المسؤولية الاجتماعية قناعات ذاتية

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢٣/أبريل/٢٠١٨ ٠٣:٣٠ ص
المسؤولية الاجتماعية قناعات ذاتية

علي بن راشد المطاعني

النهوض بالمسؤولية الاجتماعية في الشركات والمؤسسات تعكس قناعات ذاتية من أرباب هذه المؤسسات للإسهام في خدمة المجتمع وإضفاء قيمة مضافة عليه، بل إن المسؤولية الاجتماعية تعبر عن أصالة الأشخاص في التعاطي مع مجتمعاتهم عبر نظرة شمولية بعيدة عن الأنانية من بعد نكران الذات.

ولعل بدء مكتب خليفة الهنائي للمحاماة والاستشارات القانونية مبادرة (وميض) للمسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، تعد إحدى المبادرات الرامية لتعزيز قيم التوعية القانونية وإثراء المعرفة في هذا الجانب المهم من خلال حسابات التواصل الاجتماعي، وبذلك تقدم النصح والسبل الصحيحة لأفراد المجتمع بكيفية التعاطي القانوني في تعاملاتهم اليومية وبكافة أنواعها ومسمياتها.

إن المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع ليست بالضرورة أن تكون تبرعات مادية أو عطايا أو غيرها، فحتى المعرفة أضحت جزءا أصيلا من المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع، وربما قيمتها المادية والمعنوية للأفراد أكبر من أي تبرع مادي مهما بلغت قيمته السوقية خاصة في الجوانب القانونية التي تكسب أفراد المجتمع وعيا يحول بينهم والوقوع في المحظورات، في ظل القاعدة القائلة (الجهل بالقانون لا يعفي من العقاب).
لقد أثلج صدري تدشين أمسيات ثقافية لاستعراض كتاب (الجمع الروائي اللغوي بين الكتاب والتاريخ) كمبادرة أخرى من «وميض» بمكتب خليفة الهنائي كأحد مسؤولياتها الاجتماعية في تعزيز دورها في الجوانب الإنسانية ذات الأهمية البالغة.
مؤلف الكتاب خالد الوهيبي ضمن فريق العمل القانوني بالمكتب يعد إضافة كبيرة ونوعية للمكتبة العُمانية والعربية والإسلامية بما يحويه من جدليات جديدة يحتاجها القارئ وتسهم في إثراء المعلومات حول الجمع الروائي بين الكتاب والتاريخ.
القيمة النوعية لمثل هذه المبادرة لا ترتبط بنوعية العمل التجاري الذي يمتهنه المكتب، وإنما يمتد لعلوم أخرى إيمانا منه بأهمية مثل هذا التنوع ودوره في توسيع مجالات المسؤولية الاجتماعية، وفي تأكيد حقيقة أنه لا حدود للإسهام في خدمة المجتمع إذا كانت هناك قناعات راسخة بأهمية ذلك وجدوى تبنيه، فضلا عن إن تعزيز الكفاءات الوطنية في الكتابة والإسهام الحضاري عبر إثراء المكتبة العُمانية والعربية والإسلامية بإصدارات نوعية مثل هذا الكتاب له دلالة تنصب في الإيمان الراسخ بمضامين الكتاب ودوره في توسيع آفاق البحث والاستقصاء في آفاق العلوم الدينية والإنسانية وتبيان وإيضاح الحقائق، بل إن تعزيز القدرات الفكرية العاملة في المؤسسات يعد جانبا من المسؤولية الاجتماعية الهادفة لتحفيز الإبداع وتشجيعه.
بالطبع النهوض بجوانب المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع لا حدود لها في عالم اليوم ومتاحة للجميع ليسهم من يرغب حتى ولو بالقليل الذي من خلاله يمكن بناء التآزر والتكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع، وهذا ما يحثنا عليه أصلا ديننا الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة إضافة للأعراف والتقاليد التي جبلنا عليها والمرتكزة أصلا على هذه القناعات الراسخة.
وما يجدر قوله أيضا أن مكتب خليفة الهنائي هو واحد من أهم المكاتب التي تتسم بالنزاهة والشفافية في التعامل مع موكليها، حيث تمثل المصداقية ركيزة أساسية في التعاطي مع الموكل وقضاياه، وهذا ما جعل نسبة نجاح القضايا لديهم مرتفعة جدا وبشكل يدعو للفخر والاعتزاز.
نأمل أن تكلل مثل هذه المبادرات بالنجاح وأن تعزز كل الخطوات الهادفة إلى دفع المسؤولية الاجتماعية قدما للأمام في مجتمعنا، وإيجاد قناعات أفضل بأهميتها في كل مؤسساتنا وشركاتنا باعتبارها السياج الذي يحمي الفرد والمجتمع من عوامل التعرية المحدثة والمسماة بالفرقة والشتات.