أنانية الروح

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢١/مارس/٢٠١٨ ٠٥:٥٨ ص
أنانية الروح

د. طارق الحبيب
الأنانية هي مرض يتوغل بعض العلاقات الاجتماعية وهي النقطة التي تنطلق من خلالها معظم الصراعات وتتصعد من بوابتها الخلافات..
العلاقات الاجتماعية علاقات حيوية تستمد قوتها من مزيج علاقات ربما تختلف في طباعها واهتماماتها ولكنها تلتقي في تحقيق الأمان والراحة لأفراد العلاقة.
وتفقد العلاقات روحها وحيويتها ومعنوياتها عندما تهيمن الأنانية على أجوائها، ويرى البعض الطرف الآخر من خلال ذاته فقط ويتجاهل إنسانيته ومشاعره وتطلعاته وتوقعاته من العلاقة.
إن مفاهيم مثل التضحية والإيثار والتنازل والمرونة قد تفقد معانيها إذا شعر الفرد أنه قد سُلب حرية التعبير عمّا يريده والاستمتاع بممارسة حقوقه الذاتية داخل علاقة فارقة وذات معنى في حياته.
لقد تحدّثت الأبحاث والدراسات المختصة بالعلاقات الإنسانية أن من أهم الوسائل لتطوير العلاقات الاجتماعية هو الشعور بالطرف الآخر من خلال استشعار ما يريده وتفهّم احتياجاته وتقبّل مزاجيته أحيانا واحترام خصوصيته وتجنّب اشتراط قوانين العلاقة عليه من زاوية فردية.
الآخر هو تكوين إنساني كما هو أنت تماما قد يسلك سلوكا لا يتوافق مع مبادئه ومفاهيمه ومعاييره نتيجة لضغوط خارجية أو نتيجة أزمات نفسية داخلية غير معالجة كما ينبغي.
الآخر هو أنت في بعض الأحيان من حيث الرغبات العامة والحاجات الإنسانية الأساسية والرغبة في تحقيق الاتزان والاستقرار الداخلي.
الآخر هو إنسان يملك طموحا منك ويتأمل منك احتراء يعزز قيمة وجوده في حياتك، وهو قد يشعر بالأسى عندما يخالف سلوكك توقعاته.
إن النظرة المتوازنة للمتطلبات الشخصية الخاصة ومتطلبات الآخرين يحقق نوعا من الرضا الداخلي الذي يجعل العلاقة في خطوات ثابتة نحو حصول كل طرف على ما يريحه من الطرف الآخر.
الربح الحقيقي والمكسب المعنوي من أي علاقة يتمثل في السعي لإيجاد أجواء الدفء والرحمة والمشاركة الوجدانية في المواقف جميعها التي تتطلب أرواحا تتعانق في لحظات الفرح والانكسار ولحظات السعادة وحتى الألم.

استشاري الطب النفسي في مركز مطمئنة في مسقط