العقوبات الأمريكية فتحت الأبواب وأغلقتها

الحدث الاثنين ٠٧/مايو/٢٠١٨ ٠٩:٤٩ ص
العقوبات الأمريكية فتحت الأبواب وأغلقتها

طهران - واشنطن - بيونج يانج - عواصم - وكالات

سيكون هذا الشهر حاسما بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تترقب إدارته إنهاء ملفين نوويين مع دولتين لطالما اعتبرتهما واشنطن ضمن محور الشر العالمي.. ومع إصرار ترامب على مراجعة الاتفاق النووي الإيراني وإنهاء الملف النووي الكوري تظهر انعكاسات ذلك على طهران وبيونج يانج. حيث يرى مسؤولون ومحللون أن المحافظين في إيران يستعدون لزيادة الضغوط على الرئيس حسن روحاني إذا ما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.
كان ترامب قد هدد بإلغاء الاتفاق النووي المبرم العام 2015 باتخاذ قرار عدم التمديد لتخفيف العقوبات المفروضة على إيران عندما ينتهي العمل بقرار سابق في 12 مايو إذا لم "تصلح" بريطانيا وفرنسا وألمانيا "العيوب الرهيبة" في الاتفاق.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن إيران أعدت خططا لمواجهة أي قرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الاتفاق النووي مع طهران، مضيفا أن واشنطن ستندم على مثل هذا القرار.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الحكومي على الهواء "لدينا خطط لمواجهة أي قرار من ترامب بشأن الاتفاق النووي... أمريكا مقبلة على ندم تاريخي إذا هي انسحبت من الاتفاق النووي".
وتابع: "صدرت الأوامر لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية... وللقطاع الاقتصادي لمواجهة المخططات الأمريكية ضد بلادنا. أمريكا سترتكب خطأ إذا انسحبت من الاتفاق النووي".
وقال روحاني: "لن نتفاوض مع أحد بخصوص أسلحتنا ودفاعاتنا وسنصنع ونخزن ما نحتاجه من الأسلحة والمنشآت والصواريخ"، مكررا رفض القادة الإيرانيين إجراء محادثات بشأن البرنامج الصاروخي الذي تقول طهران إنه دفاعي.
وقال مسؤولون إيرانيون إن ذلك يمهد الطريق أمام عودة الاقتتال السياسي داخل الهيكل المعقد للسلطة في إيران.
وإلغاء الاتفاق قد يجعل ميزان السلطة في صالح المحافظين الذين يسعون لتقييد قدرة روحاني المعتدل نسبيا على الانفتاح على الغرب.
وقال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي "هذا اتفاق دولي... ونحن لدينا بالتأكيد القدرة على التغلب على أسلوب البلطجة الذي تتبعونه".
وقال شمخاني مخاطبا ترامب "أنت تقول إنك لا تقبل شيئا تم التوصل إليه خلال حكم الرئيس السابق ويجب تغييره".
وتساءل: "من يضمن إنه إذا تم التوصل إلى شيء معك لن يرفضه الرئيس المقبل (للولايات المتحدة)".
وقال المحلل السياسي حميد فرح فاشيان: "سيؤدي ذلك أيضا إلى رد فعل عنيف ضد المعتدلين والمؤيدين للإصلاح الذين دعموا سياسة التقارب مع الغرب التي انتهجها روحاني... وستتلاشى أي آمال للتحديث في البلاد خلال المستقبل القريب".
لكن الأمر ينطوي على توازن حساس. فخامنئي يدرك أن الإيرانيين، الذين تظاهر الكثيرون منهم في الشوارع هذا العام احتجاجا على ارتفاع أسعار الغذاء، لا يمكنهم تحمل ضغوط اقتصادية كبيرة.
وقال مسؤول كبير آخر إن روحاني الضعيف غير القادر على تطبيق مثل هذه السياسات سيكمل على الأرجح فترته التي تنتهي في العام 2021.
وقال المسؤول: "عزله سيكون علامة على ضعف النظام. سيضر بشرعيته في الخارج. لكن سيلقى عليه اللوم وسيواجه ضغوطا بسبب الضائقة الاقتصادية".
وقال مسؤول آخر في الحكومة الإيرانية "ستجعل السياسات الداخلية من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، على روحاني السعي وراء التقارب مع الغرب وتقديم تنازلات مقابل مكاسب اقتصادية".
وحاولت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق إقناع ترامب بعدم الانسحاب منه لأنها تريد الحفاظ على تجارتها مع إيران.
ورغم التهديد بالانسحاب إذا وأد ترامب الاتفاق فإن مسؤولين إيرانيين قالوا إنه "طالما لم تستبعد طهران من النظام المالي والتجاري العالمي" فإنها قد تفكر في الالتزام بالاتفاق.
وفي بيونج يانج العاصمة الكورية الشمالية وبعد التقارب الأمريكي مع كوريا الشمالية طرقت الحرية باب ثلاثة أمريكيين محتجزين في كوريا الشمالية بأسرع مما توقعوا، فلم تكد تمر ساعة واحدة على إبلاغ سجناء أمريكيين سابقين بقرار العفو عنهم حتى وجدوا أنفسهم على متن طائرة أمريكية نقلتهم إلى وطنهم بعد شهور أو حتى سنوات من المحنة ذاتها.
وقبل قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون قالت كوريا الشمالية إن اعتزامها نزع السلاح النووي الذي أعلنته خلال قمة تاريخية بين الكوريتين ليس نتيجة للعقوبات والضغط بقيادة الولايات المتحدة مطالبة واشنطن بعدم تضليل الرأي العام.
وتعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن "بنزع السلاح النووي بالكامل" من شبه الجزيرة الكورية وذلك خلال أول قمة بين الكوريتين منذ أكثر من عقد وكانت في 27 أبريل إلا أن هذا التصريح لم يتضمن خطوات ملموسة لتحقيق هذا الهدف.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن واشنطن "تضلل الرأي العام" عندما تقول إن التعهد بنزع السلاح النووي كان نتيجة العقوبات وغيرها من وسائل الضغط.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إنه يجب على الولايات المتحدة ألا "تتعمد استفزاز" كوريا الشمالية بنشر قطع استراتيجية في كوريا الجنوبية وإثارة قضايا حقوق الإنسان.
وأضاف: "هذا التصرف لا يمكن تفسيره سوى أنه محاولة لتخريب أجواء الحوار التي تم الوصول إليها بشق الأنفس وإعادة الوضع إلى ما كان عليه".
وقالت الوكالة إنه إذا أخطأت الولايات المتحدة في تفسير نية كوريا الشمالية "المحبة للسلام" على أنها إشارة إلى الضعف وواصلت ضغطها وتهديداتها العسكرية فلن يساعد ذلك على حل قضية نزع السلاح النووي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعتزم لقاء كيم في فترة ما خلال الأسابيع القليلة المقبلة، قال إنه سيبقي على العقوبات والضغط على كوريا الشمالية "ولن يكرر أخطاء الإدارات السابقة"، مضيفا أن موقفه الصارم أدى إلى إحراز تقدم.
وقالت بريطانيا إن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون سيسافر إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق يومين وستتركز المناقشات في واشنطن على إيران وكوريا الشمالية وغيرها من القضايا وأن ذلك يأتي قبل زيارة مزمعة لترامب إلى بريطانيا في 13 يوليو.
وقال جونسون في بيان "بريطانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون متحدون أيضا في جهودنا للتصدي للسلوك الإيراني الذي يجعل الشرق الأوسط منطقة أقل أمانا".