مؤيد الإسماعيلي.. طفل بدرجة مذيع

7 أيام الخميس ١٠/مايو/٢٠١٨ ٢١:٢٥ م
مؤيد الإسماعيلي.. طفل بدرجة مذيع

مسقط- خالد عرابي
هل أباح لك ابنك/‏ ابنتك بهواية يحبها؟ وهل سألك/‏ سألتك عن أشياء معينة يطلبها لتنفيذ هذه الهواية؟ وماذا كانت إجابتك؟ هل تجاوبت معه أم أهملت ما يقول وكأنك لم تسمع، أم نهرته وقلت له: أنت طالب ولديك دراسة ودروس ومذاكرة ركز فيها؟ أيا كان تصرّفك مع هذا الأمر وحتى لو لم تكن تتعرّض لهذا الموقف أو هذه التجربة فإننا نقول لك استمع لابنك واستجب له ولطلباته خاصة إذا كانت مرتبطة بموهبة أو هواية بل ونمّها بما قد يطوّره من أدوات أو من خلال الذهاب لمراكز تدريب وغيره.. مؤيد بن سعيد الإسماعيلي، نموذج لهذه المواهب الصغيرة الجميلة التي وجدت من يكتشفها ويرعاها وينمّيها مبكرا فوجدت طريقها في الظهور والترعرع، فها هو في سنّه الصغيرة -حيث يبلغ من العمر 11 عاما فقط- يثق في نفسه وفِي موهبته وذلك بدعم مستمر من أسرته في تقديم برنامج متميّز على قناته على اليوتيوب وهو برنامج اسماه «أخبار اليوتيوب» بلغ عدد حلقات التي قدّمها حتى الآن أكثر من 400 حلقة منها ما استضاف فيها شخصيات كثيرة من رياضيين وفنانين ومتميزين حققوا نجاحات دولية، والمثير أنه (أي مؤيد) من يقوم -في هذا السن الصغيرة- باختيار ما يطرح من قضايا وما يتناول من موضوعات حيث إنه يعد ما يطرح من أسئلة، فدعونا نتعرّف على قصته.

هو مؤيد بن سعيد بن هلال الإسماعيلي، يبلغ من العمر 11 عاما وهو طالب بالصف السادس الابتدائي بالمدرسة المتحدة الخاصة، اكتشفت أسرته موهبته مبكرا إذ لاحظوا أنه مهتم بالاستماع ومتابعة النشرات الإخبارية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية بل ويقوم بتقليد المذيعين -وذلك في سن التاسعة- ومحاكاتهم وتقديم برامج من تخيله وكأنه يستضيف شخصية ما ويسألها، وهنا كانت لأسرته وقفة مع ذلك إذ رأوا أن عليهم مساعدته ودعمه فوصل الحد بوالده أن قام بتخصيص غرفة خاصة له في المنزل وتحويلها إلى استوديو مصغر يقدم من خلاله المؤيد برامجه.

يقول مؤيد: منذ عدة سنوات وجدت نفسي متابعا ومحبا للبرامج والنشرات وكنت أتمنّى أن أكون مثل هؤلاء المذيعين وأقدم بنفسي، وقبل قرابة العامين تطوّر الأمر أكثر حيث طلبت من الأسرة شراء أدوات احترافية للتصوير، ووجدت تجاوبا كبيرا وكل الترحيب من الأسرة حيث بدأوا بتجهيز غرفة لي كاستوديو واشتروا لي ناقل صوت «ميكروفون» وكاميرا وأجهزة خاصة بالصوت، ثم بدأ ابن عمي يساعدني في ذلك، فكنت أتابع التلفاز والصحف بشكل أكثر وأتابع ما يُطرح من قضايا وموضوعات ومن ثم أقوم بعمل تعليقات عليها حيث أعد الأسئلة وأحضّر بنفسي الموضوع الذي سأطرحه، ولا أجد في ذلك مشكلة كما لا أجد في تقديم البرامج أية رهبة، ومن القضايا التي ناقشتها وطرحتها في برنامجي التدخين والنظافة والصحة والسمنة وغلاء أسعار الأسماك في بعض الأحيان.

ويشير مؤيد إلى أنه مؤخرا تعلّم أشياء كثيرة جديدة في هذا العالم منها «المونتاج» إذ تعلّم ذلك بنفسه ومن خلال الإنترنت واليوتيوب. وعن وضعه الدراسي وإذا ما كان الانشغال بهذه الهواية قد أثّر على مستواه الدراسي والمذاكرة يقول والده: بفضل من الله لم يؤثر ذلك على مذاكرة مؤيد ولا مستواه الدراسي أبدا، بل على العكس تماما وجدناه من الأوائل في المدرسة بل ودعمه ذلك الاهتمام في أن يجعله معروفا لدى أساتذته وزملائه من الطلاب والطالبات بل وجعله مرغوبا في مشاركاته المتعددة في الأنشطة المدرسية المختلفة، فهم يختارونه ليشارك في الخطابة وإلقاء الشعر في المناسبات كما أنه يشارك في المسابقات التي حقق عددا من المراكز فيها.

وعن دور الأسرة في دعم وتنمية ابنائها قال الفاضل سعيد الإسماعيلي: يجب على كل أسرة أن تنتبه لابنائها وهوايتهم ويتعرفوا على الأشياء التي يحبون ممارستها ويجدون فيها متعة ومن ثم عليهم تشجيعهم وتنمية الموهبة ومحاولة إظهارها وألا يبخلوا عليهم بشراء ما تحتاجه تلك الموهبة من أدوات، وإذا تطلب الأمر أخذهم إلى مركز متخصص فيجب ألا يتوانوا في ذلك لأن ذلك سيصقل موهبة هذا الطفل ومن الممكن أن يجعله يحدد طريقه وما يحب وما يريد أن يكون فعلا في وقت مبكر من .

ويشير والد مؤيد إلى أنه دعمه من خلال عمل استوديو خاص له في المنزل ووفر له كل ما يحتاجه من أدوات إضاءة وكاميرات وسماعات عادية ولاسلكية فكلها أشياء أساسية ولكن بسيطة وكلما تطلب الأمر مزيدا من ذلك سنوفره له بإذن الله.. وأردف قائلا: خاطبنا عدة شركات ومؤسسات تعمل في القطاع الخاص والبرامج والإنتاج الفني وكذلك الإذاعة حتى يقدم برنامجا خاصا به وما زلنا ننتظر الرد، ولكن في ذات الوقت هو مازال مستمرا في برنامجه وقناته على اليوتيوب وكذلك هو يعد لبرنامج خاص به ويومي عن رمضان كما يعد لصفحة خاصة له عن رمضان على الإنترنت.

وأكد على أن مؤيد بعد أن ينتهي يوميا من الدراسة وما عليه من واجبات يكون «الآيباد» رفيقه حيث يتابع من خلاله البرامج المختلفة -وخاصة الجماهيرية- حيث يتابع كيف يكون دور المذيع وكيف يجلس وكيف يسأل أو يحاور ويتأثر كثيرا ببعضهم وكل ذلك في سبيل التطوير من نفسه ومن أدائه. وأشار إلى أن مؤيد حاور العديد من الشخصيات في عدة مجالات كالرياضة مثل بعض اللاعبين والمدربين والمجيدين ممن حصلوا على جوائز ومنهم رئيس اتحاد التاكواندو، كما حاور وزير الصحة في زنجبار والكثير من الشخصيات الأخرى في عدة مستويات.

وعن البرامج المفضلة لمؤيد قال والده: برنامج «ذا إيلين شو» وهو برنامج إنجليزي فهو متابع دائم له ولمقدمته ويرى كيف تستمع لجماهيرها وكيف تحاورهم، ويكاد يكون هذا البرنامج هو الذي بث الثقة أكثر في نفسه وأخرج من داخله الخوف وأعطاه التشجيع والثقة الكاملة في نفسه.