الناعبي.. عماني يسعى لصعود أعلى 7 قمم جبال في العالم

7 أيام الخميس ٢٩/مارس/٢٠١٨ ٢٠:٢٥ م
الناعبي.. عماني يسعى لصعود أعلى 7 قمم جبال في العالم

مسقط- خالد عرابي
لكل منا في الحياة هدف وغاية وحتى هواية يهتم بها ويعمل على الوصول إليها، فهناك من يطمح للوصول إلى مكانة وظيفية أو تحقيق مكاسب مادية، وهناك من يكون لديهم غايات أخرى مثل السفر لأقصى مكان أو قطع المسافات وزيارة البلدان، أو الصعود لقمة جبل أو تسلق آخر نقطة جليدية ومن هؤلاء المغامر العماني سليمان بن حمود بن محفوظ الناعبي، ابن ولاية وادي المعاول والبالغ من العمر 38 عاما، ذلك الشاب الذي نمى لديه حب المغامرة وصعود الجبال، فأصبح أول عماني تسلق ووصل لثاني أعلى قمة جبل في العالم وهي قمة جبل أكونجاجوا في الأرجنتين التي يصل ارتفاعها إلى 6995 م.. وهو الآن لديه هدف يسعى إلى تحقيقه وهو تسلق وبلوغ قمم أعلى سبع جبال في العالم بالإضافة إلى القطبين الشمالي والجنوبي.. "7 أيام" تحدثت معه عن هذا الهدف والحلم

فعن خطته وهدفه المستقبلي قال: أسعى لحصول على لقب "جراند سلام إكسبلولر" الذي يعني إكمال تسلق وبلوغ القمم العالمية السبع الأعلى في العالم والوصول للقطبين الشمالي والجنوبي، فقد وصلت إلى ثاني أعلى قمة جبل في العالم وهو جبل أكونجاجوا في الأرجنتين، كما وصلت إلى قمة جبل كلمنجاروا في تنزانيا، وباقي عندي خمس قمم عالمية والقطبان الشمالي والجنوبي فأنا مستمر على هذه الوتيرة تباعا، ففي شهر يوليو المقبل وتزامنا مع احتفالات السلطنة بيوم النهضة المباركة سيكون بلوغي لقمة جبل ألبرث في روسيا، كما أن لدي خطة لبلوغ بقية القمم وأتمنى -بإذن الله- أن أنجزها في وقت قياسي خلال عامين أو ثلاثة على الأكثر.

وعن التدريبات والاستعدادات التي يقوم بها لبلوغ تلك القمم قال: التمرينات الرياضية العادية التي يقوم بها أي رياضي محب لرياضة المشي والتسلق والتي تعمل على منح الجسم اللياقة البدنية وتحمل السير وقطع المسافات الطويلة دون كلل أو ملل أو معاناة ومن ذلك المشي أو الجري والتسلق في بيئة جبلية هنا وكذلك الاشتراك في صالة رياضية لممارسة تمرينات خاصة وممارسة تمارين العقلة وذلك لتقوية عضلات القدمين والأيدي.

وأما عن وصوله لثاني أعلى قمة جبل في العالم فقال: كانت في نهاية العام الفائت وكانت قمة جبل أكونجاجوا في الأرجنتين وارتفاعها 6995 م وقد كان ذلك في ظل درجة حرارة 29 تحت الصفر بالإضافة إلى وجود انهيارات جليدية لذلك أخذت مني 12 يوما من التسلق ويومين للنزول، لكنها كانت مغامرة ممتازة ورائعة وأعجبتني كثيرا حيث كانت نوعا من التحدي والإثبات للذات والآخرين أن الإنسان العربي والعماني قادر على بلوغ القمم وتحدي الصعاب مهما كانت.

وعن كيفية الاشتراك بمثل هذه المغامرات قال الناعبي: نظرا لحبي للمغامرة وتسلق قمم الجبال فإنني متابع للجهات والمؤسسات ذات العلاقة بذلك، فهناك العديد من الجمعيات والشركات العالمية التي تولي هذا الجانب اهتماما كبيرا، لذلك فهي تعلن من حين إلى آخر وعبر مواقعها الخاصة على شبكة الإنترنت عن هذا النوع من المغامرات، وفي تلك المغامرة كنت مع شركة "إنكا" العالمية، وهي شركة متخصصة في تسلق قمة جبل أكونجاجوا بمقاطعة مندوزا بالأرجنتين فقط، وقد كنت في هذه الرحلة أنا وخمسة أشخاص فقط من حول العالم منهم: استرالية واثنان أمريكيان وهولنديان ووصل إلى القمة ثلاثة أشخاص فقط منا وهما أنا وأمريكي وهولندي.

وعن الخصائص أو الصفات التي يجب أن يتحلى بها مثله من هؤلاء المغامرين قال: هي أمر عادي، فالمغامر هو شخص مثل الآخرين ولكن الفارق الوحيد هو أنه يسيطر عليه حب هذه الهواية وحب التحدي والمغامرة، ولكن بصفة عامة يجب أن يتحلى المغامر بروح الإصرار والعزيمة والتحدي وأن يكون ذي قلب شجاع لا يهاب ولا يخاف من شيء، لأن التردد في أي لحظة من اللحظات قد يفقد هذا الإنسان كل شيء بل ويجعله -في مغامراتنا- عرضة للخطر.

أما عن تأثير مثل هذا النشاط على أسرته سواء ماديا أو معنويا فقال: بالطبع مثل هذه الأنشطة تحتاج إلى نفقات خاصة لأنها مكلفة، وبالإضافة إلى ذلك هي تأخذ من وقت الأسرة بالإضافة إلى عملي الخاص، ولكن نستطيع أن نقول إن الشخص مع ترتيب أموره وأولوياته يستطيع أن يوازن بين عدة أشياء، وبالطبع كل منا يسافر، فمنا من يسافر ويغيب عن أسرته للعمل أو للسياحة أو للمشاركة في مهمات عمل خارجية مثل المؤتمرات والندوات والمهرجانات وغيرها، وحتى الرياضيين بصفة عامة يسافرون لمعسكرات تدريبية وللمشاركة في بطولات، وبالتالي فإنه بالمقارنة مع سفري لا يوجد تأثير كبير على مثلي، فالتدريبات الأسبوعية هي بمثابة نشاط رياضي أمارسه كأي شخص، وبالنسبة للسفر فأنا أسافر كما يسافر أي شخص أو رياضي. أما ماديا فأنا أحدد لهذه الأنشطة والمغامرات الخارجية جزءا معينا من المال بحيث لا يؤثر أبدا على متطلبات أسرتي.

وسألته عن انتشار رياضة المشي الجبلي وصعود الجبال التي تعرف بالهايكنج فقال: هذا شيء جيد جدا وهي نوع من الرياضة، وبالمناسبة فهي قديمة جدا في السلطنة، فمنذ زمن كان هناك كثير من العمانيين في الجبال مثل الجبل الأخضر وجبل شمس وكانوا يمشون ولهم طرق ومسالك جبلية معروفة، لكنها في ذاك الوقت لم تكن رياضة بقدر ما كانت ممارسة للحياة الطبيعية اليومية، وكان الصعود والنزول للجبل أمر يومي وعادي جدا عندهم، ولكن قبل حوالي خمس سنوات ظهرت مجموعات وفرق جبلية، والآن انتشرت بسبب استفادتها من مواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأت الفرق تضم مجموعات وتنشئ صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر من خلالها أنشطتها مما زاد من جمهورها، ولكنها حتى الآن مازالت في طور السياحة أو الرياضة حيث لم ينظم لها سباقات بشكل منظم في السلطنة، والوحيدة منطقة جبل شمس هي التي تقام فيها سباقات رسمية دولية ويأتي لها أشخاص حتى من خارج السلطنة.

وعن الفرق بين المشي والتسلق قال: المشي الجبلي يعتمد على استخدام القدمين فقط وأحيانا العصي، أما التسلق فيعتمد على القدمين واليدين والحبال ويحتاج ألى بعض الأدوات الضرورية الأخرى مثل الهارنس والبيلي والكرابينو، علما أن هناك مسارات جبلية معروفة ومثبتة من قبل وزارة السياحة معلنة ومعتمدة.