محاضرة علمية عن الأفلاج والحضارة العمانية بالرستاق

الرستاق- محمد بن هلال الخروصي

نظم فريق الحجر الغربي التابع لنادي الرستاق بالتعاون مع اللجنة الثقافية بنادي الرستاق محاضرة علمية بعنوان الأفلاج والحضارة العمانية قدمها الباحث في الأفلاج ورئيس مركز بحوث الأفلاج بجامعة نزوى د. عبدالله بن سيف الغافري، حيث أقيمت المحاضرة بقاعة دار الرعاية الاجتماعية بالرستاق وقد تحدث د. بداية عن النشأة التاريخية للأفلاج وانتشارها في قارات العالم كنظام للسقي مستعرضاً لصور أفلاج في أذربيجان واليابان والصين والمغرب وإيران والجزائر وكذلك في دول أمريكا اللاتينية حيث يعتبر الفلك مصدر حياة يقوم على أساسه الاقتصاد وتبنى عليه العادات الاجتماعية والنظم الإدارية كما استعرض بعض الأمثلة للبراعة الهندسية لدى العمانيين القدماء كما هو الحال في فلج الميسر بالرستاق والملكي بإزكي وبعض أفلاج وادي بني خروص، وذلك من خلال تصميم قنوات نقل الماء والجسور وكذلك البرك المجمعة للماء ثم عرج بعد ذلك للحديث عن طرق توزيع ماء الفلج والأدوات المستخدمة لضبط التوزيع كاللمد «الساعة الشمسية» والطاسة «الساعة المائية» بالإضافة للنجوم وتتعدد الوحدات باختلاف القرى حيث يشتهر الأثر الذي يعادل نصف ساعة مع وجود وحدات أقل كالقياس (12 قياس لكل أثر) وهناك وحدات دقيقة يتم استخدامها للمواريث وأصغرها ما يعرف بالجليلة والتي تعادل خمسة على ألف دقيقة وأما نظام دوران الفلج فيعتمد على كمية المياه ونوع التربة والمساحة الزراعية حيث يدور لسبعة أيام وفي بعض الأفلاج يدور لـ 14 يوما. وأضاف د. الغافري أن للفلج تأثيرا في كل نواحي الحياة حتى مفردات اللغة حيث الكلمات العمانية كالطامي والسبحة وهي قطعة الثوب المستخدمة لحجز الفلج وغيرها كما أوصى الدكتور بضرورة وجود مركز خاص بالأفلاج في جهاز الحكومة لعمل الدراسات ورصد الأنظمة وتقديم الدعم عند الصيانة وحفظ الإرث البشري للأفلاج العمانية التي شكلت شريان الحياة في القرى العمانية عبر الزمان، كما أكد الدكتور الغافري على ضرورة استدامة الأفلاج من خلال تشجيع الشباب على تعلم أنظمتها والاستثمار فيها كنظام شركة مساهمة عامة حيث إن أقرب قانون لإدارة الفلج هو قانون الجمعيات الأهلية لكنه لا يسمح بالربحية مما يجعله غير مشجع على الاستثمار، وفي الختام تم فتح المجال للمناقشة حيث أكد رئيس اللجنة الثقافية بالحجر الغربي مبارك الخنبشي على أهمية هذه الندوة التي جاءت لتسليط الضوء على موضوع الأفلاج بهدف لفت انتباه الشباب والأجيال لهذا المكون الاجتماعي والاقتصادي في حياة الإنسان العماني.