تفتيش عن كيماوي

الحدث الأربعاء ١٨/أبريل/٢٠١٨ ٠٥:١٠ ص
تفتيش عن كيماوي

موسكو-دمشق-لاهاي-واشنطن- وكالات

تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات واللوم حول المفتشين الدوليين من الوصول إلى موقع هجوم في سوريا يشتبه بأنه كان بالغاز السام وقالت واشنطن إن الروس أو السوريين ربما عبثوا بالأدلة على الأرض.ونفت موسكو على الفور الاتهام وألقت باللوم في التأخير على الضربات الصاروخية التي قادتها الولايات المتحدة ضد سوريا في مطلع الأسبوع ردا على الهجوم المزعوم.

وفي دمشق قال مصدر عسكري سوري، لوكالة الأنباء السورية «سانا»، إن إنذار خاطئ باختراق الأجواء أدى إلى إطلاق صفارات الدفاع الجوي وعدد من الصواريخ، ولم يكن هناك أي اعتداء خارجي على سوريا وأكد المصدر، أنه لم يكن هناك أي اعتداء خارجي على سوريا، مشيرا إلى أن إنذار خاطئ باختراق الأجواء السورية أدى إلى إطلاق صافرات الدفاع الجوي وعدد من الصواريخ.
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا» قد أعلنت أن دفاعات القوات الجوية تصدت لصواريخ، استهدفت مطار الشعيرات في ريف حمص ومطار الضمير بريف دمشق وأسقطتها.
وتستعد واشنطن أيضا لزيادة الضغط على روسيا، الحليفة الأساسية لسوريا، بفرض عقوبات اقتصادية جديدة. وهدد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مشابهة.
وفي لندن وباريس، واجهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات من خصومهما السياسيين لاتخاذهما قرار المشاركة في الضربات الجوية على سوريا.
وتنفي سوريا وروسيا إطلاق الغاز السام أثناء هجومهما على دوما هذا الشهر وهو الهجوم الذي انتهى بانتزاع السيطرة على المدينة التي كانت آخر معقل لمسلحي المعارضة قرب العاصمة دمشق.
وتقول منظمات إغاثة إن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا في الهجوم. ودفعت لقطات الضحايــا الصغار الذين تخرج الرغوة من أفواههم ويبكون في ألم بالحرب الأهلية السورية إلى صدارة المشهد العالمي مرة أخرى.
وسافر مفتشـون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا الأسبوع الفائت لتفقد الموقع لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من دخول دوما التي أصبحت تحت سيطرة الحكومة بعدما انسحب مقاتلو المعارضة منها.
وقـال كينيث وورد السفير الأمريكي لدى المنظمــة خلال اجتماع في لاهاي يوم الاثنين «ما فهمناه هو أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم.
«نخشى أن يكونوا عبثوا به بنية إحباط جهود بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة لإجراء تحقيق فعال». وحصلت رويترز على التصريحات التي أدلى بها وورد في الاجتماع المغلق.
ونفــى وزيـــر الخارجيــة الروســـي سيرجي لافروف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) عبث موسكو بالأدلة قائلا «أؤكد أن روسيا لم تفسد الموقع».
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الروسية لاحقا إن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيزورون دوما اليوم الأربعاء.
والتقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بالمفتشين في دمشق لنحو ثلاث ساعات يوم الأحد الفائت بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز.
وتعرض مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للهجوم خلال مهمتين سابقتين إلى مواقع هجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.
وفيما يزيد التوتر بالمنطقة، قال التلفزيون السوري والإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية إن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صواريخ استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص في وقت متأخر من ليل يوم الاثنين وقاعدة أخرى شمال شرقي دمشق.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنه لا يوجد نشاط عسكري أمريكي في تلك المنطقة في الوقت الحالي.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي: «نحن لا نعلق على مثل تلك التقارير».
ومن المقرر أن يستمع مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء، بطلب من روسيا، إلى إفادة بشأن الوضع في مدينة الرقة بشمال سوريا، حيث هزمت قوات تدعمها الولايات المتحدة تنظيم داعش العام الفائت، وأيضا في مخيم الركبان للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن والعراق.

ترامب يريد سحب القوات الأمريكية

من جانب آخر قال البيت الأبيض إن ترامب لا يزال يريد سحب القوات الأمريكية.
لكن سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت إن الرئيس الأمريكي لم يحدد لذلك جدولا زمنيا.
وأضافت أن ترامب على استعداد أيضا لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها أشارت إلى أن مثل هذا الاجتماع ليس وشيكا.
وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن خطة تعدها إدارة الرئيس دونالد ترامب لإحلال قوات عسكرية عربية مكان القوات الأمريكية المنتشرة في سوريا
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية طلبت من السعودية والإمارات وقطر المساهمة بمليارات الدولارات، وإرسال قواتها إلى سوريا لإعادة الاستقرار، وتحديدا في المناطق الشمالية، ولفتت إلى أن مستشار الأمن القومي جون بولتون اتصل بمسؤولين مصريين وطرح عليهم المبادرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة الأمريكية لتشكيل قوة عربية جذبت انتباه مؤسس الشركة الأمنية الخاصة «بلاك ووتر»، الذي قال إن مسؤولين من الدول العربية بحثوا معه أخيرا تشكيل قوة عربية تنتشر في سوريا، وأنه ينتظر الخطوات التي سيتخذها ترامب في هذا الاتجاه.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين عسكريين، بأنه سيكون من الصعب إقناع الدول العربية بإرسال قواتها إلى سوريا إذا كانت الولايات المتحدة تريد سحب قواتها بالكامل.
كما حذر فريق عريض من النواب والساسة والعسكريين الأمريكيين ترامب من الانسحاب من سوريا، معتبرين أنه سيكون خطأ قد يزعزع استقرار المنطقة، ويخلق فراغا في الشمال السوري يمهد للسيطرة الإيرانية أو عودة تنظيم «داعش» الإرهابي.
ولم تغير الضربات التي قادتها الولايات المتحدة التوازن الاستراتيجي في الحرب أو تخفف من هيمنة الأسد. وقال الحلفاء الغربيون إن الهدف كان منع استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا وليس التدخل في الحرب الأهلية أو الإطاحة بالأسد.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ذلك لدى وصوله لاجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج قائلا للصحفيين: «للأسف ستستمر الحرب السورية بشكلها المروع والبائس. لكن العالم كان يقول إن صبره على استخدام الأسلحة الكيماوية قد نفد».
وصدق وزراء الدول الثمانية والعشرين في التكتل على الضربات الصاروخية وبحثوا اتخاذ خطوات لزيادة عزلة الأسد.