الهزيمة الكبرى

الحدث الأربعاء ٠٤/أبريل/٢٠١٨ ٢٢:٣١ م
الهزيمة الكبرى

موسكو - دمشق - طهران - واشنطن - وكالات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن تنظيم داعش هُزم في سوريا، لكنه ما يزال يحتفظ بقدراته التدميرية وبوسعه الهجوم على دول في أنحاء العالم. فيما أعلن رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرجي رودسكوي أن الجيش السوري بدعم من روسيا وإيران، قضى على نحو 65 ألف مسلّح في سوريا.

وفي برقية ترحيبية لمشاركي مؤتمر موسكو السابع للأمن الدولي، الذي انطلق في العاصمة الروسية أمس بمشاركة وفود من 95 دولة، تضم 30 وزيراً للدفاع و15 رئيساً للأركان ونائباً لوزراء الدفاع، إضافة إلى 68 خبيراً أجنبياً، أضاف بوتين «من الواضح أنه رغم وضعه العسكري، فإن هذه المجموعة الإرهابية ما تزال تحتفظ بقدرة تدميرية كبيرة، وبالقدرة على تغيير أساليبها سريعا والهجوم على دول ومناطق في أنحاء العالم».
وأشار بوتين إلى أن هناك «ضرورة للتفكير معاً بأشكال جديدة للتعاون متعدد الأطراف الذي من شأنه أن يسمح لنا بتوطيد المكاسب التي تحققت في مكافحة الإرهاب ومنع المزيد من انتشار هذا التهديد».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن التحالف الدولي لم يتعاون مع روسيا في سوريا ما أطال أمد الحرب ضد الإرهاب، مضيفاً أن هدف التحالف كان تثبيت وجود أعضائه عسكرياً واقتصادياً في سوريا. وأشار شويجو خلال المؤتمر إلى أنه تم تدمير 17 طائرة من دون طيار تابعة للإرهابيين في سوريا، ولم يكن ممكناً صنعها دون مساعدة دول متطوّرة.
كما طالب بمنع الإرهابيين في سوريا من الحصول على أسلحة الدمار الشامل، بما فيها الكيميائي.
كذلك أكّد شويجو أن هناك 4500 عنصر لداعش في أفغانستان وعددهم في ازدياد، مطالباً بضرورة توحيد جهود وزارات الدفاع في دول العالم لمواجهة الإرهاب.
وأكد نائب وزير الدفاع السوري العماد محمود الشوا، في كلمة سوريا في المؤتمر، إنّه في العام 2017 تمّ القضاء على التنظيمات الإرهابية وإنهاء وجودها في معظم المناطق السورية.
وشدّد الشوا على أنّ وجود أيّ قوات عسكرية أجنبية على الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان موصوف وسيتم التعامل معه على هذا الأساس، مؤكداً أنّ «المعارضات» كانت تعطّل جهود حلّ الأزمة السورية «وفقاً لتوجيهات مشغليها لأنّ الحلّ السياسي يرعب داعمي الإرهاب». وبحسب نائب وزير الدفاع السوري فإنّ انتصار الجيش السوري على الإرهاب بالتعاون مع الحلفاء شكّل ضربة لمشاريع تقسيم سوريا، موضحاً أنّ داعش بات يسيطر على 4 % فقط من الأراضي السورية. وأعلن رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرجي رودسكوي، أن الجيش السوري، بدعم من روسيا وإيران، قضى على نحو 65 ألف مسلح في سوريا. وقال في مؤتمر موسكو الدولي السابع حول الأمن الدولي «نتيجة لأعمال القوات السورية بدعم من روسيا وإيران، تم تحرير حوالي 113 ألف متر مربع من الأراضي و1245 قرية. وتم القضاء على نحو 65 ألف مسلح، وتم إزالة الألغام من أكثر من 6.5 ألف هكتار من الأراضي، وتحرير أكثر من 1500 كم من الطرق، ونحو 17200 مبنى». وفي سياق متصل، صرّح رودسكوي، أن الولايات المتحدة تصنع آفاقا في سوريا لحرب جديدة واسعة النطاق في سوريا.
وأضاف: «الولايات المتحدة اتخذت اتجاها لتقطيع أوصال سوريا، وهي تضع الآن الإمكانيات للنزاع، التي ستتحوّل عاجلا أم آجلا لحرب جديدة، سيكون فيها الجميع ضد الجميع». وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنّى بالإجماع، يوم 24 فبراير الفائت القرار 2401، الذي يطالب جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية لمدة 30 يوما في جميع أنحاء سوريا، بما فيها الغوطة الشرقية، لتمكين الجهات المعنية والمنظمات الدولية من تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في جميع المناطق.
واستثنى القرار تنظيمات «داعش»، و«جبهة النصرة» الإرهابية، وغيرها من الأفراد والتنظيمات المرتبطة بهذه الهياكل الإرهابية. وتواصل وزارة الدفاع الروسية تغطيتها المباشرة عبر الإنترنت لعملية خروج المدنيين من منطقة الغوطة الشرقية، بواسطة كاميرات المراقبة الموجودة في منطقتي ممري «مخيم الوافدين» و«عربين» الإنسانيين. كما يجري بث تحرّك قافلة الحافلات، التي تنقل العناصر المسلحة وعائلاتهم من بلدة عربين بالغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب، ويتم هذا البث عبر استخدام طائرة بدون طيار.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أمس الأول الثلاثاء إنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا لكنه لم يحدد جدولا زمنيا، في الوقت الذي حذّر فيه مستشاروه من أن الأمر ما زال يتطلب عملا شاقا لهزيمة تنظيم داعش وإرساء الاستقرار في المناطق التي تمت استعادتها من التنظيم المتشدد.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة «لن تهدأ قبل أن تنتهي داعش» إلا أنه لمّح أيضا إلى أن الانتصار أصبح وشيكا.
وتابع يقول للصحفيين ردا على سؤال حول ما إذا كان يميل إلى سحب القوات الأمريكية «لقد حان الوقت».
وتنشر الولايات المتحدة نحو 2000 جندي في سوريا يقاتلون التنظيم.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، الذي يشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط باعتباره قائدا للقيادة المركزية، إنه جرت استعادة أكثر من 90 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سوريا.
وقال ترامب إنه تمت استعادة «حوالي 100 %» من الأراضي التي كانت تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا. لكن في علامة على وجهات نظره المتداخلة بشأن الحملة قال أيضا «لن نهدأ قبل أن ينتهي تنظيم داعش». وقال المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف العالمي ضد داعش، بريت مكجورك، في كلمته إلى جانب فوتيل إن الحرب الأمريكية على التنظيم لم تنتهِ بعد.
وأضاف: «نحن في سوريا لقتال تنظيم داعش. تلك مهمتنا، ومهمتنا لم تنتهِ وسنكمل تلك المهمة». وعندما سئل عن تقارير إعلامية ذكرت أن ترامب أمر وزارة الخارجية بتجميد أكثر من 200 مليون دولار من الأموال المخصصة لسوريا أقرّ مكجورك بأنه يجري حاليا إجراء مراجعة لضمان إنفاق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على النحو الصحيح. وقال فوتيل إنه يرى دورا للجيش الأمريكي في جهود إرساء الاستقرار بسوريا. وأوضح قائلا «أعتقد أن الجزء الصعب ما يزال أمامنا، وهو بسط الاستقرار في تلك المناطق وتعزيز مكاسبنا وإعادة الناس إلى منــازلهم». وتابع يقول: «يوجد دور عسكري في هذا. بالتأكيد في مرحلة إرساء الاستقرار».