د. سلمان الحجري: الذاكرة تستدعي حكايات القرية

مزاج الأربعاء ١٨/أبريل/٢٠١٨ ٠٤:٥٣ ص
د. سلمان الحجري: الذاكرة تستدعي حكايات القرية

مسقط - لورا نصره

لم تكن الطفولة مرحلة عابرة في حياة الفنان د.سلمان الحجري.. بل كانت هي المرحلة التي أسست للفنان الذي أصبح عليه اليوم. ولذلك وبعد سنوات طويلة من العمل في المجال الفني عادت ذكريات القرية من مرحلة الطفولة ف لتبرز كفكرة أساسية في الأعمال التي ضمها معرضه الشخصي الثالث الذي حمل اسم «القرية».

ضم المعرض أعمالاً منوعة عكست من خلال أسمائها حكايات كثيرة فمن «أغنية الشتاء»، و»حكاية بيت قروي»، إلى «حصاة الحي» و»قرية حالمة»، ومن «أغنية الأرياف»، و»قرويون»، و»ليالي القرية»، و»حديث الأرض» وغيرها الكثير.. هناك فاضت الذكريات من الأزقة والأبواب وأشجار النخيل وارتسمت بالألوان لتقترب من الواقعية أحيانا ثم تذهب عميقا في التجريد لتنتقل بعدها إلى الفون آرت.. إنه أسلوب مميز أبدع فيه الدكتور الحجري وأبرزه بروح حالمة وجميلة.
أقيم المعرض في رحاب المركز العُماني الفرنسي بمدينة السلطان قابوس برعاية صاحبة السمو السيدة د.منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي ويستمر حتى 13 مايو المقبل وضم ثلاثة وثلاثين عملاً فنياً معاصراً تتنوع اتجاهاتهم بين التجريد والواقع والفون آرت.
ذكريات القرية بتفاصيلها الجميلة كثيرة وعنها يقول الدكتور الحجري: «أشجار و النخيل والاخضرار الذي كنت أراه أول الصباح في مزرعة بيتنا إلى جانب تفاصيل النوافذ الجميلة والأبواب القديمة، والطريق إلى المسجد والكتاتيب وغيرها هي من أبرز المشاهد التي احتفظت بها في الذاكرة واستدعيتها جميعا لأقص حكايتها على جدران اللوحات».
وعن أسلوبه في تنفيذ الأعمال يقول: «تنوعت التقنيات التي استخدمتها في اللوحات المعروضة، فهي تنتمي للأسلوب التجريدي و شبه الواقعي وإلى تقنية الرسم بالهاتف والرسم الإلكتروني الرقمي الذي تبعه طباعة ومعالجة الرسوم بمادة تسمى اكريليك ميديا جل.. أيضاً بعض الرسوم جاءت غائرة وبعضها الآخر بارزاً وبعضها ذو ملمس محسوس. لذلك أنظر لهذا المعرض على أنه تجسيد لتجربة فنية منوعة من حيث المدارس، والاتجاهات، والتجريب، والموضوعات المطروحة، وعلى مستوى الخامات أيضا.

ذكريات بيت قروي

وحول العمل الأبرز والأقرب إلى قلبه يقول: «اللوحة الأقرب إلى قلبي اسمها «ذكريات بيت قروي» وفيها بيت لونه أحمر وشجرة وطيور ولها ملمس جميل. سر محبتي لها يكمن في أنها اللوحة التي اكتشفت من خلالها أسلوبي وخصوصيتي الفنية. فعندما استدعيت الصورة من الذاكرة ووضعتها على الصفحة ورسمتها بالشكل الذي ترونه شعرت بالسعادة لأنني في تلك الليلة وبعد 23 سنة من دراسة الفن وممارسته وإقامة المعارض وجدت نفسي واكتشفت الأسلوب الذي يميزني وهو أسلوب يعتمد تقنيا على كشط الألوان بمساحات كبيرة ثم زخرفتها والضغط على الذاكرة لتوليد أفكار زخرفية جديدة».

أعمال قادمة

هذا وتشهد حياة د.سلمان الحجري نشاطاً كبيراً حيث وجهت له دعوة من مركز كتارا في قطر لعرض أعماله في معرض شخصي هناك، ولديه كذلك دعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت لإقامة معرض شخصي سيكون في العام 2019. وهذا إلى جانب المعارض الشخصية التي يقيمها من وقت لآخر والمعارض الجماعية التي يشارك بها على مستوى السلطنة وخارج السلطنة.