حكومة المستقبل.. ستتغير بتغير التقنيات

7 أيام الأربعاء ٠٤/أبريل/٢٠١٨ ١٣:٥٥ م
حكومة المستقبل.. ستتغير بتغير التقنيات

مسقط- خالد عرابي
طرح مؤتمر "إثراء الأداء" -الذي نظمته وزارة الخدمة المدنية مؤخرا، وبتنفيذ شركة الرعاية الأولى على مدى يومي 2و3 أبريل الجاري بفندق كراون بلازا، وبمشاركة من لفيف من الخبراء والمستشارين في الموارد البشرية وتطوير الأداء- محورا مهما حول استشراف آفاق حكومة المستقبل وماذا يتوقع لها؟ "7 أيام" ناقشت -في لقاءات حصرية- الموضوع مع عدد من الخبراء والاستشاريين.

الشيخ ذكريا الغساني، رئيس مجلس إدارة شركة "سيرابيس" لتنظيم المؤتمرات والمهرجانات منظمة المؤتمر قال: نظرا لأهمية هذا الموضوع كان هناك محور متكامل ورئيسي تحدث خلال أربعة من الخبراء المتخصصين في هذا المجال، لأن استشراف الحكومات للمستقبل والقيادات الحكومية يعتمد على مدى تأهيل الكادر البشري والاستثمار في الإنسان، فوقتما استثمرنا الاستثمار الصحيح في الإنسان واخترنا الصفوة ليكونوا قيادات لديها المعرفة العملية والمعرفية والقدرة على الابتكار واستخدام القدرات الذاتية والتكنولوجية في التطويع المهاري وإيجاد رؤية ثاقبة نحو المتقبل وتحديد الهدف سيكون استشراف المستقبل بشكل مختلف وستكون قيادات المستقبل تثري وتقود سفينة أي منظمة أو جهة خاصة أو حكومية من نجاحات إلى أخرى.

تحليل البيانات الضخمة
الدكتور عزالدين حطاب، رئيس جامعة الدار، بالإمارات العربية المتحدة قال: المستقبل قادم لاشك، ولكن لابد من استخدام تحليل البيانات الضخمة من أجل فهم الواقع الحالي ومن خلاله استشراف المستقبل بناء على التحليلات، وحتى الآن لم نصل إلى مستوى النضج في تحليل البيانات فمازال هناك مشوار طويل لتحليل البيانات ولاستشراف المستقبل.

وأضاف د. حطاب: إن التحليلات القائمة جميعها الآن على أساس قواعد البيانات المركبة وليس على أساس تحليل البيانات الضخمة، وتوجد نسبة تكاد تكون خجولة فيما يخص استثمار الحكومات في تحليل البيانات الضخمة، وهنا لا نقصد البيانات الموجودة لدى الحكومات والأنظمة التقليدية ولكن نقصد إمكانية تحليل ما يجري في شبكات التواصل الاجتماعي وسجلات المكالمات وقضايا كثيرة على مستوى الموظفين، خاصة وأن ذلك أصبح سهلا جدا، فقبل خمس سنوات كانت الوسائل غائبة والخبرات في هذا المجال محدودة عالميا وكان أجرها عاليا جدا، ولكن الآن أصبح الأمر سهلا والمهارات متوفرة ويستطيع حتى أي خريج حديث من كليات الحاسب الآلي أن يتعامل معها بناء على الأدوات بدون ثمن، فمثلا هناك برنامج "هادوه" وغيره تستطيع أي دائرة حكومية أو وزارة أن تستثمره وتستخدمه لتحليل البيانات المتوفرة عندها أو المتوفرة في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تحديد الأهداف الاستراتيجية الخاصة بها.

أما المهندس زياد الطراونة، مدير عام شركة كارير، والمستشار المعتمد في الأداء والابتكار فقال: موضوع المستقبل هو الموضوع الذي يشغل جميع الحكومات الآن خاصة في ظل التغيرات السريعة والمتلاحقة التي تحدث في العالم وخاصة في التقنيات الجديدة، وهذا ما يساعد على بلورة الرؤى الاستراتيجية للحكومات. ومن الأمثلة التي يمكن أن نتحدث عنها اليوم تقنية النانو تكنولوجي التي بدأت تظهر منذ بداية الثمانينيات والتسعينيات، وهي التكنولوجيا متناهية الصغر، وهي التي ستغير النمط وتزيد الاستخدامات لها، فقد أصبحت تستخدم في كل شيء لدرجة أصبحت تستخدم في معالجة خلايا سرطانية في الجسد، اضف إلى ذلك التقنيات الأخرى مثل الذكاء الاصطناعي ونظام الخرائط الجغرافية العالمية والطباعة ثلاثية الأبعاد. وهنا لابد من وجود ملائمة بين هذه التقنيات ووظائف المستقبل.

وأكد الطراونة على أنه حتما ستؤثر كل هذه التقنيات السابقة على وظائف وحكومات المستقبل وأنها ستمحي وتلغي الكثير من الوظائف، وقد بدأ ذلك من الآن، فبسبب التحول الإلكتروني الحادث الآن هناك بعض الدول بها جهات مؤسسية افتراضية، فمثلا أصبح لا داعي لزيارة مراكز الخدمة أو الجهة المسؤولة فكل شيء يتم من خلال التطبيقات الإلكترونية والذكية فتقديم واستلام الخدمات أصبح يتم إلكترونيا في بعض الجهات، وبالتالي فبالتطور الإلكتروني ستكون هناك عملية إعادة هيكلة للوظائف الحكومية. كما أكد على أن كل ذلك لا يعني إلغاء كل الوظائف خاصة التي تحتاج إلى تدخل بشري.

مفاهيم جديدة
وقال نايف أحمد الشنفري، رئيس مجلس إدارة شركة "الرعاية الأولى" ورئيس المؤتمر: تمثل التنمية الإدارية محورا أساسيا في تطوير الأداء، وقد ظهرت مفاهيم جديدة على صعيد تطوير الإدارة العامة ونماذجها ارتبطت بفرص تحسين جودة الخدمات وتبسيط الإجراءات وقياس معدلات الأداء وإحداث تطور يواكب منظومة صنع السياسات واتخاذ القرارات، ومن ذلك ما شهده العالم من ثورات في التكنولوجيا انعكست على الأداء، ولذلك كان المؤتمر الذي عقد حول الأداء وإثرائه وتضمن محورا مهما حول حكومة المستقبل والتحول الرائد إلى الإجادة في الأداء والذي أوصى بما يلي:

1. أهمية التحول من نمط التخطيط الحالي إلى واقع الاستشراف الاستراتيجي الذي يحقق ضمان جودة مخرجات التخطيط الاستراتيجي ويرتبط بجودة المتابعة والقياس.
2. أهمية التحول المدروس من الإدارة التقليدية إلى مفهوم الإدارة الحديثة والارتقاء بكفاءة الأداء المؤسسي والبشري.
3. التأكيد على أهمية تقنية المعلومات والاتصالات باعتبارها المحرك الأساسي لعملية التنمية وتطوير مستوى الخدمات.
4. زيادة درجة التكامل بين القطاعين العام والخاص والانفتاح عليه وتشجيع دوره في عملية التنمية.
5. جعل روح المبادرة والابتكار والتحليل من الأولويات التي يتوجب أن توليها مختلف المؤسسات أولوية واهتماما على نحو يسهم في تعزيز واستدامة الأداء.
6. مراجعة سياسات وآليات التدريب في مختلف المؤسسات على نحو يضمن اختيار أفضل المنهجيات التدريبية التي أثبت التطبيق فاعليتها في تحقيق نتائج إيجابية.
7. اعتماد نظم حديثة لقياس الكفاءة والانتاجية مع ضرورة تفعيل أدوات ومؤشرات قياس الأداء وفقا لأفضل الممارسات الإدارية.