الأبواب مشرعة للقيصر

الحدث الاثنين ١٩/مارس/٢٠١٨ ٠٤:٤٦ ص
الأبواب مشرعة للقيصر

بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي (روسيا) - رويترز

بدأ الناخبون في روسيا في الإدلاء بأصواتهم أمس الأحد في انتخابات رئاسية من المتوقع أن تعطي الرئيس فلاديمير بوتين فوزا كبيرا لا يمكن أن يشوهه سوى عدم إقبال أعداد كبيرة للمشاركة لأن النتيجة متوقعة بشكل كبير.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 20:00 بتوقيت جرينتش في مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي المطلة على المحيط الهادي في الطرف الشرقي من روسيــــــــا وسيستمر التصويت في شتى أنحاء روسيا حتى إغلاق مراكز الاقتراع في منطقة كاليننجراد الواقعة في أقصى غرب روسيا بعد ذلك باثنتين وعشرين ساعة.
وتعطي استطلاعات الرأي بوتين نحو 70 % من الأصوات أو ما يزيد نحو عشر مرات عن التأييد الذي يحظى به أقرب منافسيه. وبتولي بوتين فترة جديدة سيكون قد أمضى في السلطة نحو 25 سنة ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاءً في السلطة بعد جوزيف ستالين.
وينسب ناخبون كثيرون لبوتين، ضابط المخابرات السابق البالغ من العمر 65 عاما، فضل الدفاع عن مصالح روسيا في عالم خارجي معاد حتى على الرغم من أن الثمن هو المواجهة مع الغرب.
ولم يؤدِ خلاف مع بريطانيا بشأن مزاعم أن الكرملين استخدم غاز أعصاب لتسميم عميل روسي مزدوج في مدينة إنجليزية وهو ما نفته موسكو، إلى تقويض موقفه.
ولا يرى غالبية الناخبين بديلا ممكنا لبوتين الذي يهيمن بشكل كامل على الوضع السياسي كما أن التلفزيون الذي تديره الدولة والذي يحصل معظم الناس على آرائهم منه يعطي تغطية مسهبة لبوتين دون منح منافسيه تغطية تذكر.
وقالت ماريانا شانينا وهي من سكان منطقة القرم إن بوتين «رئيسنا. ونحن نفخر به».
وضمت روسيا القرم من أوكرانيا قبل أربع سنوات مما أكسب بوتين إعجاب الكثيرين في روسيا وإدانة من الغرب.
وقالت شانينا: «نتمنّى الفوز له في الانتخابات. كل أسرتنا ستصوّت لبوتين. نتمنّى الصحة لرئيسنا المحبوب».
وأعطى استطلاع للرأي أجراه في التاسع من مارس معهد (في.تي إس إي.أو.أم) الذي تديره الدولة بوتين، الذي انتخب رئيسا لأول مرة في العام 2000، (69 %) من الأصوات.

وحصل أقرب منافسيه بافيل جرودينين مرشح الحزب الشيوعي على سبعة % فقط.

ومُنع أول سياسي يتحدى هيمنة الكرملين على السلطة منذ سنوات وهو اليسكي نافالني من الترشح بسبب إدانته بالفســـــــــاد وهو اتهام يقول إن الكرملين لفّقه له.
واعترف مسؤولو الكرملين في أحاديث خاصة بقلقهم ألا يكلّف بعض الناخبين الروس البالغ عددهم 110 ملايين نسمة عناء الذهاب إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم لاعتقادهم أن بوتين سيفوز بسهولة.
وأي نسبة مشاركة متدنية ستضعف سلطته خلال الفترة المقبلة التي يتعيّن أن تكون الأخيرة بموجب الدستور.
وقال اليكسي خفوروستوف وهو من سكان كراسنودار بجنوب روسيا «لا توجد دسائس. ولا أرى أي جدوى من ذهابي إلى الانتخابات».
وقال بوتين في كلمة إلى الشعب بثها التلفزيون الروسي يوم الجمعة إن مصير هذا البلد في يد الناخبين.
وأضاف: «ولذلك أطلب منكم الذهاب إلى مراكز الاقتراع يوم الأحد (أمس) واستخدام حقكم في اختيار مستقبل لروسيا العظيمة التي نحبها».
وبحسب التشريعات الانتخابية الروسية، يبدأ التصويت اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا، وحتى الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي لأقاليم روسيا وجمهورياتها ومقاطعاتها الـ85.
وبدأ العمل في موسكو في أكثر من 3600 مركز اقتراع، تقام في بعضها المعارض وأسواق صغيرة للمنتجات الزراعية، وبعض وسائل الترفيه.
وكذلك تم فتح أبواب مراكز الاقتراع في مدينة سان بطرسبورج، وشبه جزيرة القرم، وجميع مدن المنطقة الفدرالية الوسطى، المنطقة الفدرالية الشمالية الغربية، منطقة حوض نهر الفولجا، المنطقة الفدرالية الجنوبية،
ومنطقة شمال القوقاز الفدرالية، وجميع المدن الروسية التي تعيش وفق توقيت موسكو وذلك حتى الساعة الثامنة مساءً.
وتبقى أبواب مراكز الاقتراع مغلقة في أقصى منطقة غربية روسية وهي كاليننجــــــــراد التي يفترض أن تفتح أبوابها لاحقا.
ويتنافس على هذا المنصب ثمانية مرشحين وهم: سيرجي بابورين (عن الاتحاد الشعبي الروسي) ورجل الأعمال بافل جرودينين (عن الحزب الشيوعي الــــــروسي) والقومي فلاديمير جيرينوفسكي (عن الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي) والرئيس الحالي فلاديمير بوتين (مستقل) والمرشحة الليبرالية كسينيا سوبتشاك (عن حزب المبادرة المدنية) ومكسيم سورايكين عن حزب (شيوعيو روسيا)، والمفوض المعني بحماية حقوق رجال الأعمال في روسيا بوريس تيتوف (عن حزب النمو)، وجريجوري يافلينسكي عن حزب («يابلوكو» الليبرالي).
وبهذا الترتيب الأبجدي، يتم إدراج أسمائهم على ورقة الاقتراع.