اكتشاف أكثر من 4 تريليون قدم مكعب من الغاز في "حقل مبروك"

مؤشر الاثنين ١٩/مارس/٢٠١٨ ١٩:٤٧ م
اكتشاف أكثر من 4 تريليون قدم مكعب من الغاز في "حقل مبروك"

مسقط- العمانية
أكدت شركة تنمية نفط عُمان اكتشاف مخزون كبير من الغاز في "حقل مبروك" الواقع شمال منطقة امتيازها، وتقدر الكميات القابلة للاستخلاص منه بأكثر من 4 تريليون قدم مكعب و112 مليون برميل من المكثفات.
وبلغ إجمالي احتياطي السلطنة من النفط والمكثفات بنهاية العام الماضي حوالي 4 مليارات و740 مليون برميل، فيما بلغ إجمالي احتياطي السلطنة من الغاز حوالي 96ر24 تريليون قدم مكعب في نهاية عام 2017م مرتفعا حوالي 81ر3 تريليون قدم مكعب مقارنة بنهاية عام 2016م.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي السنوي لوزارة النفط والغاز والشركات العاملة في هذا المجال بالسلطنة الذي عقد اليوم بـ "معهد عُمان للنفط والغاز" تحت شعار "ملتزمون بالتنمية المستدامة ".
وبينت وزارة النفط والغاز ان متوسط الانتاج اليومي للنفط الخام و المكثفات قد بلغ بنهاية العام الماضي حوالي 972 ألف برميل مقارنة بمليون و4 آلاف برميل لعام 2016م وذلك حسب الاتفاق مع الدول المنتجة والمصدرة للنفط ( أوبك) بتخفيض الإنتاج لتعزيز أسعار النفط الخام في الاسواق، فيما بلغ متوسط الانتـاج اليومي للغاز الطبيعي إضافة إلى كمية الغاز المستوردة من دولفين حوالي 112 مليون متر مكعب منها 88 مليون متر مكعب من الغاز غير المصاحب و 19 مليون متر مكعب من الغاز المصاحب إضافة إلى 5 ملايين متر مكعب من الغاز المستورد من دولفين .
وأكدت الوزارة ان الحكومة تبذل جهودا مستمرة لتشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي للاستثمار المشترك في قطاعي النفط والغاز في جميع المشاريع البترولية في مجالاتها المختلفة من استكشاف وانتاج وتطوير وإقامة المشاريع المعتمدة على الغاز ومشاريع الخدمات المساندة للصناعة البترولية، حيث بلغ مجموع المصروفات على قطاع استكشاف وانتاج وتطوير النفط والغاز خلال العام الماضي حوالي 4ر11 مليار دولار أمريكي مقارنة ب3ر11 مليار دولار أمريكي خلال العام 2016م، موزعة بنسبة 72 بالمائة كنفقات رأسمالية على الحفر والمرافق وغيرها، ونسبة 28 بالمائة في المصاريف التشغيلية، مشيرة الى أن الانفاق على قطاع النفط بلغ حوالي 9ر7 مليار دولار أمريكي، في حين بلغ مجموع الانفاق في قطاع الغاز حوالي 5ر3 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 4ر3 مليار دولار أمريكي بنهاية العام 2016م.
بعد ذلك استعرضت الشركات العاملة في مجال النفط والغاز بالسلطنة انجازاتها خلال العام الماضي وأهم المشاريع الاستراتيجية وخطط التنويع الاقتصادي في السلطنة التي تهدف إلى الإسهام بشكل كبير في التنمية المستدامة وجذب الفرص الاستثمارية الواعدة وتوسيع الاستثمارات والعمل مع الشركاء للاستفادة من الخبرات الفنية للمساهمة في زيادة الإنتاج المحلي.
ومن أهم المشاريع الاستراتيجية في السلطنة في قطاعي النفط والغاز هي مشروع توسعة مصفاة صحار الذي يأتي كاستجابة للحاجة لتطوير قدرات المصفاة من أجل تعزيز القيمة المضافة للسلطنة من النفط العماني الخام واستيعاب الزيادة في الاستهلاك المحلي الذي كان يشهد زيادة بمعدل 10 بالمائة سنويا من خلال زيادة معدلات التكرير للمصفاة تصل إلى 70 بالمائة من 116 ألف برميل في اليوم إلى 198 الف برميل في اليوم، وقد تم إنجاز المشروع خلال العام الماضي بتكلفة بلغت حوالي 7ر2 مليار دولار أمريكي تضمنت إضافة خمس وحدات جديدة، وقد تم إنجاز حوالي 50 بالمائة من المشروع مع بداية هذا العام على أن يستكمل المشروع في الربع الثاني من عام 2020 وبتكلفة قدرها 4ر6 مليار دولار أمريكي.
ومشروع محطة تخزين الوقود في الجفنين الذي بلغت تكلفته أكثر من 300 مليون دولار أمريكي وتم الانتهاء من المشروع الذي يسهم في تزويد 50 بالمائة من الوقود المستهلك في السلطنة من خلال محطة تخزين صُممت على أعلى المقاييس العالمية، في حين نجحت تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي المتطورة في "حقل خزان" في إنتاج الغاز والمكثفات من المكامن الصلبة والصماء على أعماق سحيقة بلغت حوالي 5 كيلومترات، مما جعل مشروع خزان يدخل قائمة أكبر موارد الغاز غير التقليدية في الشرق الأوسط والتي من شأنها أن تحدث فرقا كبيرا في إمدادات الطاقة في السلطنة لسنوات قادمة بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 16 مليار دولار، وقد تم تسليم المرحلة الأولى من المشروع بنجاح في سبتمبر الماضي 2017 بقدرة إنتاجية وصلت إلى مليار قدم مكعب يوميا بنهاية العام 2017 على أن تضيف المرحلة الثانية نصف مليار قدم مكعب بحلول عام 2020.
ويعد مشروع رباب هرويل المتكامل لإنتاج الغاز والمكثفات من حقل رباب وإنتاج النفط من حقل "هرويل" بواسطة حقن الغاز القابل للامتزاج من أكبر مشاريع النفط والغاز الاستثمارية في السلطنة من حيث التكاليف الرأسمالية التي بلغت 7ر4 مليار دولار، وقد تم الانتهاء من الهندسة والمشتريات وحاليا في طور التنفيذ، ومن المتوقع أن يبدا المشروع في الإنتاج في شهر يونيو 2019.
اما "مشروع جبال خف" الذي يتضمن تطوير متكامل لمكمني خف وسدير لإنتاج النفط والغاز الحمضيين يعتبر ثاني أكبر مشروع من حيث المساحة وأكثر المشاريع تعقيدا من الناحية الفنية في السلطنة، وقد تم الانتهاء من الهندسة وشراء كافة المعدات كما هو مخطط للبدء في الإنتاج في فبراير 2021 بتكلفة حوالي 9ر2 مليار دولار أمريكي.
ويعتبر مشروع صلالة للغاز البترولي المسال من الأهداف طويلة المدى للاستفادة من موارد الغاز ودعم البنية الأساسية لنقل الغاز في السلطنة باستثمار بلغت تكلفته حوالي 826 مليون دولار أمريكي منها 200 مليون دولار سوف يتم إنفاقها داخل السلطنة كقيمة محلية مضافة، وتبين التقديرات أن الإيرادات ستصل إلى 200 مليون دولار أمريكي سنويا من خلال بيع 300 ألف طن/سنويا من الغاز البترولي المسال والمكثفات، والمشروع حاليا في طور البناء على أن يتم استكماله في الربع الأول من عام 2020.
وبلغ إجمالي عدد الموظفين في الشركات المشغلة (تشمل شركات مناطق الامتياز، وشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة الغاز العمانية) بنهاية عام 2017م إلى 17301 موظف، منها 13941 موظفًا عمانيًا و3360 موظفًا وافدًا، والتي تمثل 81 بالمائة من نسبة التعمين في القطاع، وقامت الشركات بتوظيف حوالي 387 مواطناً في الوظائف الفنية والهندسية والإدارية.
وبلغ إجمالي قيمة العقود المباشرة في قطاعي النفط والغاز خلال العام الماضي حوالي 365 مليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي قيمة المحلية المضافة نحو 60 مليون دولار أمريكي تمثل نسبة 4ر16 بالمائة من إجمالي قيمة هذه العقود.
وانفقت شركات النفط والغاز في مجال المسؤولية الاجتماعية بنهاية العام الماضي أكثر من 25 مليون ريال عماني تركزت في مجالات تطوير قدرات الشباب وتأهيلهم، والمساهمة في مشاريع البنية الأساسية كالتعليم والخدمات الصحية وغيرها.
وذكرت الوزارة ان متوسط سعر عقد نفط عُمان الآجل في عام 2017م بلغ /29ر51/ دولار أمريكي للبرميل، مرتفعا بذلك /15ر11/ دولار أمريكي للبرميل عن متوسط سعر عام 2016م، وبلغ الحد الأعلى للسعر خلال هذا العام /59ر55/ دولار أمريكي خلال شهر ديسمبر الماضي، وبلغ الحد الأدنى للسعر /54ر44/ دولار أمريكي خلال شهر يناير 2016م.
وقال سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز إن عدد حقول النفط والغاز في السلطنة بنهاية العام الماضي بلغ 280 حقلًا و8840 حفرة منتجة، مبينا أن حجم التصدير والاستهلاك المحلي للنفط والمكثفات بلغ 355 مليون برميل منها 17 بالمائة استهلاك محلي و83 بالمائة تصدير.
وأوضح سعادته انه تم خلال عام 2017 التوقيع على 4 اتفاقيات بترولية في مناطق الامتياز، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تصل تكاليف برنامج الاستكشاف ما يقارب 67 مليون دولار أمريكي خلال المرحلة الأولى من الاتفاقيات الموقعة لتغطية المسوحات الزلزالية والحفر الاستكشافية.
وبين سعادته في كلمته انه تم طرح أربع مناطق امتياز في الربع الأخير من العام الماضي، وتعكف الوزارة حاليا على تحليل العروض المقدمة من الشركات المحلية والعالمية.
من جانبه أكد راؤول ريستوشي المدير العام لشركة تنمية نفط عُمان على أن اكتشاف الغاز في "حقل مبروك" يعد رافدا لنمو اقتصاد السلطنة، وسيلبى الطلب المتنامي على الغاز من المستهلكين سواء لأغراض سكنية أو تجارية أو صناعية.
وقال إن الشركة تشغل حاليًا معظم حقول الغاز ومحطات المعالجة نيابة عن الحكومة، مشيرًا إلى أن متوسط إمدادات الغاز الحكومي بلغ 64ر76 مليون متر مكعب في اليوم خلال عام 2017.
وأكد على أن مشروع "رباب -هرويل" المتكامل يمضي قدما حسب الموعد المحدد له، مضيفًا ان مشروع "جبال-خف" يحرز تقدما جيدا، ووفرت الشركة حوالي 800 مليون دولار أمريكي من المصروفات الرأسمالية لكلا المشروعين.
وأوضح ان الشركة ستواصل التركيز بشكل أكبر على الطاقة المتجددة والطاقة وإدارة المياه؛ فمحطة "مرآة" لتوليد البخار بالطاقة الشمسية في حقل أمل -التي طورتها شركة "جلاس بوينت سولار"- تحقق أهدافها من إنتاج البخار لاستخدامه في الاستخلاص المعزز للنفط بالأسلوب الحراري، وتتواصل فيها أنشطة الإنشاء وفق الجدول الزمني لتشييد ثمان مجموعات أخرى من البيوت الزجاجية، على أن تستكمل في وقت مبكر من عام 2019.
وسلط راؤول -خلال العرض التوضيحي الذي قدمه في المؤتمر الصحفي - الضوء على التقدم المحرز في المسؤولية الاجتماعية للشركة خلال العام الماضي الذي شمل توفير 14146 فرصة توظيف وتدريب وإعادة استيعاب ونقل للعمانيين لدى الشركات المتعاقدة مع الشركة وأسناد عقود بأكثر من 19ر5 مليار دولار أمريكي للشركات المحلية المسجلة لديها، والتزمت بدعم 35 مشروعا استثماريا بتكلفة إجمالية تزيد على 5ر5 مليون دولار أمريكي.
من جهته استعرض كريس بيريز رئيس "شل في عُمان" جهود الشركة لدعم وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية في مجال الطاقة الشمسية من خلال إيجاد منصة تعزز النمو بشكل مستدام وتفي باحتياجات السلطنة الاقتصادية والمتعلقة بمجال الطاقة، موضحًا ان الشركة تعمل حاليًا على مشروع "الطاقة الشمسية للمدارس" وتسعى من خلاله الى تجهيز 22 مدرسة بأنظمة توليد الطاقة الكهروضوئية في مختلف انحاء السلطنة.
وبين المهندس عصام بن سعود الزدجالي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العُمانية ان النظرة المستقبلية للشركة تتمثل في تحويل شركة الغاز العمانية ومجموعة الشركات التابعة إلى شركة واحدة متكاملة في قطاع النفط والغاز (شركة معنية بالطاقة)، مشيرًا إلى أن الشركة تملك استثمارات في مختلف مجالات صناعة الطاقة.
وأوضح المهندس أحمد بن صالح الجهضمي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العُمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك) إن مشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية الذي تقدر تكلفته بـ 2ر6 مليار دولار أمريكي يعتبر أحد المشاريع التحويلية التي ستساهم في تحسين وزيادة تنوع إنتاج "أوربك" وتطوير نموذج العمل الخاص بها ومضاعفة أرباحها إلى جانب تطوير صناعة المنتجات البلاستيكية في السلطنة ويتوقع أن يساهم المشروع في رفد الناتج المحلي بنسبة 2 بالمائة.
وأكد المهندس يوسف بن محمد العجيلي رئيس شركة "بي بي عُمان" على الاستمرار في تشغيل المرحلة الأولى لمشروع "خزان" بأمان وفعالية والذي سيسهم في توفير امدادات الطاقة في السلطنة الى جانب تأمين موارد إضافية لدعم التنويع الاقتصادي.
واستعرض العجيلي تطوير المرحلة الثانية من مشروع "غزير" ومجال الطاقة الشمسية التي تتبناها الشركة من أجل التنويع في انتاج الطاقة في السلطنة.
وتناول روبرت سوين الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة "أوكسيدنتال عُمان" النظرة الشاملة للشركة والمشاريع التي نفذتها خلال العام الماضي، موضحا أن نسبة التعمين في الشركة تصل الى 90 بالمائة.