رقية الدفاعية.. مصوّرة تلتقط براءة الأطفال

مزاج الثلاثاء ٢٠/مارس/٢٠١٨ ٠٢:٥٤ ص
رقية الدفاعية.. مصوّرة تلتقط براءة الأطفال

خاص - ش
شابة طموحة أبدعت بأعمالها وأفكارها، عشقت أناملها مداعبة الكاميرا لتلتقط صور الأطفال وبراءتهم، ولتوثّق لهم أجمل اللحظات وأروعها، والتي أظهرت من خلالها الكفاءة والإبداع. إنها المصوّرة الفوتوغرافية رقية بنت علي بن سالم الدفاعية وصاحبة استوديو فريزيا المتخصص بتصوير الأطفال.

بدأت رقية استعمال الكاميرا في العام 2010 مع بداية دراستها لتخصص التصوير الضوئي في الكلية التقنية العليا وكانت أول كاميرا استعملتها نيكون D80. في السطور المقبلة نتعرَّف عليها أكثر.

لماذا اخترتِ تخصص التصوير؟ وهل هناك من تأثرت به ودفعك لهذا الاختيار؟

نعم، هناك الكثير من المصوّرين الملهمين جدا والمتخصصون في مجالات مختلفة، تعرّفت على مسيرتهم خلال دراستي بالكلية، وكنت أحاول أن أمشي على خطاهم، أمثال ستيف مكري وهو مصوّر معاصر، وكذلك الكثير من المصوّرين الراحلين وخصوصا مصوّرو الحروب فقد كنت أتابع تصويرهم بشغف.

متى كانت بدايتكِ الفعلية في تصوير الأطفال؟

البداية الفعلية في الحقيقة كانت عند قدوم ابنتي حواء منذ سنة تقريبا. حواء التي كانت مصدر إلهام بشكل كبير. فقد بدأت بتصويرها وهي ابنة أيام فقط مستلهمة في تصويرها من المصوّرين العالميين، فقد كنت متأثرة بتصويرهم الرائع منذ سنين. وأكثر مصوّري الأطفال إلهاما لي هم Anna Brandant- Sandra- Luisadunn ولا أنسى إعجاب الأهل بالفكرة ودعمهم لنا كان حافزا كبيرا لنا. حيث كانت الفكرة موجودة قبل سنوات، كنت دائما أقترح على زميلتي طليبة ونرسم الخطط والأفكار ولكن بسبب بعض العوائق تأخرنا كثيرا في البدء بالمشروع، ونعترف بأننا أضعنا الكثير من الوقت لافتتاح الأستوديو خاصة أن لدينا الخبرة الكافية في التعامل مع الكاميرا وأجهزة التصوير ومعدات الإضاءة وغيرها.

كيف جاءت فكرة المشروع؟ ولماذا اخترتِ اسم فريزيا؟

فكرة المشروع جاءت قبل 4 سنوات عندما رأيت بعض الصور الجميلة للمواليد في اﻹنستجرام. بدأنا نبحث ونتعلّم من اليوتيوب طرق التعامل مع الأطفال، وكيفية استخدام الاكسسوارات والخامات البسيطة الموجودة في المنزل في التصوير وإظهار الصورة بشكل جميل.

بعدها بدأنا نتابع في الانستجرام الكثير من المصوّرين والمصوّرات المبدعين الذين كرّسوا وقتهم لإيجاد فكرة تصوير اﻷطفال بشكل مميّز. ثم جاءت مرحلة البحث عن اسم مميّز وجديد نوعا ما لنبدأ بالمشروع. فكان اسم فريزيا هو ما اتفقنا عليه. فريزيا هو نوع من أنواع الزهور متعددة الألوان من جنس السوسن ومعناه البراءة والعذوبة. واﻷطفال هم البراءة فكان المعنى متناسبا مع ما نقدّمه في أستوديو فريزيا.

لماذا اخترتِ تصوير الأطفال مع كل ما يحمله من صعوبات في التعامل معهم؟

كلامك صحيح، التعامل مع الأطفال وخاصة التصوير مع هذه الفئة صعب جدا، ولكن من منا لا يحب اﻷطفال!

تصوير الأطفال وخاصة المواليد في مجتمعنا ليس مألوفا بكثرة، وهذا أحد الأسباب التي جعلتني أختار تصوير الأطفال خاصة أن الجميع الآن يحب الاحتفاظ بصور لأطفالهم وإظهارهم بأجمل ما يكون.
وقد اجهنا صعوبات خاصة في البداية، ولكن الآن أصبح سهلا بسبب الممارسة الدائمة في التعامل معهم.
أنا وزميلتي طليبة لدينا أطفال ودائما ما نتدرّب عليهم في التصوير وهذا يعطينا مرونة وسهولة أكثر في التعامل مع الأطفال ونحن أيضا نرحّب بجميع الفئات العمرية.

ما هي العقبات التي واجهتكِ في تنفيذ المشروع؟

طبعا من أبرز الصعوبات التي واجهتنا في البداية هي توفير المبلغ الذي يؤهلنا لفتح الاستوديو، حيث إن تصوير اﻷطفال يحتاج إلى إكسسوارات ومعدات خاصة، ولكن بفضل من الله تخطينا هذه العقبة بعد فترة. واجهتنا أيضا مشكلة البحث عن مكان جيّد لإقامة المشروع إلى أن وجدنا المكان الملائم لذلك، وإن شاء الله نطمح في الانتقال وتغيير الموقع إلى منطقة أكثر حركة وحيوية. كما أن معظم الاكسسوارات نقوم بطلبها من مواقع التواصل فكانت تتأخر بعض الشيء، لذلك بعض الأحيان نقوم بصنع الاكسسوارات بأنفسنا. والآن تخطينا كل الصعوبات.

والتسويق أيضا ما زال يحتاج لجهد كبير وبـإذن الله سنواصل جهودنــــــــــا للتسويق، ونتمنّى من الجميع أن يدعم أستوديو فريزيا.

حدّثينا عن الديكور والإضاءة والإكسسوارات في استوديو فريزيا، وهل تختلف عن أنواع التصوير الأخرى؟

ديكور الاستوديو تكسوه البساطة والجمال، حيث قمنا بتجهيز المكان بطريقة بسيطة تتناسب مع ميزانية المشروع. توجد في الاستوديو غــــــــرفة استقبال الزبائن وغرفتا تصوير.

كما نستخدم إضاءة التصوير المعروفة التي تُستعمل في جميع الأستوديوهات، حيث نتحكّم بالإضاءة بحسب ما نريد في الصورة سواء كانت إضاءة قوية أو خافتة، من الأمام أو من الخلف أيضاً نستخدم إضاءة الشمس في التصوير الخارجي. وغالبــا نستخدم الإضاءة الهادئة في تصوير المواليد لكي تبدو الصورة أكثر نعومة وشفافية. أما عن الاكسسوارات فهي بالطبع تختلف تماما عن بقية الاستوديوهات، حيث نوفّر اكسسوارات تصوير مواليد وأطفال بأحجام وأشكال مختلفة وكذلك خلفيات وأرضيات منوّعة تتناسب مع أعمارهم.

هل تحرصين على استخدام برامج لتعديل الصور كالفوتوشوب مثلا، أم تفضّلين الصور الطبيعية؟

نعم، أحرص على استخدام برنامج الفوتوشوب في تعديل الصور لإظهارها بشكل أجمل. وأحيانا نقوم بدمج أكثر من صورة في صورة واحدة. ففي بعض الأحيان يكون الأطفال منزعجين ولا نستطيع التقاط الصور الكافية لهم فنقوم بدمج بالصور، مثلا ابتسامته مع صورة أخرى.

كما أحب الصور الطبيعية بالتأكيد خصوصا إذا كانت الصورة متكافئة من كل النواحي.أما إذا كان هناك أي خلل في الصورة فيجب تعديله فنحن لا نرضى أن نقدّم للزبائن إلا الأفضل وأن يكون العمل ذا جودة عالية دائما. كما أننا نستخدم الفوتوشوب في إطار المحدود لا لجعل الصورة خيالية.

هل كان لوسائل التواصل الاجتماعي كالانستجرام مثلا دور في خدمة مشروعك؟

نعم بالطبع لوسائل التواصل الاجتماعي اليوم الدور الأكبر في نشر وتسويق المشروع. لدينا حساب في الانستجرام، ونطمح أن تصل الصور لأكبر عدد ممكن من الناس -محبي التصوير- وخاصة المهتمون بتصوير أطفالهم.

أيضا نقوم بنشر الإعلانات بشكل مستمر عبر الواتس أب وهذا أمر جيّد.
إن أكثر ما يُسعدنا عندما يأتي زبون ونسأله لماذا اخترتنا؟ ويقول دلني صديقي ورأيت عملكم فأعجبني..هذا أجمل تسويق للمشروع.
أيضا نحن لا نكتفي فقط بوسائل التواصل الاجتماعي، حيث نقوم أنا وزميلتي طليبة بزيارة المستشفيات الخاصة والحكومية قسم الأطفال ونشر الإعلانات بشكل دوري. وهناك خطط جديدة نعتزم تطبيقها للتسويق وجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن والمهتمين بعالم التصوير.

برأيكِ إلى أين يتجه عالم التصوير اليوم؟

فتح التصوير الفوتوغرافي آفاقاً كثيرة للمصوّر، حيث أتاح له الفرصة ليبرز فنّه من خلال صورته ومن خلال نقله للحقيقة، وأيضا استطاع المصوّر اليوم إيصال رسالته للفئة المستهدفة من خلال صوره. كما يعلم الجميع أن عالم التصوير في تطوّر مستمر اليوم ولن ينتهي هذا التقدّم والتطوّر إلا بانتهاء البشرية. أيضا معدات التصوير في تطوّر مستمر واليوم هناك الكثير من العدسات والكاميرات المتخصصة في تصوير أنواع مختلفة من التصوير، ولن يتوقف هذا التطوّر فكل زمان يأتي ومعه كل ما هو جديد والكاميرا تواكب كل التطوّرات وكل الظروف.

ما هي طموحاتكِ المستقبلية؟

نطمح أنا وطليبة أن نقدّم دائما أفضل انطباع سواء من خلال التعامل مع أمهات اﻷطفال، وأيضا أن تكون الصور ذا جودة عالية مثلما عوّدنا زبائننا دائما. وطموحنا الكبير أن يكون اﻷستوديو ذا اسم معروف في تصوير اﻷطفال والمواليد.