الساعات الحرجة

الحدث الأربعاء ١١/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:٣٠ ص
الساعات الحرجة

دمشق - موسكو - بيروت - واشنطن - وكالات

يشوب الترقب والحذر المنطقة مع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد (عسكريا) على ما وصفه الهجوم الكيماوي في مدينة دوما السورية واتهام الولايات المتحدة للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.

وذكرت صحيفة «حرييت» التركية، أنه تم رصد سفينة تابعة للقوات البحرية الأمريكية على بُعد 100 كيلومتر من ميناء طرطوس السوري، حيث توجد هناك قاعدة بحرية روسية.
ووفقاً للصحيفة التركية، فإن المقاتلات الروسية حلّقت 4 مرات على الأقل فوق المدمّرة الأمريكية الموجودة «USS Donald Cook» في مياه البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن مصادر في البنتاجون، أن المدمّرة «USS Donald Cook» كانت قد غادرت ميناء قبرص باتجاه سوريا، مشيرة إلى أن المدمّرة مزوّدة بـ60 صاروخاً مجنَّحاً من نوع «توماهوك».
وفي وقت سابق، قالت صحيفة «واشنطن إكزامينر»، نقلا عن مصدر في البنتاجون، إن السفينة الأمريكية دونالد كوك غادرت الميناء في قبرص يوم الاثنين الفائت واتجهت نحو سوريا، مشيرة إلى أن المدمّرة مجهّزة بـ60 صاروخ كروز «توماهوك».
بدورها، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن مدمّرة أمريكية ثانية قد تدخل البحر المتوسط في الأيام القريبة المقبلة، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين في مجال الدفاع: «توجد شرق البحر المتوسط مدمّرة «USS Donald Cook» الصاروخية، ويمكنها المشاركة في أي ضربة على سوريا. ومن المفروض أن تصل مدمّرة «USS Porter» إلى هذه المنطقة بعد عدة أيام».
ومن دمشق نقلت قناة الميادين الفضائية عن كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي وصفه لضربة استهدفت قاعدة عسكرية في سوريا بأنها «جريمة إسرائيل» مضيفا أنها «لن تمر دون رد».
وأضافت القناة أن ولايتي أدلى بالتصريحات لدى وصوله إلى العاصمة السورية دمشق.
كما نقلت وكالة تاس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف قوله أمس الثلاثاء إنه لا يوجد احتمال لحدوث مواجهة في سوريا تؤدي إلى اشتباك عسكري بين روسيا والولايات المتحدة.
ونسبت الوكالة إلى بوجدانوف قوله إن هناك «اتصالات عمل» بين مسؤولين روس وأمريكيين حول سوريا، مضيفا أنه يرى أن الرأي سيسود في النهاية.
وفي حديثه للصحفيين في بداية اجتماع مع القادة العسكريين ومستشاري الأمن القومي في واشنطن، قال ترامب إنه سيتخذ قرارا حيال رد على الهجوم، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها «خيارات عسكرية كثيرة» بشأن سوريا.
وأضاف: «لكن لا يمكننا ترك فظائع مثلما شاهدنا جميعا... لا نستطيع ترك ذلك يحدث في عالمنا... خاصة عندما نكون قادرين على إيقافها نظرا لقوة الولايات المتحدة وقوة بلدنا».
ولم تستطع التقديرات الأمريكية الأولية حتى الآن أن تحدد بشكل قاطع المواد التي استُخدمت في الهجوم ولم يتسن لها الجزم بأن الجيش السوري وراء هذا الهجوم.
بيد أن ترامب قال إن واشنطن «تسعى لمزيد من الوضوح» بشأن المسؤول عن الهجوم.
في غضون ذلك، أبلغ مسؤولون أمريكيون رويترز أن واشنطن تدرس ردا عسكريا جماعيا. وقال البيت الأبيض إن ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدّثا هاتفيا للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة لتنسيق ردهما.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي إن واشنطن «سترد» على الهجوم سواء تحرّك مجلس الأمن أم لا.وقالت موسكو إنها حذّرت الولايات المتحدة من «عواقب وخيمة» إذا نفّذت هجوما ضد القوات الحكومية الروسية.

ونفت الحكومة السورية وحليفتها روسيا تورطهما في الهجوم.
وتحاول منظمات دولية بقيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تتأكد على وجه الدقة مما حدث في مدينة دوما التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية.
وكانت القوات الحكومية السورية شنّت يوم الجمعة الفائت هجوما جويا وبريا على دوما آخر معقل تسيطر عليه المعارضة في الغوطة الشرقية.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الجيش الروسي قوله الاثنين إن أطباءه فحصوا مرضى في مستشفى في دوما ولم يرصدوا أي أثر لهجوم كيماوي.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الاثنين عرضت سوريا وروسيا اصطحاب محققين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دوما.
ولم ترد المنظمة على الفور على طلب للتعليق. لكن من غير المتوقع أن يذهب مفتشو الأسلحة إلى سوريا بعد تعرّضهم للهجوم مرتين خلال محاولتهم الوصول إلى مواقع هجمات بأسلحة كيماوية منذ 2013.
وبدلا من ذلك، قاموا في تحقيقات حديثة لهم بجمع عيّنات من دم ضحايا وأجروا مقابلات مع شهود خارج سوريا.
وازداد الصراع تعقيدا يوم الاثنين عندما قصفت طائرات حربية لم تحدد هويتها قاعدة جوية سورية قرب حمص فيما أسفر عن مقتل 14 شخصا على الأقل بينهم عسكريون إيرانيون. واتهمت سوريا وروسيا إسرائيل بتنفيذ الهجوم.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنكر تنفيذ الغارة. لكن سبق لها كثيرا استهداف مواقع للجيش السوري خلال الحرب الأهلية.
غير أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن قاعدة طياس أو التيفور الجوية تستخدمها قوات من إيران وإن إسرائيل لن تقبل مثل هذا الوجود الإيراني في سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن تلك المزاعم عارية عن الصحة وتمثل استفزازا. ووصف لافروف الهجوم على قاعدة التيفور الجوية بأنه تطوّر خطير.
وأظهرت الأحداث في دوما وطياس الطبيعة المعقّدة وسريعة التقلّب للحرب السورية التي تشارك فيها عدة دول ومجموعة كبيرة من الفصائل المسلحة.