الأعداء الصاعدون

الحدث الأحد ٠٦/مايو/٢٠١٨ ٠٥:٠٧ ص
الأعداء الصاعدون

واشنطن - بكين - موسكو - وكالات

717 بليون دولار هي تكاليف مشروع قانون الدفاع السنوي الأمريكي ويشمل جهود التنافس مع روسيا والصين وإجراء لوقف مبيعات الأسلحة مؤقتا إلى تركيا إضافة إلى إسراع الولايات المتحدة في تقوية دفاعاتها الإلكترونية من الهجمات الخارجية لاسيما من عدوين تراهما واشنطن في صعود عالمي ومنافسين لها على الساحة العالمية وهما الصين وروسيا.

ومن المقرر أن تناقش لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الأسبوع المقبل مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني السنوي الذي يحدد مستوى الإنفاق الدفاعي ويضع السياسات التي تتحكم في كيفية استخدام التمويل.
ويستخدم مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني لمجموعة واسعة من الإجراءات السياسية علاوة على تحديد كل شيء من مستويات الأجور العسكرية إلى تحديث وشراء السفن والطائرات.
وسيطلب مشروع القانون من وزارة الدفاع تزويد الكونجرس بتقرير عن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا الأمر الذي سيعرقل بيع معدات دفاعية لحين اكتمال التقرير.
وفيما يتعلق بروسيا، يشمل مشروع القانون المقترح بنودا مثل فرض عقوبات جديدة على صناعة السلاح الروسية ومنع التعاون العسكري وتوفير المزيد من التمويل للحرب الإلكترونية.
لكنه يتضمن أيضا قاعدة يدعمها الجمهوريون وتتيح للرئيس دونالد ترامب إنهاء بعض العقوبات التي فرضت على روسيا بموجب تشريع أقره الكونجرس بـــــــأغلبية ساحقة العام الفائت رغم اعتراض الرئيس.
وفيما يتعلق بالصين، يتضمن مشروع القانون بنودا عن تحسين القدرات الدفاعية لتايوان.
وتعيد القوات البحرية الأمريكية إنشاء أسطولها الثاني المسؤول عن شمال المحيط الأطلسي بعد نحــو سبع سنوات من تفكيكه فيما تضع وزارة الدفاع الأمريكية التصدي لروسيا محور استراتيجيتها العسكرية.
وقال قائد العمليات البحرية الأميرال جون ريتشاردسون «استراتيجيتنا الدفاعية الوطنية تعلن بوضوح أننا عدنا إلى حقبة تشهد منافسة كبيرة على النفوذ في ظل مناخ أمني يزداد تعقيدا وينطوي على مزيد من التحديات».
وأضاف: «الأسطول الثاني سيمارس مهماته الخاصة بالعمليات والإدارة باستخـــــــــدام السفن والطــــــائرات والقوات على الساحل الشرقي وشمال المحيط الأطلسي».
وتبدي روسيا مزيدا من الحزم فتستعرض قوتها العسكرية في صراعات مثل أوكرانيا وسوريا مما زاد التوتر بين موسكو وواشنطن.
وقال الجيش الأمريكي هذا العام في استراتيجية دفاعية جديدة إن التصدي لروسيا والصين سيكون أولوية فيما يمثــــــــل أحدث مــــؤشر على تغيّر الأولويــــــــات بعد أكثر من 15 عاما من التركيز على مكافحة الإرهابيين.
ونبّه سيناتور روسي إلى احتمال وقوع المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وقال السيناتور أليكسي بوشكوف، وهو عضو بارز في البرلمان الروسي، في تغريدة على حسابه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: ثمة نقطتان للمواجهة الممكنة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا: سوريا ومنطقة البلطيق.
ولفت السيناتور الروسي إلى «إمكانية أن يتسبب نشاط الولايات المتحدة الأمريكية العسكري في بحر البلطيق في أزمة حادة».
وتجدر الإشارة إلى أن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بدأ مشروعه التدريبي الجديد في استــــــــونيا أحد بلدان البلطيق، في الثاني من مايو 2018.
ويجدر بالذكر أيضا أن إحدى طائرات سلاح الجو الروسي اضطرت قبل أيام إلى اعتراض الطائرة العسكرية الأمريكية فوق بحر البلطيق.
وفي ما يخص سوريا توجد هناك وحدات القوات المسلحة الروسية والأمريكية. ومن هنا فإن حدوث المواجهة بين القوات الروسية والأمريكية هناك لا يعتبر أمرا بعيد الاحتمال.
ويقول إيجور شاتروف، وهو نائب رئيس أحد المعاهد البحثية الروسية، إن خطر حدوث المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في سوريا متوقع. ويرى الباحث الروسي أن البنتاجون (وزارة الدفاع الأمريكية) مستعد لاختبار إمكانيات القوات الروسية من خلال إحداث مواجهة مع القوات الروسية في سوريا. ويشير الباحث إلى أن قادة القوات المسلحة الأمريكية لا يخجلون من وصف «الأسد» وروسيا بأنهما عدوان من الممكن بل من الواجب محاربتهما.
في أبريل الفائت قال قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية روبرت نيلير، خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ، إن قوات الخط الأمـــــــامي من مشاة البحرية الأمريكية كانت تعتبر محمية خــــلال العقود الفـــــــائتة لكنها أصبحت الآن في موقف ضعف.
فقد صرّح نيلير أن تطوير الأسلحة عالية الدقة وبعيدة المدى من قبل المنافسين الرئيسيين، الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران والمنظمات المتطرفة، جعل لقوات الخط الأمامي من مشاة البحرية الأمريكية نقاط ضعف.
وأشار القائد الأمريكي إلى أن الغالبية العظمى من قواعد مشاة البحرية في الخارج ليست محمية بشكل كاف من الضربات، ما يقوض من قدرتها على إعداد وتنفيذ العمليات العسكرية.
وكان قائد القيادة الاستراتيجية للبنتاجون جون هايتن قد صرّح، في وقت فائت، أن الجيش الأمريكي راقب اختبارات روسيا والصين لصواريخ متعددة الأغراض، مشيرا إلى ضرورة الاستماع إلى تصريحات بوتين حول ما كان يعمل عليه.
وأصبحت وحدة الحرب الإلكترونية بوزارة الدفاع الأمريكية «قيادة موحدة» مستقلة كما أصبح لها مدير جديد مما يشير للأهمية المتزايدة للحرب الرقمية في ظل مواجهة الولايات المتحدة هجمات قرصنة إلكترونية متطورة من روسيا والصين وغيرهما.
وتولى الجنرال بول ناكاسون رئاسة قيادة الأمن الإلكتروني الأمريكية. وجرى أمس الأول الجمعة رفع وضعها إلى «قيادة موحدة» مستقلة وهو تغيير حكومي يضعها لأول مرة في مصاف تسع قيادات قتالية أمريكية أخرى.
وقال مساعد وزير الدفاع باتريك شاناهان إن هـذا التغيير «إقرار بأن هذا النوع الجديد من الحروب بلغ أعلى درجة من التطور».
وقال اللفتنانت جنرال بمشاة البحرية فينسنت ستيوارت نائب مدير قيادة الأمن الإلكتروني «نحن مستعدون لإطلاق قوات مهمتنا الإلكترونية».
وتولى ناكاسون أمس الأول الجمعة أيضا منصب مدير وكالة الأمن القومي المسؤولة عن إجراء مراقبة إلكترونية وحماية شبكات الحاسب الآلي الخاصة بوكالات الأمن القومي الأمريكية من القرصنة.
وبموجب ترتيب «ثنائي» يشرف مدير وكالة الأمـــــــن القومي أيضا على قيادة الأمن الإلكتروني.
وتشمل قيادة الأمن الإلكتروني وحدات عسكرية مدربة على صد هجمات القرصنة الإلكترونية وإطلاقها أيضا.
لكن بينما تجري قيادة الأمن الإلكتروني عمليات ضد جماعات مثل تنظيم داعش يعزف الرؤساء الأمريكيون عن الدخول في حـــــــرب إلكترونية مع دول كبيرة مثل روسيا والصين.
وقال مسؤولون إن السبب في ذلك يرجع إلى أن الولايات المتحدة، باعتمادها على شبكات الحاسب الآلي والاتصالات، أكثر عرضة للاختراق من خصومها.