرعاية الأسمى، وهناك جهود، وأنماط من التنظيمات تركز عليها بلدية مسقط لخدمة وراحة سكان وقاطني المحافظة؛ فالحملات التفتيشية سواء الفنية أو الصحية للمنشآت والمرافق والأنشطة، تندرج للتأكد من تطبيق أقصى معايير الاشتراطات والقرارات؛ لأجل سلامة وصحة المجتمع والمستفيدين، فعندما تكافح ظواهر البيع العشوائي، وتوجه المقاهي المتنقلة إلى أخذ التراخيص القانونية، فهذا سبيل لكي تضمن للمستفيد نظافة هذه الأنشطة وما تقدمه من منتج صحي للمستهلك، وعدم تعرضه للأوبة، والمنفرات.
وعندما تمنع الشيَّ في المسطحات الخضراء؛ فذلك توجه حتى لا تزعج الأدخنة المتنزهين، وتتلف عمليات الشيِّ المسطحات، وتؤذي بقايا اللهب الآخرين، فرواد هذه المواقع منهم أصحاب الأمراض الرئوية، والأطفال، وكبار السن.
ففي الأساس أوجدت هذه المتنزهات للاسترخاء، والتنفس، والاستمتاع بالطبيعة، والهواء الصافي بعيدا عن المكدرات، فهذا حق مشروع للجميع، ولا يجتمع نقيضان، البعض يستمتع بالشيِّ، والآخرون منزعجون من الأدخنة والروائح!
وعندما تحرص البلدية على توفير المتنزهات والمواقف المخصصة فهذا جهد من أجل إسعاد وراحة الزوار، فمؤخراً انتهجت خطوات حيال «مواقف متنزه الصحوة» التي تعاني من قيام أصحاب المركبات باستغلال المواقف المخصصة للمتنزهات للوقوف لمدة طويلة، في احتكار لهذه المصالح العامة المهيأة لرواد المتنزه، فما كان من البلدية إلا أن تقوم بإجراءاتها خلال مطلع هذا الشهر للحد من هذه الظاهرة، بوضع تنبيهات على السيارات المرصودة المركونة لمدة طويلة، والتنبيه بضرورة نقلها، وستبدأ هذه الأيام عمليات الشروع في سحب المركبات غير المستجيبة، كما سيجري وضع بوابات تفتح وتقفل تزامنا مع مواقيت فتح المتنزه، في خطط لتركيب أجهزة الرسوم على المواقف، وهذه الحلول والخطوات جاءت من أجل ضمان توافر المواقف لمرتادي المتنزه وراحتهم من تكبد عناء البحث.
وفي مجال توفير سبل الراحة الشاطئية فتشكل قيادة المركبات والدراجات النارية في الشواطئ خطورة بالغة على السياح وزوار هذه الشواطئ، وتمنع الأوامر البلدية هذا السلوكيات وتعرض أصحابها للمساءلة القانونية، والجميع يعي خطورتها من حيث الأمان، والإزعاج، وإقلاق الراحة التي تتجلى في سكون الشواطئ، وهدوء البحار، كما عمدت البلدية إلى وضع القوالب الخرسانية التي تمنع دخول هذه المركبات والدراجات في بعض المواقع.
بجانب ما توفره البلدية من ممرات للمشاة، وألعاب بدنية وصحية في المتنزهات، وأنواع متعددة لألعاب الأطفال، واستراحات على الشواطئ وتركيب امتدادات من الإنارة الليلية للشواطئ والمسطحات الخضراء، وتوفير عمليات النظافة الدورية للمدينة، ونقل المخلفات، وغيرها من الجهود والأدوار اليومية الشاهدة للعيان، فهذه نماذج سريعة لما تقوم به البلدية من مهام حية لإسعاد وراحة رعاياها، متمنية التعاون الدائم من قبل المجتمع أفرادا ومؤسسات، والسعي النبيل إلى تحمل المسؤوليات والأدوار مع مهام العمل البلدي، فالغاية واحدة وهي «الغيرة» على هذا الوط ن المعطاء، ومنجزاته، والحفاظ عليه وصونه.