عادوا إلى التفاوض

الحدث الاثنين ٠٩/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٠٧ ص
عادوا إلى التفاوض

دمشق - موسكو - واشنطن - وكالات

نفت الحكومة السورية أمس وبشكل قاطع المزاعم عن استخدام أسلحة كيماوية في هجمات للجيش السوري على مواقع «جيش الإسلام» في دوما بالغوطة الشرقية، ووصفت دمشق تلك المزاعم «محاولة مكشوفة وفاشلة».

ونفت الخارجية السورية وقوع هجوم بأسلحة كيميائية بمدينة دوما بالغوطة الشرقية، واتهمت الأذرع الإعلامية لـ«جيش الإسلام» بفبركة ذلك لاتهام الجيش السوري، «في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدمه»، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء السورية «سانا».
ونقلت الوكالة السورية عن مصدر رسمي قوله إن «الجيش الذي يتقدم بسرعة وبإرادة وتصميم ليس بحاجة إلى استخدام أي نوع من المواد الكيميائية كما تدعي وتفبرك بعض المحطات التابعة للإرهاب»، مضيفا أن مسلحي «جيش الإسلام» في دوما يعيشون حالة من الانهيار والتقهقر أمام ضربات الجيش.
وقال المصدر: «لم تنفع مسرحيات الكيميائي في حلب ولا في بلدات الغوطة الشرقية، ولن تنفع الإرهابيين ورعاتهم فالدولة السورية مصممة على إنهاء الإرهاب في كل شبر من أراضيها».
يأتي ذلك ردا على ما نشرته وسائل إعلام، اتهمت الجيش السوري باستخدام أسلحة كيميائية في مدينة دوما مساء أمس الأول السبت خلال عملياته الجارية للرد على الاعتداءات التي نفّذها مسلحو «جيش الإسلام» على أحياء متفرّقة من دمشق ومحيطها.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن التقارير عن سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيماوي مزعوم في دوما بسوريا «مروّعة» وإنها إذا تأكدت فإنها تتطلب ردا دوليا. ونفى رئيس مركز المصالحة الروسي يوري يفتوشينكو، التصريحات التي تفيد بأن القوات السورية تستخدم الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما، وأعلن أن بعض الدول الغربية تستخدم هذه المزاعم لعرقلة انسحاب «جيش الإسلام» من المدينة السورية.
وقال يفتوشينكو، خلال مؤتمر صحفي، أمس «تبدأ عملية لسحب تنظيم «جيش الإسلام»، الذي لا يمكن المصالحة معهم، من مدينة الدوما السورية»، مشيراً إلى أن بعض الدول الغربية تستخدم هذه المزاعم لعرقلة هذه العملية. وأضاف رئيس مركز المصالحة الروسي: «ننفي بشدة هذه المعلومات، ونعلن استعدادنا بعد تحرير الدوما من المسلحين، لإرسال خبراء روس على الفور من الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية لجمع البيانات التي ستؤكد أن هذه التصريحات ملفقة».
وقال المرصد السوري (المعارض) إنه لا يمكنه تأكيد استخدام أسلحة كيماوية أمس الأول السبت.
وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، إن 11 شخصا لاقوا حتفهم في دوما نتيجة للاختناق الناجم عن دخان من أسلحة تقليدية أسقطتها الحكومة. وقال إن 70 شخصا عانوا من صعوبات في التنفس.
من جانب آخر أعلن مصدر رسمي في الحكومة السورية، أن مسلحي «جيش الإسلام» في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، طلبوا من الدولة التفاوض، مؤكداً أن المفاوضات ستبدأ في الساعات القليلة المقبلة. ووفقاً لوكالة الأنباء السورية «سانا»، فقد أعلن مصدر رسمي أن «إرهابيي ما يسمّى «جيش الإسلام» في مدينة دوما بالغوطة الشرقية طلبوا التفاوض من الدولة السورية». وقال المصدر: «إن الدولة ستبدأ التفاوض خلال ساعتين».
وقالت الوكالة السورية، نقلا عن مراسلها إن طلب مسلحي «جيش الإسلام» للتفاوض، جاء بعد الضربات الموجعة التي تلقوها في العملية العسكرية الحاسمة على مواقعهم وأوكارهم في دوما وإن الحكومة اشترطت وقف إطلاق القذائف باتجاه دمشق قبل الدخول في التفاوض.
وأكّد المصدر في تصريح لـ«سانا» أن أي مفاوضات تجري هي مفاوضات مع الدولة السورية حصراً بعد أن استجدى إرهابيو “جيش الإسلام” طوال ليل أمس الأول وقف العمليات العسكرية على أوكارهم في دوما. وقال المصدر: إن موافقة الدولة السورية على الدخول بالمفاوضات أساسها حقن دماء المدنيين في دوما والإفراج عن كل المختطفين وإخراج إرهابيي “جيش الإسلام” إلى جرابلس.
وانتزعت الحكومة السورية السيطرة على الغوطة الشرقية كلها تقريبا من مقاتلي المعارضة في هجوم تدعمه روسيا بدأ في فبراير لكن دوما ما تزال تحت سيطرة جماعة جيش الإسلام. واستأنفت قوات الحكومة السورية الهجوم بعد ظهر يوم الجمعة في أعقاب هدوء استمر لأيام.
والهجوم على الغوطة هو أحد أشرس الهجمات في الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات.
وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن قنبلة كلور أصابت مستشفى في دوما مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإن هجوما ثانيا باستخدام «خليط من عناصر» ومنها غاز الأعصاب أصاب مبنى مجاورا.
وقال باسل ترمانيني، نائب رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية المقيم في الولايات المتحدة، لرويترز إن 35 شخصا آخرين قتلوا في هذا المبنى وإن معظمهم من النساء والأطفال. وقال عبر الهاتف «نتواصل مع الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية».
وأضاف البيان أن أحد من استقبلتهم المراكز كان متوفيا لدى وصوله فيما توفي ستة آخرون فيما بعد. وقال البيان إن متطوعين مع الدفاع المدني أبلغوا عن وجود أكثر من 42 شخصا توفوا في منازلهم وتبدو عليهم ذات الأعراض.